الأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان يسترجع ذكرياته الساحرة بمناسبة عيد ميلاده الـ 50

أكد الأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان الذي سيحتفل يوم الخميس المقبل بعيد ميلاده الـ50، أن لديه الكثير لكي يقدمه لكرة القدم كمدرب، مبرزا أنه ما يزال شغوفا باللعبة التي اعتزلها كلاعب منذ عام 2006.
وقال زيدان أول أمس الأحد في حوار مع برنامج “تيلي فوت” على قناة (تي. آف. 1) الفرنسية، إنه مر بالكثير من اللحظات الرائعة في مسرته الكروية سواء كلاعب أو مدرب مع المنتخب الوطني أو الأندية.
وتطرق زيدان في ذات الحوار إلى مباراته الأولى ضد منتخب تشيكيا 17 غشت 1994، وتسجيله هدفين في مشاركته الأولى ساهما في عودة “الديوك” في النتيجة (2-2)، إضافة لنصيحة مدربه إيمي جاكي.
واعتبر “زيزو” أن لحظات التتويج بكأس العالم سنة 1998 كانت رائعة جدا، مشيرا إلى أن هدفه في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2002 ضد بايرن ليفركوزن الألماني، كان مهما بالنسبة له أكثر من كونه جميلا.
وتحدث زيدان عن أدائه الساحر للغاية في مواجهة دور ربع نهائي مونديال 2006 ضد البرازيل، موضحا السبب الذي جعله ينفذ ضربة جزاء على طريقة بانينكا في مباراة نهائية ضد إيطاليا وأمام حارس عملاق.
وبعدما أقر الأسطورة الفرنسية بأنه ليس فخورا بواقعة نطح المدافع الإيطالي ماركو ماتيرازي، شدد زيدان على أن نجاحه في تحقيق 11 لقبا مع ريال مدريد كان ثمرة عمل جماعي لكافة مكونات النادي الملكي.

< احتفالا بعيد ميلاده الخمسين بعد حياة ومسيرة حافلتين بالإنجازات ..
> يمكنني الوقوف عند عدة لحظات في حياتي، وكلها كانت جد رائعة. أود أن أقول إن ما كان رائعا هو الطريق (الذي قطعته) والمسار (طيلة هذه السنوات).

< مباراته الأولى مع منتخب فرنسا وتسجيله هدفين فيها ..
> رغم أنني أن عدت لاحقا للجلوس على مقاعد البدلاء، فقد كان من الجيد في جميع الأحوال أن أبدأ (مسيرتي الدولية) بهذه الطريقة. كان جيدا في أولى مباراة لي أن أترك انطباعا مميزا. وهذا ما نجحت في القيام به.

< تأثير هذه الثنائية على مسيرته الدولية ..
> سجلت هدفين في أول مباراة لي مع (المنتخب الوطني)، وهذا منحني أيضا الكثير من الثقة ومنحني الحياة. كما أنه جعلني أقول مع نفسي: لدي الكثير لكي أحققه مع منتخب فرنسا.

< نصيحة مدربه إيمي جاكي في هذه المباراة..
> أتذكر أنه (جاكي) قال لي: “أضمن لك أنك ستحظى بعدة فرص للتسجيل من ضربات ثابتة، لأن الخصم (المنتخب التشيكي) فريق يلعب بدفاع المنطقة وليس بشكل فردي. ولاعبوه ليس طوال القامة”. كل ما قاله كان صحيحا. وهذا سمح لي بتسجيل هدفين.

< ما هي ذكرياتك عن التتويج بلقب كأس العالم 1998؟
> كانت لحظات رائعة وعواطف (جياشة). عندما تكون لاعب كرة قدم ورياضيا من المستوى العالي، فأنت تسعى لكي تعيش مثل هذه اللحظات. تعيشها مع عائلتك وأصدقائك. لقد كان ذلك رائعا للغاية. وأتذكره كما لو أن الأمر حدث بالأمس.

< هل الهدف الرائع في نهائي دوري أبطال أوروبا 2002 أفضل ذكرى في مسيرتك؟
> لا أعلم إذا ما كان هدفي هو الهدف الأجمل (في تاريخ البطولة). في جميع الأحوال فقد كان الهدف الأهم. كنت قد فزت بكل شيء إلى تلك اللحظة، ولم يكن ينقصني سوى لقب دوري الأبطال. لذلك فقد كان جميلا أن أسجل في مباراة نهائية. كما كان ساحرا أن أسجل بتلك الطريقة.
< في مواجهة البرازيل في ربع نهائي كأس العالم 2006، كنت أنت ذلك “الساحر البرازيلي”؟
> لا .. لأني لست برازيليا (يضحك). في تلك الليلة قدمنا كل شيء ممكن. لم أكن وحدي، بل جميع اللاعبين كانوا جيدين. نحتاج دوما للرفاق وإلى الفريق، وكنا رائعين للغاية في تلك المباراة.

< كيف فكرت بتنفيذ ضربة جزاء على طريقة “بانينكا” في نهائي المونديال؟
> بطريقة تقنية -هذا أكيد-. لا أعتقد أنه كان جنونا مني. أعتقد أنه في تلك اللحظة، فعلت ما يجب علي فعله. طبعا فقد كان من الممكن أن أهدر ضربة جزاء. لم أفكر في ذلك، لأتي قلت مع نفسي: “ما نزال في الدقيقة السابعة أو الثامنة، وهناك متسع من الوقت. لدي ثوان لكي أختار طريقة التسديد. كان أمامي حارس مرمى (جانلويجي بوفون) يعرفني جيدا، وعلي أن أخترع شيئا ما”.

< طرده في النهائي بعد نطح المدافع الإيطالي ماركو ماتيرازي ..
> أعتقد أن بيسنتي (ليزارازو) هو الوحيد الذي كان يستطيع احتوائي. كان تواجده بجانبي سيكون مهما في تلك الليلة، ولو أننا لن نتمكن من تغيير الماضي على أي حال. هذا ما حدث. مرة أخرى أؤكد أنني لست فخورا بما فعلته، لكنه سيظل جزء من مسيرتي كلاعب. أود أن أقول أيضا إنه لا يوجد شخص مثالي في هذه الحياة. وشخصيا مررت بأوقات كان الأمر فيها معقدا، لكن كانت هناك الكثير من اللحظات السعيدة.

< مسيرة استثنائية في أول تجربة له كمدرب مع ناد بحجم ريال مدريد ..
> لقد عملت بجد. وكان لدي لاعبون غير عاديين وفريق يرافقني. كنت المسؤول عن كل هذا، لكن كان لدي فريق رائع. في جميع الأحوال، لا يمكنك النجاح بمفردك. لكن أحب أن أكون عاطفيا. وأحتاج لذلك على أي حال. أحتاج لفريقي وجميع الأشخاص من حولي.

< هل تشعر أنه لا يزال بإمكانك تقديم شيء ما لكرة القدم اليوم؟
> نعم (يضحك). هناك الكثير من الأشياء .. شيء ما: نعم. أريد أن أكمل على هذا الطريق.

< هل ما يزال لديك ذاك الشغف باللعبة؟
> نعم بكل تأكيد. إنها (كرة القدم) ما نحب. إنها شغفي.

< ترجمة: صلاح الدين برباش

Related posts

Top