الأبعاد الإنسانية والنضالية في ديوان “من يجرؤ على العشق..؟” للشاعرة المغربية حكيمة الشاوي

  سمعت عن حكيمة الشاوي الناشطة الحقوقية والجمعوية والمناضلة النقابية والسياسية، منذ العقود الأخيرة من القرن الماضي، وتتبعت نشاطها الدؤوب، وحضورها الفاعل في أهم المحطات النضالية التي عرفها المغرب في تلك الفترة الموسومة في الأدبيات التاريخية بسنوات الجمر والرصاص. بيد أن اطلاعي على العالم الإبداعي لهذه المناضلة الفذة، وركوبي مغامرة السباحة في بحرها الإبداعي، لم يتحقق إلا خلال السنوات الأخيرة. والفضل، في ذلك، يرجع إلى تلك الزوبعة التي أثارتها بعض قصائدها، والحملة التي شنتها مجموعة من الأقلام والمنابر الإعلامية حول إنتاجها الأدبي. مما دفعني دفعا إلى اقتحام محرابها الشعري، والتنقير في خصوصيات قصائدها، علني أقف عند مميزاتها التي أثارت حفيظة الناقمين عليها، وعلى أشعارها. وهنا أقول رب ضارة نافعة.  سمعت عن حكيمة الشاوي الناشطة الحقوقية والجمعوية والمناضلة النقابية والسياسية، منذ العقود الأخيرة من القرن الماضي، وتتبعت نشاطها الدؤوب، وحضورها الفاعل في أهم المحطات النضالية التي عرفها المغرب في تلك الفترة الموسومة في الأدبيات التاريخية بسنوات الجمر والرصاص. بيد أن اطلاعي على العالم الإبداعي لهذه المناضلة الفذة، وركوبي مغامرة السباحة في بحرها الإبداعي، لم يتحقق إلا خلال السنوات الأخيرة. والفضل، في ذلك، يرجع إلى تلك الزوبعة التي أثارتها بعض قصائدها، والحملة التي شنتها مجموعة من الأقلام والمنابر الإعلامية حول إنتاجها الأدبي. مما دفعني دفعا إلى اقتحام محرابها الشعري، والتنقير في خصوصيات قصائدها، علني أقف عند مميزاتها التي أثارت حفيظة الناقمين عليها، وعلى أشعارها. وهنا أقول رب ضارة نافعة. لقد ألفيت، بعد بحث وتنقيب، أن الريبرتوار الشعري لحكيمة الشاوي يحوي ثلاثة دواوين شعرية، الأول صدر عام 1999 تحت عنوان “العشق المزمن”، والثاني “إشراقة الجرح والعشق” صادر عن مطبعة الكوثر بالرباط سنة 2001، والأخير “من يجرؤ على العشق..؟”، صدر سنة 2015 عن مطبعة إمستيتن بالرباط، في ثمان ومائة (108) صفحة من الحجم المتوسط. يزين الغلاف الخارجي للمجموعة بلوحة تشكيلية من توقيع الشاعرة نفسها. وتحمل هذه اللوحة دلالات متعددة، وتحبل بأبعاد إنسانية عظمى، لعل أبرزها التعلق بالوطن المحروس بأعين ثلاث: إثنتان إنسانية، وثالثة إلاهية. كما أنها تعبر عن أسمى تجليات السلم، والمعبر عنه في اللوحة بحمام السلام.  إن مجموعة حكيمة الشاوي “من يجرؤ على العشق..؟”