الأمم المتحدة تحذر من عواقب التصعيد العسكري بطرابلس

دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، السبت، كل الأطراف إلى احترام بنود القانون الدولي الإنساني، الذي يحرم استهداف المدنيين والمرافق الصحية، مذكرة إياهم بالعواقب المترتبة على مخالفة أحكامه.
وقالت البعثة في بيان مقتضب، إنها تعمل ما بوسعها مع كافة الأطراف المحلية والخارجية لتجنب التصعيد العسكري وحماية المدنيين من أي استهداف، والاهتمام بمن أجبروا قسرا على مغادرة منازلهم.
وجاء تحذير بعثة الأمم المتحدة بعد أن أعرب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، عن “قلقه” حسب ما توفر له من “معلومات وما أكدته تقارير أممية عن ترتيبات يتم إعدادها لتصعيد عسكري جديد”، داعيا البعثة الأممية والمجتمع الدولي إلى “تحرك فعال لوقف هذا العدوان”.
ولفت المجلس الرئاسي في بيان أصدره في وقت سابق اليوم، إلى أن “القوات المعتدية على العاصمة طرابلس تعد لهجوم يشمل ضربات جوية للمرافق المدنية الحيوية بما في ذلك مطار معيتيقة الدولي” بطرابلس.
وبعد أن أكد المجلس الرئاسي على “جاهزية قوات حكومة الوفاق لصد وهزيمة أي عدوان جديد”، دعا البعثة الأممية والمجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤولياتهم تجاه ما قد تنوي المليشيات المعتدية ارتكابه من تصعيد عسكري واستهداف للمدنيين وما يسببه من إراقة دماء الليبيين وتدمير البنية التحتية المدنية وإطالة أمد الحرب ومعاناة المواطنين”.
وكانت منظمة الصحة العالمية، قد أعلنت مؤخرا أن “العنف في طرابلس أسفر عن مقتل 1093 شخصا، وإصابة 5752 آخرين”، مبرزة أن “أكثر من 100 ألف شخص نزحوا من طرابلس نتيجة الاشتباكات بين الأطراف المتنازعة”.
ويذكر أن قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر تشن، منذ 4 أبريل الماضي، هجوما على العاصمة الليبية طرابلس، وتخوض معارك مع قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.
وفي سياق متصل، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، حالة القوة القاهرة، وتوقف عمليات شحن النفط الخام بميناء الزاوية (48 كلم غرب طرابلس)، بعد توقف إنتاج حقل الشرارة، أكبر الحقول النفطية بالبلاد.
وأوضحت المؤسسة في بيان لها فجر أول أمس الأحد، أن شحن النفط الخام بميناء الزاوية، توقف نتيجة الإغلاق في حقل الشرارة الاستراتيجي، الذي كان هدفا لعمليات إغلاق عديدة في السنوات الأخيرة، سواء من قبل محتجين أو جماعات مسلحة.
وأضافت أن الإغلاق تسبب في خسارة نحو 290 ألف برميل من الإنتاج اليومي تقدر قيمتها بنحو 19 مليون دولار يوميا. ونقلت وسائل إعلام ليبية عن مسؤول بالمؤسسة الوطنية للنفط، قوله إن “إنتاج الخام في ليبيا تراجع أمس السبت، إلى ما يزيد قليلا على مليون برميل يوميا”.
وأوضحت المؤسسة الوطنية للنفط أن الخزانة العامة للدولة ستتحمل تأمين احتياجات السوق المحلية من المحروقات نتيجة استمرار التوقف. وجاء في البيان أن “مثل هذه المحاولات المتعمدة والرامية إلى تخريب خطوط الأنابيب وعرقلة عمليات الإنتاج لا تضر فقط بالإيرادات الوطنية النفطية، بل تتسبب أيضا في عرقلة عمليات إمداد المواطنين الليبيين بمستلزماتهم من الطاقة الكهربائية”. ولم يؤثر إغلاق حقل الشرارة على حقل “الفيل” النفطي القريب.
يذكر أن حقل الشرارة ينتج أكثر من 300 ألف برميل يوميا، ويمثل إنتاجه قرابة ثلث الإنتاج الليبي من النفط الخام الذي يفوق مليون برميل يوميا.

Related posts

Top