الآثار الإيجابية للصوم على الصحة الجسدية والنفسية -الحلقة 2

رمضان هو شهر جوع وعطش ولكنه يعتبر في نفس الوقت بلسما وشفاء للأجساد والأرواح. وللصيام فوائد عديدة، تتوزع على العديد من الجوانب، منها الجانب الروحي والديني، الأخلاقي الاجتماعي، وكذا بالنسبة إلى الصحة البدنية للصائمين. ويوجد اليوم إجماع من قبل العلماء والأطباء على فوائد الجوع لفترات قصيرة للجسم، فأثناء الجوع يبدأ الجسم في تنظيف الأمعاء والكبد والدم من السموم، وتتقلص أمراض الأوعية الدموية، كما أن الجوع لفترات قصيرة ينشط المناعة. في هذه الزاوية، نسلط الضوء على بعض الجوانب الصحية التي يجب استحضارها من أجل صيام يجسد القول المأثور “صوموا تصحوا”.

لم يعد خافيا على أحد الوقع الإيجابي للصوم على صحة الإنسان، خاصة إذ التزم الصائمون بنمط حياة سليم خلال الشهر الفضيل واتبعوا الإرشدات الطبية الملائمة للحالة الصحية لكل منهم. وبالنسبة للكثيرين من الشباب المبتدئين في رحلة الصوم والذين يطرحون العديد من الأسئلة حول أهميته وضرورته، لا بأس من التذكير ببعض الفوائد الصحية للصيام التي أثبتتها الدراسات العلمية بغض النظر عن الأهمية الدينية لهذه الشعيرة في حياة المؤمنين.

فوائد صحية عديدة

– إزالة السموم: يساعد الصيام على حرق الدهون من الجسم التي تكون قد تكونت نتيجة المأكولات المصنعة والتي تحتوي على العديد من المواد الحافظة والاضافات، وبالتالي فان الصيام لفترات طويلة ومتقطعة يساعد على التخلص من السموم من خلال الكبد والكلى وباقي أعضاء الجسم المسؤولة عن التخلص من السموم. 
– راحة الجهاز الهضمي: الصيام لفترات طويلة يساعد الجهاز الهضمي على الشعور بالراحة مع استمرار الوظائف الفسيولوجية الطبيعية وخاصة إفراز العصارات الهضمية، لكن مع معدل أقل. وتلك الممارسات تساعد على الحفاظ على توازن سوائل الجسم. 
– علاج الالتهابات: تشير بعض الدراسات الى أن الصيام يساعد على شفاء بعض الأمراض من الالتهابات والحساسية كالتهاب المفاصل، والصدفية.
– خفض مستويات السكر في الدم: يعمل الصيام على زيادة تكسر الجلوكوز وإنتاج الطاقة للجسم، مما يعمل على خفض إنتاج الإنسولين. وهذا يساعد على راحة البنكرياس، كما يساعد على زيادة إنتاج الجليكوجين لتسهيل عملية تكسر الجلوكوز وبالتالي خفض مستويات السكر في الدم.
– زيادة حرق الدهون: ان تكسر الدهون في الجسم هي من أولى علامات الصيام لما فيه من إنتاج للطاقة اللازمة للجسم، وخاصة الدهون المخزنة في الكليتين والعضلات. وبالتالي يساعد على خسارة الوزن.
– ضبط ضغط الدم: يعد الصيام من العلاجات الفعالة والطبيعية جدا لخفض مستويات ضغط الدم، حيث يساعد على خفض مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين. 
– العادات الغذائية الصحية: تشير الدراسات إلى أن الصيام لا سيما في رمضان يساعد على خفض الشهية تجاه تناول الأطعمة الجاهزة ويعزز الرغبة في تناول الأطعمة الصحية خصوصا إذا كان الإفطار يبدأ دائما بصحن خضار. كما أن الصائم يركز كثيرا على شرب الماء وتناول الفواكه.

الصوم يحسن الحالة النفسية

من الفوائد المهمة للصوم أيضا أنه يمنح الصائم القدرة على التحكم في النفس وضبط المشاعر والشهوات وأنه يعمل على تقوية الإرادة و العزيمة، مما يكون له الأثر الإيجابي في التخفيف من الأعراض المرضية النفسية.
+ تحسين العلاقات الاجتماعية: يتميز شهر رمضان بالمشاركة بين أفراد الأسرة، من خلال اجتماع الأسرة على الطعام في وقت واحد، الصلاة في جماعة، الزيارات الأسرية وممارسة العبادات، هذه المشاركة لها تأثيرها الإيجابي على عموم الصائمين من الأصحاء وأيضا على المرضى النفسيين الذين يعانون من العزلة، حيث أنها تساعد على تلاشي العزلة وتكسر الحاجز بينهم وبين المحيطين بهم.
+ تقوية الإرادة: للصوم آثار إيجابية في تقوية الإرادة التي تعتبر نقطة ضعف لدى معظم المرضى النفسيين، وهو يمنحهم العزيمة من خلال الصبر الذي يتطلبه الامتناع عن تناول الطعام وتأجيل الإشباع للحاجات الشخصية والشعور بالرضا من خلال نجاحهم بضبط النفس والتحكم في إرادتهم مما يزيد من الثقة بالنفس ويساهم في مضاعفة قدرتهم على التحمل مما يقوي مواجهتهم ومقاومتهم للأعراض المرضية.
+ تنمية الشخصية: من فوائد الصيام أنه ينمي الشخصية، بحيث يمكنها من النضوج وتحمل المسؤولية والراحة النفسية، فهو يمنح الإنسان فرصة لكي يفكر وينمي قدرته على التحكم في الذات، ويعمل على التوازن الذي يؤدي إلى تحسن الحالة النفسية.
+ الملتزمون أقل إصابة بالاضطرابات النفسية: أظهرت بعض الأبحاث أن الأشخاص الذين يتمتعون بشخصية متزنة ويلتزمون بأداء العبادات وتطبيق تعاليم الدين في تعاملهم هم غالباً أقل إصابة بالاضطرابات النفسية، وهم أكثر تحسناً واستجابة للعلاج عند الإصابة بأمراض نفسية.
+ التخلص من المشاعر السلبية: يساهم الصوم في استعادة التوازن النفسي من خلال تقوية المشاعر الروحية والالتزام بالطقوس الدينية، والشعور بالأمل في الثواب والتخلص من المشاعر السلبية المصاحبة للأمراض النفسية.

> إعداد: سميرة الشناوي

Related posts

Top