، على خلاف عدة إصدارات أدبية ببلادنا، تخلو من أي تقديم، سواء أكان شخصيا أم غيريا. لكن، بالمقابل، تحوي إهداء فريدا ومميزا. وتأتي فرادته وتميزه في كونه أولا صيغ نظما، وثانيا لأنه أهدي لثورة الربيع العربي وشهدائها الأباسل، وعلى رأسهم البوعزيزي وفدوى… تقول الشاعرة في الإهداء: إلى من أزهرت عشقاذات ربيع منتظرواحترقت قهرا وغدراتحت رصاص المصيفثم تساقطت خلسةوراء قضبان الخريف.. يضم ديوان “من يجرؤ على العشق..؟” بين دفتيه تسعا وعشرين (29) قصيدة، كتبت في فترة زمنية تمتد من سنة 2011 إلى سنة 2014. بيد أن ترتيب هذه القصائد بالديوان لم يخضع لمنطق التسلسل الزمني الكرونولوجي. بل عمدت الشاعرة إلى تقديم قصائد وتأخير أخرى، انطلاقا من تصور نظن أنه ينبني على أساس روح حكيمة الشاوي المتفائلة، التي لها ثقة في المستقبل، وتؤمن بقدرة هذا الشعب على التغيير لما هو أفضل. فالمناضل بطبعه لا يستكين لأضغات التشاؤم. لذا نجد الشاعرة اختارت أن توشح صدر ديوانها بقصيدة تتغنى بعشق الوطن، عنونتها “حبكم صمام قلبي” جاء فيها: يا وطني المبجلأقسم بهذا الدم الأحمروبالنجمة الخضراءوبصمام القلب الأيسروبعشق الشهداءوبالحوريات البيضاواتوبعدد النبضاتالآن أحبك أكثر. كما ختمت الديوان بقصيدة “الحداد” التي كتبت بالسواد، وخطت بدماء الشهداء، وعبرت عن لواعج داخلية حادة ناتجة عما يشهده العالم من ظلم وقهر ورعب تستحيل معه الحياة.  تقول الشاعرة:”دعوني أكتب بالسوادقصيدة الحدادفقصائد البياض… توجعنيدعوني أختار موتيقبل أن تصيبني شضايا الصمتفالأشعار بداخلي… تقصفنيوتورق دما… في عيوني.دعوني أنفجر.. وأتناثر.. وأندثركما أشلاء غزة في الهواء… تنتشر” وبين هذا وذاك، أي بين الإفراط في التفاؤل، والانغماس في سواد التشاؤم، نثرت الشاعرة عبر صفحات ديوانها ورودا وأشواكا، واستعرضت ملاحم بطولية تعبق بأريج النصر الزكية، وانكسارات تفوح منها شتى أنواع الهزائم والنكسات والخيانة… فقصائدها تشبهها تماما، فهي ثائرة متمردة على الأوضاع السائدة، محرضة على القيم البائدة. جريئة حد الإزعاج، فالجرأة في الكتابة عموما، وفي الشعر خصوصا، ضرورية، لأن الإبداع عموما توأم الحرية، والحرية تعني الجرأة.   والشعر كما فهمته حكيمة الشاوي ومارسته هو قضية، هو أسمى من تسويد بياض صفحات بكلام موزون مقفى، إنه أكبر من ذلك بكثير. فهو كما قيل “السير على خط النار”. هو نبض المجتمع، هو احتفال غامر بالحياة الناجية من الموت المتربص بالإنسان في كل مكان وزمان، وهو مطهر النفس البشرية من كل أحقادها وحقارتها. تقول حكيمة الشاوي في قصيدة “الحق، والإنسان… توأمان”:   “تعالوا يا عشاق الإنسان، نتطهرمن القهر بالشعرفالشعر حلال، زلالينزل بردا وسلامايورق بين مفاصل الصخر”  لقد حبل ديوان حكيمة الشاوي بقيم سامية شتى، وبأبعاد إنسانية عدة، تروم كلها تحقيق إنسانية الإنسان، وتتوق إلى مجتمع تسوده روح الإخاء والتضامن والمحبة. ولعل أبرز هذه القيم انتشارا بالديوان هي: قيمة الحب التي تعد قضية الإنسانية بامتياز. فبالحب تتحقق الكرامة، وبالحب تزهر الحرية، وبالحب يعم السلم والسلام، وبالحب تسود المساواة، وبالحب يسحق الحق الباطل وينتصر عليه… فما مفهوم الحب عند حكيمة الشاوي؟ وكيف وظفته بديوانها لخدمة قضايا مجتمعها؟الحب لغة – كما جاء في اللسان- هو نقيض البغض. والحب: الوداد والمحبة..  أما اصطلاحا، فيطلق على ذلك الشعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما، أو شيء ما، أو قضية ما. وينظر إليه في تفاسير أخرى على أنه كيمياء متبادلة بين اثنين. وقد أرجعه ابن حزم الأندلسي في كتابه طوق الحمامة إلى النفوس التواقة إلى الاتصال بأندادها، حيث قال: “اختلف الناس في ماهيته وقالوا وأطالوا، والذي أذهب إليه أنه اتصال بين أجزاء النفوس المقسومة في هذه الخليقة في أصل عنصرها الرفيع، لا على ما حكاه محمد بن داود رحمه الله عن بعض أهل الفلسفة: الأرواح أكر مقسومة، لكن على سبيل مناسبة قواها في مقر عالمها العلوي ومجاراتها في هيئة تركيبها”. كما أنه عرض، في مؤلفه المذكور، أصنافه وضروبه المختلفة، وجعل محبة الله عز وجل أسماها وأرفعها شأنا. ولا نبالغ إذا قلنا: إن موضوع الحب أثار اهتمام الفلاسفة والمتكلمين والمتصوفة واللغويين والشعراء وعلماء النفس والاجتماع. فوضعوا له مذاهب وتيارات، وسودوا به مصنفات ومؤلفات، ونظموا فيه أبيات ومطولات، وأغنوا قاموسه بمفردات ومصطلحات، منها الحب، والصبابة، والهوى، والجوى، والعشق، والسلو.. فكيف أحبت شاعرتنا في ديوانها “من يجرؤ على العشق؟”؟ وأي تيار من تيارات الحب ركبت؟ وأي قاموس من قواميسه وظفت؟ إن متصفح الديوان تستوقفه ظاهرة بارزة متمثلة في طغيان قاموسي الحب والنضال على جميع القواميس الأخرى، حيث ربطت الشاعرة بينهما في معظم قصائدها، إذ لا تخلو قصيدة منهما. ففي ما يتعلق بقاموس الحب استعملت ما يربو عن مائتي (200) مصطلح. لكن المصطلح المهيمن والبارز على صفحات الديوان هو كلمة العشق التي أثثت فضاء العنوان. ومن نافلة القول، نقر بأن الشاعرة حكيمة الشاوي ظلت وفية لهذا المصطلح، منذ أن بدأت مغامرة الكتابة الشعرية، حيث لم يفارقها في جل محطاتها الإبداعية، فنجده برفقتها في “العشق المزمن”، ولازمها أيضا في أضمومة “إشراقة الجرح والعشق”. وتوظيف الشاعرة لكلمة العشق في عناوين دواوينها، وتردده في قصائدها، بل إدمانها عليه، لم يأت من باب الترف اللغوي، إنما جاء نتيجة رغبة جامحة في التعبير عن مشاعر نفسية قوية، وأحاسيس جياشة، لا يمكن الإفصاح عنها إلا عبر كلمة العشق. وهي تعلم علم اليقين، أن العشق هو حب مجنون، يؤدي بصاحبه إلى الخبل. ألم يقل ابن حزم عنه: “ولا يعرض في شيء من هذه الأجناس المذكورة، من شغل البال والخبل والوسواس وتبدل الغرائز المركبة واستحالة السجايا المطبوعة والزفير وسائر دلائل الشجا ما يعرض في العشق.” فالعشق حب جنوني لا يخضع لمنطق العقل، ولا يستكين مع مرور الأيام وتعاقب الأزمان إلا بالتلاقي والوصل.  