الاحتكار يهدد حياة 400 ألف مغربي مصاب بمرض “الكبد الفيروسي س”

أوصت دراسة جديدة، أنجزتها جمعية محاربة السيدا بالمغرب، حول “مرض التهاب الكبد الفيروسي C”، قدمت خلاصاتها، أول أمس الأربعاء، بإحدى الفنادق بالدار البيضاء، ببدء “العمل بالمجانية المطلقة في مجال التحليلات الخاصة بتشخيص وتتبع الإصابة بالمرض”.
ودعت الدراسة، المنجزة في الفترة ما بين شهر غشت 2017 ومارس 2018، من طرف الخبيرة الفرنسية، في مجال الولوج إلى الأدوية، والمتخصصة في التهاب الكبد الفيروسي “س”، بولين لونديكس، إلى مراجعة استراتيجيات اقتناء مواد التركيبات الكيميائية المستعملة في الكشف، وآلات تحديد الحمل الفيروسي.
وألحت الدراسة ذاتها، التي تمت بدعم من الائتلاف العالمي لمحاربة السيدا وصندوق “يونيتيد”، على ضرورة استخدام المنصات المفتوحة، التي “ستؤدي إلى التنافس بين شركات المستحضرات الصيدلانية وإعادة التفاوض على الأسعار مع شركة روش، وأوبت، وسيفا يد، المنتجين الثلاثة الحاليين في السوق المغربية، والمحتكرين له بدون منافسة”.
وكشفت الدراسة أن ثمن التشخيص قبل العلاج مكلف جدا، يتراوح بين 3800 درهم، و4950 درهم، ومحتكر من طرف القطاع الخاص بنسبة 100 في المائة، لا سيما وأن عدد المصابين بهذا الفيروس بالمغرب، يقدر بأزيد من 400.000 شخص، أي بمعدل 2.1 في المائة، وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية.
ودعت الدراسة إلى السماح بالبدء في إنتاج مواد التركيبات الكيميائية المستعملة في الكشف “المواد الجنيسة”، فضلا عن إصدار التراخيص المفتوحة من قبل المؤسسات العمومية الفرنسية “ESPCI  ” “INSERM” و” AP-HP”ّ التي تحمل براءات اختراع التكنولوجيات التي تمكن من تقييم مدى تليف الكبد.
و قال رئيس جمعية محاربة السيدا، البروفيسور مهدي القرقوري، في هذا الإطار, “إن هذه الدراسة هي مساهمة من الجمعية، لتسليط الضوء على جانب غالبا ما يغفل من طرف السياسات وقد يكون عائقا في الولوج للعلاج”.
وأضاف مهدي القرقوري، أن “هذه الدراسة تندرج في إطار خطة الترافع التي تقوم بها جمعية محاربة السيدا من أجل الولوج للأدوية الجديدة للالتهابات الكبدية بأقل ثمن، خصوصا وأن المغرب أطلق صيرورة بلورة مخطط وطني للقضاء على الالتهابات الكبدية في أبريل 2016، بدعم من مكتب منظمة الصحة العالمية”.
وتأسف البروفيسور القرقوري لعدم وجود فرص التمويل الدولي لحاملي هذا الفيروس الكبدي، كما هو حال بعض الأوبئة كالسيدا، والسل، والملاريا التي لها صندوق خاص، مشيرا إلى أن جمعية محاربة السيدا توصي بضرورة التشاور على المستوى الوطني بين مختلف الجهات الفاعلة في المجال الطبي، قصد إعداد استراتيجية وطنية لتصنيع المنتجات الصحية، مستوحاة من البلدان التي طورت هذا الإنتاج المحلي، مثل البرازيل على سبيل المثال، حتى يتمكن ذووا الدخل المحدود المصابون ب “مرض التهاب الكبد الفيروسي C” من بلوغ العلاج.

يوسف الخيدر

Related posts

Top