الأمراض الوبائية محور ندوة بأكاديمية المملكة

نظمت أكاديمية المملكة المغربية، الأسبوع الماضي بالرباط، ندوة حول موضوع “هل ينبغي الخوف من الأمراض الوبائية”، تميزت بإجراء نقاش بشأن المراحل الرئيسية لظهور هاته الأمراض وتفشيها وآثارها.
وقام بتأطير هذه الندوة، التي نظمتها أكاديمية المملكة المغربية بشراكة مع أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، عضو (كوليج دو فرانس) بباريس أرنو فونتانيت الذي سلط الضوء على الأوبئة الأخيرة التي ظهرت مثل فيروس زيكا وإيبولا ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد “سارس” والتهاب الكبد الفيروسي (سي) أو فيروس نقص المناعة البشري (السيدا)، وعوامل ظهورها وتفشيها.
وسجل المحاضر أنه في الوقت الذي كان يعتقد فيه أن القرن العشرين سيشهد القضاء على الأمراض المعدية نظرا للتطورات الحاصلة في مجال الصحة وتوافر المضادات الحيوية واللقاحات، فإن ظهور فيروسات جديدة مثل الإيبولا سنة 1976 وفيروس فقدان المناعة البشري في 1981، عمل على التذكير بأن مخاطر الأمراض الوبائية الجديدة ما زالت قائمة.
كما تطرق فونتانيت، وهو أيضا أستاذ بمعهد باستور والمرصد الوطني للفنون والمهن، لمسلسل ظهور الأمراض الوبائية، مذكرا في هذا الصدد بـ”ميكانيزمات ظهور مسببات جديدة للأمراض وظروف انتشارها عبر أنحاء الكوكب”.
وبعد أن استعرض مفهوم الأمراض الناشئة، أشار إلى وجود ثلاثة أنواع من العدوى، ويتعلق الأمر بتلك التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان (الإيدز، السارس، الإيبولا)، والعدوى الناجمة عن مسببات الأمراض المتحورة (الأنفلونزا)، وكذا العدوى التي انتشرت في مناطق جغرافية جديدة (حمى النيل الغربي، شيكونغونيا، وزيكا).
وفي ما يتعلق بالتسلسل الزمني للأزمات الصحية الأخيرة، لفت المحاضر إلى أن معظم الفيروسات الأخيرة هي من أصل حيواني، مستشهدا بميكانيزمات بروزها على غرار الاتصال الحيوان بالإنسان من ضمن أمور أخرى.
وبخصوص آثار الأمراض الوبائية، استعرض المحاضر مثال فيروس (السارس) الذي تسبب في وفيات أقل من (السيدا) أو الملاريا في يوم واحد، وذلك راجع أساسا إلى الأساليب الجديدة للاستجابة التي تم وضعها للتعامل مع حالات الطوارئ المربتطة بالعدوى.
كما أشار إلى عدد من الأوبئة التي تجعل الأشخاص العاملين في مجال الرعاية الصحية عرضة لمخاطر الإصابة بالأمراض، مؤكدا على أهمية الاستفادة من الطرق الجديدة للمراقبة والعلاجات واللقاحات التي يجري اختبارها، وجعل البلدان التي لديها مخاطر وبائية وصحية كبيرة تستفيد منها.
وعمل البروفيسور أرنو فونتانيت، الحائز على الدكتوراه في الطب (جامعة باريس 5) والصحة العامة العمومية (جامعة هارفارد)، كطبيب داخلي في مستشفيات باريس، وهو متخصص في علم أوبئة الأمراض المعدية والاستوائية.
يشار إلى أن هذه الندوة نظمت في إطار المبادرات التي تقوم بها أكاديمية المملكة المغربية و(كوليج دو فرانس المغرب) الهادفة إلى تشجيع إشعاع الفكر العلمي، ومناقشة الأفكار، والحوار بين الثقافات، والبحث من مستوى عال، بغاية إجراء نقاش مع مختلف الأساتذة المشاركين بشأن مسلسل التحديث في مختلف حقول المجتمع، وكذا في كافة المجالات الثقافية.

Related posts

Top