وقد يسأل سائل عن هذا الفارس الذي استأثر بهذا العشق كله، وعن هذا الملهم الذي حرك هذا البركان العشقي الخامد في قلب حكيمة الشاوي. إن المتصفح للديوان يتغير أفق انتظاره مباشرة بعد اطلاعه وتفاعله مع القصيدة الأولى بالديوان، حيث يجد أن المحبوب ليس فردا بعينه، ولا يشبه معشوق كل فتاة تحلم بشاب وسيم، ذي وجه صبوح، وعيون خضر أو زرق أو سود، وقامة فارعة، وقد ممشوق، يمتطي صهوة جواد ناصع أبيض مجنح. بل المعشوق عندها هو الوطن الجريج، الذي سلب الروح والعقل. فالعشق والوطن توأمان. قالت عنه: “تعلموا أن حب الأوطان من الإيمانوأن الصمت الأخرس من سلالة الشيطانوأن العشق والوطن توأمان”وبما أن حكيمة الشاوي ترفض القيود، وتأبى أن تتقوقع في زنازن محروسة مسيجة، فإن عشقها للوطن يتمرد على الحدود المصطنعة، ويتحدى عيون الحرس والعسس، ليصل إلى أقصى مداشر العالم. تقول في قصيدة “إيمان بالأوطان”:”حبنا يا سيدتي… مقاتلبدون أسلحة أو معاوليتسرب.. إلى قرارة القلبوكل المداشريجمع شعوب الأرضفي شعب واحدوبحور الأرضفي بحر واحد..”  وحب الوطن يفضي لا محالة لحب الشعب. هذا الشعب الذي يتألم في صمت، بعد أن شاخت فيه الآمال، وما هرم أو سئم. يسقط مرة، فيلملم جراحه وينهض. يحترق مرة أخرى بنيران الجلاد، فينبعث من رماده، ويأبى الاستسلام. تقول حكيمة:يا شعبي… كم أهواكوالهوى حر وقرفي هذا الزمن المرليس له طعم وأنت حر.. وحر… وحر.وحكيمة الشاوي لا تستفرد بعشق الشعب والإنسان، ولا تواري عشقها له أو تخفيه، بل تدعونا في شذراتها بكرم حاتمي لحضور تلك الجلسات الباذخة بالحب العلني، الحب الذي لا يرتبط بدين، أو عرق، أو لغة، أو لون. تقول:”تعالوا يا عشاق الفجر،والشفق الأحمرتعالوا نعشق بالجهر كل الفروق بين البشربكل اللغات، والألوان، والأديان..من يجرؤ على هذا العشق الحارق؟سواك أنت أيها الإنسانوهذا الحق فيك..توأمان”.وشاعرتنا تعلم أن حياة الإنسان الذي تعشقه لا تستقيم في غياب مجموعة من القيم الإنسانية، منها الحق والعدل والمساواة، لذلك جعلت ديوانها منبرا حرا للدفاع عن هذه القيم. فهي تارة تسخر من وضعية حقوق الإنسان، فتقول:”لك الحق في الحياةوأن تعيش حيا بين الأمواتوأن تمارس موتكبكل حريةحرقا أو شنقاوليس من حقك أن تلمس شعرة معاوية”. وتقول في أخرى:”دستور فصاميالباب الثانيأصيب بتخمة الحقوقدون إنسانوكثرة المساحيق والألوانكل الحقوق على الورقدون نقطقابلة للتمزيقخرقها مضمونوعاشقها مسجون”  وتارة أخرى تتغنى بالحقوق التي تهزم الباطل وتنتصر عليه:”ما أروعك يا رفيقحين تجهر بالحق والصدقويشع النضال في عينيك كالبريقوتشرق شمس الشعب من القلبينهزم الباطل والأمل في هذا الوطن يستفيق”. وبما أن المرأة هي مصدر الحنان الذي لا ينضب، وسر الوجود الخالد، خصتها حكيمة الشاوي بوقفات عطرة بديوانها، حيث جاء في إحداها:”على هذه الأرض تستحق النساء الحياةعلى هذه الأرض تستحق النساء كوكب القلبوكوكب الوفاءعلى هذه الأرض تستحق النساء كوكب الأرضوكل كواكب السماءعلى هذه الحياة تستحق النساء.. الحياة”.