الأديب مصطفى لغتيري: المعرض الدولي للكتاب العلامة الأبرز في الزمن الثقافي المغربي

>  إعداد: عبد العالي بركات

يعد المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء الذي تنعقد دورته الثانية والعشرون خلال الفترة الممتدة من الحادي عشر إلى الحادي والعشرين فبراير، أبرز تظاهرة ثقافية ببلادنا؛ بالنظر إلى الإشعاع الدولي الذي تحظى به، ويتجلى ذلك بالخصوص من خلال الحجم الكبير لدور النشر المشاركة والحضور الفاعل للأدباء والمفكرين القادمين من مختلف القارات.
  بهذا الصدد نفرد حيزا لنخبة من مثقفينا ومبدعينا من أجل الحديث عن نظرتهم الخاصة لهذا الملتقى السنوي الكبير، ومقترحاتهم لتقوية الحركة الثقافية ببلادنا.

< ماذا يشكل بالنسبة إليك المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء؟
> في غياب دخول ثقافي حقيقي في المغرب، يتم فيه الإعلان عن البرنامج الثقافي للسنة كاملة، كما يمكنه أن يكون فرصة لإعلان دور النشر عن إصداراتها الجديدة، يبقى المعرض  الدولي للكتاب العلامة الأبرز في الزمن الثقافي المغربي، فهو مناسبة كبيرة لالتقاء الأدباء والكتاب مع بعضهم البعض من داخل المغرب وخارجه، كما أنه فرصة ثمينة لمصافحة جديد الإصدارات المغربية والعربية، والإصغاء إلى نبض المثقفين من خلال الأنشطة الموازية التي تنظمها وزارة الثقافة وبعض الجمعيات والعارضين، وبالنسبة لي شخصيا يكون المعرض فرصة مناسبة لاقتناء مزيد من الكتب، وخاصة الروايات الجديدة المغربية والعربية، كما أنني أقتني جل الروايات المترجمة، التي لا أخفي اهتمامي الكبير بها، وبطبيعة الحال دائما يكون المعرض بالنسبة لي للتعريف بجديد إصداراتي لدى القراء، خاصة من المدن المحرومة من وصول الكتاب الثقافي إليها بسبب سوء التوزيع، الذي يبدو أنه قد آن الأوان للتفكير فيه بجدية أكبر.
كما تكون الفرصة سانحة للتواصل مع دور النشر من أجل اقتراح نشر كتاب جديد، حتى أستطيع تنويع الناشرين رغبة في أخذ كتبي فرصة أكبر للانتشار.

< ما هو أحدث كتاب صدر لك، وما هي أبرز مضامينه؟
> صدر لي سنة 2015 كتابان الأول عن دار الآداب البيروتية تحت عنوان” الأطلسي التائه”، وهو عبارة عن رواية تعيد تشكيل -تخييليا -حياة المتصوف المغربي أبي يعزى الهسكوري، كما صدرت لي في الأشهر الأخيرة رواية “زنبقة المحيط” عن دا رالأمان بالرباط وبدعم من وزارة لثقافة، وهي عبارة عن رواية اجتماعية- بولسية، تتحدث عن فتاة مغربية فقدت الذاكرة بسبب حادثة سير في فرنسا، فوقعت في يد رجل أعمال تركي ليستغلها كراقصة في ملهى، لكن سائحة مغربية تعرفت عليها وسعت رفقة أخيها المخرج السينمائي وناشطة حقوقية لإنقاذها من هذا الوضع وتهريبها نحو المغرب، وهذا متحقق بعد صعوبات جمة، لكن التركي لن يستسلم وسيطارد سارة في بلدها المغرب من أجل استرجاعها إلى ملهاه، فتتعقد الأحداث خاصة بعد تدخل الأمن المغربي وعصابة إجرامية في الموضوع.

< ما رأيك في سياسة دعم الكتاب التي تنهجها وزارة الثقافة؟
> أظن صادقا أن الخطوات الأخيرة التي نهجتها وزارة الثقافة في مجال دعم الكتاب جدية وفعالة، وحتما ستعطي أكلها بعد حين، فقد صدر بفضلها عدد كبير من الكتب في ظرف وجيز، لذا أتمنى أن تستمر بوتيرة أكبر.
 
< ما هي ملاحظاتك على جائزة المغرب للكتاب؟
> أظن أن الجائزة قد راكمت تجربة كبيرة، مما يؤهلها لتصل إلى سن النضج، فمن العيب أن نجد نفس الملاحظات تطرح في كل سنة، فلا بد من تحصين لجنة التحكيم من التدخلات الفجة، التي تسيء إلى أصحابها قبل أن تسيء للجائزة، كما أتمنى أن تنشر مستقبلا نتائج لجنة التحكيم خاصة فيما يتعلق بالمعايير، التي اتبعتها لتتويج كتاب ما، كما أظن أن الانفتاح أكثر على أساتذة الجامعة سيكون مناسبا حتى يظل المبدعون بعيدين عن الضغط الذي قد يمارسه البعض عليهم.

< ماذا تقترح لتقوية الحركة الثقافية ببلادنا؟
> الحركة الثقافية في بلادنا تتوفر على عدد كبير من المبدعين الذين يتكاثرون يوما بعد يوم، ومن غير المناسب عدم الانفتاح عليهم بشكل منتج وفعال، أظن أن الوقت قد حان لننخرط في عمل منظم ومنتج، فلا بد من استثمار الحركية الكبيرة التي بلورتها الجمعيات الثقافية، كما أنه أصبح من اللازم أن تكون لنا أنطولوجيات سنوية في القصة والقصة القصيرة جدا والشعر والمسرحيات القصيرة وفصولا من الروايات، كما أنه يمكن تحفيز النقاد على الانخراط في دراسة المتن الإبداعي المغربي، فيمكن اقتراح ثيمات معينة يشتغل عليها النقاد تجعل من المتن الإبداعي المغربي مجالا للاشتغال والبحث، كما أنه لا مناص من خلق شراكة فعالة مع وزارة التربية الوطنية ببرنامج محدد، يكون من أبرز عناصرها ترويج الكتاب داخل المؤسسات عن طريق تنظيم معارض مصغرة، كما يتيح للأدباء زيارة المؤسسات التعليمية بوتيرة منتظمة من أجل التواصل مع التلاميذ والطلبة ومناقشة كتبهم معهم.

Related posts

Top