البؤر الوبائية المسجلة ببعض الوحدات الصناعية والمهنية ترفع عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا

 تم تسجيل 168 حالة إصابة مؤكدة جديدة بفيروس كورونا المستجد حتى حدود العاشرة من صباح أمس الأربعاء، ليرتفع العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالفيروس بالمملكة إلى3377 حالة، حسب ما أعلنته وزارة الصحة، مضيفة على بوابتها الرسمية الخاصة بفيروس كورونا المستجد بالمغرب، أن عدد الحالات التي تماثلت للشفاء من المرض حتى تلك الساعة ارتفع إلى 398 حالة، بعد تماثل خمس حالات جديدة للشفاء، فيما ارتفع عدد حالات الوفاة إلى 149. وبلغ عدد الحالات المستبعدة بعد تحليل مخبري سلبي 15 ألف و569 حالة.

وتتصدر جهة الدار البيضاء- سطات قائمة جهات المملكة من حيث عدد حالات الإصابة، تليها جهة مراكش-آسفي، حيث الجهتان معا سجلتا أكثر من 50 بالمائة من مجموع الحالات، متبوعتين بجهات فاس-مكناس، ثم طنجة-تطوان-الحسيمة، فالرباط-سلا-القنيطرة.

هذا، وكانت وزارة الصحة قد سجلت في حدود الساعة السادسة من مساء أول أمس الثلاثاء، 163 حالة إصابة بالفيروس، ما رفع العدد الإجمالي للإصابات خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية إلى 3046 حالة.

وقد تماثل خلال نفس اليوم، 43 شخصا للشفاء، ووصل عدد المتعافين من المرض حتى حدود تلك الساعة 393 متعاف، ما يمثل 12.2 كنسبة مئوية للشفاء من بين مجموع المصابين. فيما تم تسجيل حالتي وفاة إضافيتين جراء الإصابة بالفيروس ليصل العدد الإجمالي للوفيات إلى 145 حالة، بنسبة فتك 4.5 بالمائة. وارتفع العدد الإجمالي للحالات المستبعدة بعد التحاليل المخبرية السلبية إلى 14 ألفا و891 حالة.

وأبرز اليوبي أن الحالات الإضافية المسجلة ما بين الساعة السادسة من مساء يومي الاثنين والثلاثاء، مصدرها البؤر الوبائية التي تم تسجيلها مؤخرا، لاسيما، ببعض الوحدات الصناعية والمهنية، مشيرا إلى أن بؤرة الدار البيضاء التي تمت الإشارة إليها بداية الأسبوع الجاري، سجلت 18 حالة إضافية، ليصل مجموع الحالات بها إلى 49 حالة، فيما سجلت بؤرتا مدينة طنجة على التوالي 14 حالة، ليصبح مجموع الحالات المسجلة بهما إلى 64 حالة، و30 حالة مع تسجيل بؤرة إضافية بمدينة ورزازات. وقال مدير مديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة إن تتبع المخالطين والكشف عليهم هو الطريقة التي تمكن من اكتشاف أكبر نسبة مئوية من الحالات، موضحا أن هذه الطريقة مكنت من اكتشاف 146 حالة من أصل 163 حالة التي تم اكتشافها في نفس اليوم، أي حوالي 90 بالمائة من الحالات.

وبخصوص الحالة الصحية للخاضعين لعملية التتبع الموجودين حاليا قصد التكفل والعناية في مجموع المستشفيات والمراكز المتخصصة، أفاد اليوبي أن 78 بالمائة منهم ليست لديهم علامات المرض أو لديهم بعض العلامات البسيطة، و17 بالمائة لديهم حالة صحية حميدة، فيما يوجد 5 بالمائة فقط بأقسام العناية المركزة أو الإنعاش.

وأشار من جهة أخرى إلى أن الطاقة الاستيعابية بالمملكة تفوق بكثير الأعداد المتكفل بها من المصابين بكورونا، حيث لا يشكل الأشخاص المتابعون أو المتكفل بهم بوحدات العناية المركزة والإنعاش سوى نسبة 14 بالمائة من الطاقة الاستيعابية للأسرة المخصصة من طرف وزارة الصحة.

هذا، وقد خصصت السلطات الصحية بالمملكة، 47 وحدة استشفائية خصيصا لمرضى فيروس كورونا، توفر ما مجموعه 1826 سريرا، وهو عدد قابل للزيادة حسب درجة تفشي الوباء بكل جهة من الجهات، وتعبئة 1214 سريرا خاصا بالإنعاش بالمستشفيات العمومية، من ضمنها “371 سريرا بالمراكز الاستشفائية الجامعية، و800 سرير جاهز لاستقبال المرضى”، بالإضافة إلى التزام أرباب المصحات الخاصة بتعبئة 504 أسرة إضافية للإنعاش بكل أطقمها وتجهيزاتها الطبية، وتعبئة 985 طبيا طاقم اختصاصيا في الإنعاش، واستعمال بعض الفنادق والمراكز السياحية في 38 مدينة لا يقل عددها عن 177 وحدة بطاقة استيعابية تزيد عن 7.600 سرير للإيواء المجاني للحالات المشتبهة في إطار الحجر الصحي، وكذا بعض المهنيين الصحيين والأمنيين في إطار التدابير الحمائية لهم ولأسرهم وذلك طيلة الحجر الصحي، فضلا عن تهييئ فضاءات جديدة مجهزة لاستقبال الحالات المصابة بالفيروس.