وتقول في أخرى:”سيدة الوجدتتربعين فوق كوكب القلبنتعلم منك طقوس الحبمن المهد إلى اللحدفتمسحين بهمسة أو لمسة كل الحزن الأسود”.وانطلاقا من مرجعية حكيمة الشاوي الحقوقية، وخلفيتها النضالية، لم تفوت الشاعرة الفرصة دون استحضار أرواح الشهداء، وتكريمهم، ونعيهم، وإبراز أهمية التضحيات التي قدموها في سبيل الوطن والمواطنين. فهي تقر في لقاء صحافي لها أن “الشعر هو المُعَبِّر بقوة عن الألم والفقدان، أكثر من الكلام العادي، رغم أنه يعجز في أحيان كثيرة، أمام الموت، الذي يشكل أقصى درجات الإيلام، خاصة إذا تعلق الأمر بالشهداء والرفاق والأصدقاء، وأنا كتبت لأرواح كل هؤلاء الذين احترقْنا بنار فقدانهم، كتبت عن المهدي بنبركة، وعمر بنجلون، وسعيدة لمنبهي، والحسين المانوزي، وشكري بلعيد، وشهداء الحراك العربي، وكتبت عن محمد بوكرين، ومحمد جودار، وعن زهور العلوي، والمهدي المنجرة، وغيرهم”. وقد جاءت مراثيها لهؤلاء الأبطال حبلى بالشجن، لكن بالمقابل حملت رسائل تنير طريق جيل الشباب المناضل قصد مواصلة الكفاح حتى تحقيق النصر. تقول في رثاء الحسين المانوزي: “في الذكرى الأربعينيحضر الحسينليكرم أمه وأباهوتزحف السنين..لتخاطب الدمع اليتيم..حي أراه، ميت أراه..فهل نتبع خطاه؟”       وتقول في نعي الشهيدة سعيدة لمنبهي:”أنت السعيدة.. سنتذكرك بفرحأنت الشهيدة كل هذه السنينوالأنين ما يزال يتناسل في هذا الوطن الحزينوالسجن موحش والقضبان موجعة، لا تستقيموالأصفاد ما تزال تكبل الكرامة والحرية وعشاق العشرينوسياط الجلادين ما تزال تقتحم جسدك الأنثوي الجميلفلا تلين”.    ولم يفت الشاعرة التنبيه إلى بعض القضايا الحارقة التي تعاني منها مجتمعاتنا العربية، وترسم معالم تخلفنا وتقهقرنا في سلم الرقي الحضاري. وجاء الاستبداد: بشقيه السياسي والديني، على رأس هذه القضايا. إذ قالت في الأول مخاطبة حكام العرب بصوت جريء:”ارحلوا … أيها الجاثمون … على أنفاس الأوطانثلاثون عاما… كل عام بألف سجانيعتقل دقات القلبارحلوا… لا تبنوا قصورا من الأوهام فوق الرمالأو تدوسوا تاريخ الأجيالارحلوا… لا تتمسخروا”. وخاطبت فقهاء الفتن الذين يصمون آذانهم عن أهم القضايا والمشاكل التي يتخبط فيها المجتمع، وينصرفون إلى أتفه الأمور، ضرها أكثر من نفعها، تقول: “ضجر ضجر ضجريا فقيه الخضركيف تجعل الجزركالبشر تتقن إنشاء البؤرعلى الجسد الأنثويلهذا الوطن المطهر”. 

> بقلم: يحيى عمراني

Related posts

Top