الاستثمار في النجاح

بكل المقاييس، يعتبر مسار المنتخب المغربي لكرة القدم داخل الصالات، ناجحا سواء تأهل لربع النهاية، إذا تمكن من تجاوز منتخب فنزويلا خلال مباراة الثمن التي جرت أمس بمدينة كوناس، أم لم يتمكن من ذلك، ففي كل الحالات ما حققه أسود القاعة خلال السنوات الأخيرة يعتبر بحق مفخرة.
فهذا المنتخب الذي تكون في ظروف صعبة، وفي غياب بطولة وطنية في المستوى، وبوجود فرق تعاني الضعف والخصاص، وعدم توفر قاعات كافية بشروط مناسبة لممارسة سليمة، في ظل كل الظروف المحبطة للعزائم، حقق نتائج لافتة وغير مسبوقة في التاريخ.
تمكن من الفوز مرتين متتاليتين ببطولة أمم إفريقيا، شارك ثلاث مرات بالمونديال، تأهل لأول مرة إلى الدور الثاني، قفز إلى المرتبة الخامسة عشرة بترتيب الفيفا، توج بالبطولة العربية بعد تفوق مطلق، هذا التألق اللافت أعطى لمجموعة من اللاعبين فرصة الالتحاق بعالم الاحتراف.
خلال دورة ليتوانيا، قدم المنتخب المغربي مجموعة تشكيلة متجانسة تضم خليط من خبرة القدامى وطموح الشباب. وعلى ذكر المواهب الجديدة. فتركيز المتتبعين يجب أن ينصب على أسماء بعينها، وفي مقدمتها يوسف جواد، اللاعب الذي اعتبره موقع الـ”فيفا” من أبرز اللاعبين الصاعدين بالنظر لإمكانيات التي أبان عنها في كل المباريات، كما اعتبره المدرب المنتخب الإنجليزي للفوتسال غرايم ديل، لاعبا شابا مثيرا ومتعدد المهارات، ويلعب بحرية، وأظهر إمكاناته الحقيقية.
كل هذه النجاحات الملفتة للنظر، يجب أن تستمر بقوة، لإرساء مدرسة وطنية حقيقية يقودها بكل اقتدار الإطار الوطني هشام الدكيك، مدرسة تتمركز فيها كل الجوانب التقنية والتأطيرية والإدارية، مع ضمان مصادر تمويل قادرة على الاستجابة بكل البرامج.
فضمان الاستمرارية بنفس الطموح، يتطلب الكثير من الأسس، التي لا غنى عنها، تراعي أساسا إعطاء الاهتمام المطلق للفئات الصغرى، وهو ما تفتقد له حاليا كرة القدم داخل القاعة بالمغرب، إذ لا مستقبل بدون فئات صغرى.
هناك ضمان مؤكدة للوصول إلى تحقيق الهدف الأسمى، والمتمثل في إرساء أسس مدرسة وطنية حقيقية، ويتجلى ذلك في دعم الجامعة، والثقة التي تضعها في الإطار الوطني هشام الدكيك.

>محمد الروحلي

Related posts

Top