الأمطار تعري واقع البنيات التحتية بالعاصمة الاقتصادية

كشفت الأمطار التي تساقطت في المدة الأخيرة عن ضعف البنية التحتية بالعديد من أحياء العاصمة الاقتصادية، حيث تسببت في إغراق العديد من الشوارع والطرقات الرئيسية. وتسبب تراكم مياه الأمطار التي نزلت بكميات متوسطة إلى أحيان قوية، في أعطاب لعدد من السيارات والحافلات في مناطق هنا وهناك مما تسبب في توقفها كلية وسط احواض وبرك مائية تغمر الطرقات.
وأدت الأمطار الغزيرة، أيضا، إلى انهيارات جزئية في بعض المسالك الطرقية، بسبب عجز مجاري الصرف الصحي عن استيعاب هذه الكميات من المياه المتدفقة بالشوارع والتي أدى منسوبها العالي إلى تسربات لبعض المنازل السفلية والمحلات التجارية في مجموعة من الأحياء الشعبية، خصوصا الدور العشوائية المتواجدة بمنطقة ليساسفة، سيدي معروف أولاد حدو، البرنوصي حي الرحمة.
وعرت الأمطار التي شهدتها العاصمة الاقتصادية عن عيوب في عدد من المشاريع الطرقية المنجزة، حيث ظهرت الحفر في عدد من الشوارع والأزقة.
بيان اليوم، تحدثت مع بعض المواطنين حول هذا الواقع المتردي للبنيات التحتية والتي ترزح العاصمة الاقتصادية تحت نيره منذ سنين طويلة من دون أن يجد طريقه إلى الحل.
وفي هذا السياق، قال محمد لبيض مواطن مهتم بالشأن المحلي بمنطقة عين الشق، إنه كلما حل فصل الشتاء، وبدأت الأمطار في التهاطل ولو بنسب خفيفة، إلا وكشفت عن عيوب في البنيات التحتية لمدينة الدار البيضاء، خصوصا الطرقات ومجاري الصرف الصحي، مشيرا إلى أنه كثيرا ما جرى تقويم هذه العيوب، وأنفق من أجل ذلك ميزانيات طائلة من أموال دافعي الضرائب، غير أنها لا تلبت أن تعود للظهور مع أول الغيث. وأوضح نفس المصدر، أن هذا الأمر يجعل المرء يتساءل عن الفائدة من إهدار كل هذه الأغلفة المالية على مشاريع هي في الأصل مغشوشة، موضحا، أن عددا من الشوارع والأزقة بسيدي معروف أولاد حدو غمرتها مياه الأمطار، بالرغم من أن هذه التساقطات لم تكن مسترسلة في غالب الأحيان ولا طويلة من حيث المدة التي استغرقتها، مشيرا في هذا الخضم، إلى أن التساقطات رفعت من منسوب المياه ليتجاوز الأرصفة في عدد من الأماكن وشكل ذلك عائقا لحركة المارة التي علق بعضهم وسط المياه، وأدت كذلك إلى تسرب المياه إلى بعض الدور في الأحزمة العشوائية المتواجدة بكثرة بالمنطقة.
وأرجع المتحدث السبب في كل ذلك إلى عدم قدرة قنوات الصرف الصحي عن استيعاب كميات المياه المتهاطلة، إما بسبب ضعف هذه المجاري، أو لعدم خضوعها للتنقية، مما يترك الأزبال والأتربة عالقة بها، مشيرا في هذا الصدد إلى أن هذه الوضعية تتسبب في مشاكل كثيرة في بعض الأحياء الهشة حيث تتسرب إلى الدور السفلية وتعرض أفرشتها وأثاثها إلى التلف.
أما عبد الرحيم ازوينة، سائق طاكسي، فتحدث بامتعاض شديد عن واقع الطرقات والتي قال إن جلها محفر ولا تكاد تصلح للاستعمال حتى في الظروف العادية، مشيرا، إلى أن مخاطرها تزداد بشكل كبير عند هطول الأمطار التي قال إنها تكشف هشاشة الطرق التي تظهر بها الحفر والتصدعات. وتابع المتحدث، أن السياقة تحت ضغط هذه الظروف يزيد من احتمال وقوع الحوادث الخطيرة، ويكثر من الأعطاب التي تتعرض لها وسائل النقل.
وأضاف المتحدث، أن كلفة الإصلاح والصيانة بالنسبة لسائقي الطاكسيات تزداد بتعرض مركباتهم للأعطاب خلال الموسم المطير، وذلك بسبب عيوب الطريق مما يؤثر على مدخولهم اليومي.
وفي خضم هذه الجولة التي قامت بها بيان اليوم، التقت بعبد العزيز الحطاب، والذي تحدث عن الارتياح الكبير الذي يتركه تساقط الأمطار في نفوس المواطنين الذين يستبشرون خيرا بالموسم الفلاحي.
غير أن المتحدث، عبر عن القلق الكبير الذي ينتاب البيضاويين من كثرة الحفر وانتشارها في الطرقات، والتي عادة ما تكشف عنها الأمطار، مضيفا، أن وضعية هذه الطرق تطرح الكثير من التساؤلات حول الشأن المحلي بالعاصمة الاقتصادية من حيث تدبير المشاريع والصفقات العمومية ولجن المراقبة.
وأشار المتحدث، إلى أن البيضاويين سئموا من الشوارع والطرقات المحفرة والتي تستدعي إصلاحات حقيقية تقطع مع سياسة “الروتوشات”.

> روبورطاج: سعيد أيت اومزيد

Related posts

Top