الإعلام في يومه الوطني

يخلد المغرب في الخامس عشر من نونبر كل عام، اليوم الوطني للإعلام، وهي مناسبة سنوية لتقييم المسار والمنجزات واستعراض التحديات واستشراف مهمات المستقبل.
هذه السنة، تحضر الذكرى والمناسبة ضمن سياق الأزمة الصحية والمجتمعية القاسية، وما نجم عنها من تداعيات خطيرة وتهديدات على القطاع برمته، وهو ما يجعل الحديث عن مهنة الصحافة اليوم يتصل بتحدي الوجود والاستمرارية، وأيضا بأدوارها تجاه التحديات المطروحة أمام بلادنا، ومسؤولية الدولة والمجتمع لصيانة وتطوير إعلام وطني مهني ذي جودة ومصداقية ومتانة.
اليوم، كشفت الأزمة الوبائية، وأيضا التطورات الأخيرة لقضية وحدتنا الترابية، عن حاجة وطننا وشعبنا إلى الأخبار الصحيحة، والممارسة الصحفية الوطنية الجدية والمهنية، ومن ثم إلى إعلام وطني قوي ينتصر لمسؤوليته المجتمعية، ولهذا تقتضي المرحلة، بكل ما يلفها من دقة وحساسية ومخاطر، الانكباب على ورش إصلاح وتأهيل وتطوير قطاع الصحافة الوطنية، وذلك من طرف السلطات العمومية، بتعاون وتشاور وشراكة مع المهنيين، من ممثلي الصحفيين والناشرين، والهيئات المختلفة للمجتمع، وصياغة المداخل المناسبة لتقوية منظومات التمويل والتقنين والتوزيع والإشعاع.
من جهة ثانية، شهدت الفترة الأخيرة بداية تبلور منظومة مؤسساتية وتأطيرية للمهنة، يحضر فيها المهنيون أنفسهم، ويتطلب هذا المسار دعما حكوميا ومجتمعيا قويا، كما عرفت فترة الجائحة صمودا واضحا من لدن مهنيي القطاع، واستمروا في تقديم منتوج مهني والتصدي للأخبار الزائفة والأكاذيب، برغم الظروف الصعبة، وانعدام المداخيل والعائدات، وكل هذا يجب البناء عليه اليوم، والتأسيس، انطلاقا من هذا، لتعبئة وطنية ومهنية تروم النهوض بالقراءة بشكل عام، وسط شعبنا وشبابنا، وتسعى لتوسيع انتشار الصحف الوطنية وتقوية رواجها، وتمتين التربية على الإعلام وإشعاع أخلاقيات المهنة، وبالتالي مساندة الصحافة الوطنية لتمتلك القوة والمصداقية والأثر، وأيضا القدرة على مواكبة تطلعات البلاد، الوطنية والديمقراطية والتنموية…
من جهة أخرى، تفرض اليوم لحظتنا المهنية والمجتمعية حوارا صريحا وشجاعا داخل الجسم المهني الوطني، يضع الأصبع على الاختلالات والتجاوزات الذاتية، ويحدد التزامات التوجه نحو المستقبل، ويؤسس لسلوك مهني  يكون في مستوى ما هو مطروح علينا اليوم كمهنة ومجتمع من تحديات.
إن مهنتنا بقدر ما هي في حاجة إلى مخطط استراتيجي عمومي حقيقي وجريء ومستعجل، يشمل القوانين والتشريعات، التمويل، التوزيع، الإشهار، التكوين، التخليق، فهي كذلك في حاجة  أيضا إلى وعي مهني ذاتي، وانخراط جماعي من طرف المهنيين للارتقاء بالممارسة والمنتوج والعلاقات، ولصياغة علاقة جديدة بالمجتمع، والإمساك بالمصداقية والمهنية.

<محتات‭ ‬الرقاص

[email protected]

Related posts

Top