أسرار كورونا بعد نحو أربعة أشهر من الظهور

 لا يزال فيروس كورونا يخفي أسرارا تتكشف مع تقدم الأبحاث، ولاسيما في ما يتعلق بالمناعة ومدى العوارض.

وقد خلصت دراسات عدة نشرت أحدثها في مجلة “ذا لانسيت” البريطانية في 31 مارس الماضي، إلى أن خطر الإصابة بمرض “كوفيد-19” يزداد مع التقدم في السن.

وبحسب هذه الدراسة، تبين أن الخشية من تأثير المرض ترتفع بشكل كبير لدى من تجاوزوا الستين من العمر، مع نسبة وفيات تبلغ 6.4 بالمئة “من بين الإصابات المؤكدة”.

وتتضاعف النسبة تقريبا “13.4 بالمئة” لدى من تجاوزوا الثمانين من العمر، وهي مرتفعة إذا ما تمت مقارنتها بنسبة الوفيات في الفئة العمرية ما دون 60 عاما (0.32 بالمئة)، وذلك استنادا إلى بحوث أجريت في فبراير الماضي على مئات المصابين في الصين.

وبينت الدراسة نفسها في “ذا لانسيت” أن نسبة الأشخاص الذين يحتاجون إلى دخول المستشفى بسبب الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ترتفع أيضا مع التقدم في السن: من 0.04 بالمئة لمن هم في العقد الثاني من العمر “10-19 عاما”، إلى 4.3 بالمائة لمن هم في العقد الخامس “40-49″، وصولا إلى 11.8 بالمئة بالنسبة لمن هم في العقد السابع “60-69″، و18.4 بالمائة لمن تجاوزوا الثمانين.

في الفئة العمرية الأخيرة، تعني هذه النسبة أن مصابا من أصل خمسة سيعاني من عوارض خطرة لدرجة تتطلب إدخاله المستشفى للعلاج.

إضافة إلى السن، يزداد الخطر على المصابين في حال كانوا يعانون من أمراض مزمنة “مشاكل في الجهاز التنفسي، أمراض القلب، السرطان، إصابة سابقة بجلطة دماغية..”.

وفي تقرير حديث شمل دراسة عشرة آلاف وفاة، عدد المعهد الأعلى للصحة في إيطاليا الأمراض التي كان يعاني منها المتوفون بسبب الفيروس، وقد توزعت كالآتي: ارتفاع ضغط الدم “73.5 بالمئة”، السكري “31 بالمائة”، أمراض القلب الإقفارية “نقص توريد الأوكسجين إلى عضلة القلب، 27 بالمئة”.

وفي تحليل نشر في مجلة “جاما” الطبية الأميركية في 24 فبراير الماضي، خلص باحثون صينيون إلى أن المرض الذي يسببه فيروس كورونا “حميد” في 80.9 بالمئة من الحالات، “خطر” في 13.8 بالمئة، و”حرج” في 4.7 بالمئة.

تفضي المقارنة بين حالات الإصابة والوفاة، إلى أن “كوفيد-19” يودي بنحو خمسة بالمئة ممن يصابون به، وهي نسبة تختلف بحسب البلدان.

لكن لابد من التعامل مع هذه النسبة بحذر انطلاقا من جهل عدد الإصابات الدقيق. فالعديد من المصابين قد تظهر عليهم عوارض خفيفة أو لا تظهر مطلقا، وعددهم أعلى بكثير من الحالات التي يتم رصدها، ما يؤدي عمليا إلى أن تكون نسبة الوفيات الفعلية أدنى مما هي عليه حاليا.

انتقال الفيروس بشكل أساسي عبر التنفس أو التلامس الجسدي

 انتقال الفيروس عبر التنفس يحصل من خلال جزئيات اللعاب التي تصدر عن مصاب بالفيروس، على سبيل المثال في حال السعال. ويرى العلماء أن تفادي التقاط العدوى بهذه الطريقة يمكن تحقيقه من خلال إبقاء مسافة فاصلة “نحو متر”.

ولتفادي التقاط العدوى، تشدد السلطات الصحية على أهمية اعتماد إجراءات مانعة، مثل تفادي المصافحة باليد أو التقبيل، غسل اليدين بشكل دوري، تغطية الوجه بالمرفق أو بمنديل في حالة السعال أو العطس، ارتداء كمامة واقية في حال الإصابة….

يمكن للعدوى أن تنتقل أيضا في حال الاحتكاك مع غرض ملوث بالفيروس، ثم وضع اليد على الوجه “العينان، الأنف، الفم…”.

قدرة الفيروس على البقاء على الأسطح

 أظهرت دراسة نشرت منتصف مارس الماضي  في مجلة “نيو انغلاند جورنال أوف ميديسين” الطبية الأميركية، أن فيروس كورونا المستجد يبقى لمدة تصل من يومين إلى ثلاثة أيام على الأسطح البلاستيكية أو الفولاذ المقاوم للصدأ، وما يصل إلى 24 ساعة على الورق المقوى. لكن هذه الفترات القصوى لا تزال نظرية، إذ إنها سجلت فقط في ظروف اختبارية.

وتوضح السلطات الصحية الفرنسية عبر الموقع الالكتروني الرسمي للحكومة، أن “مجرد قدرة فيروس “على البقاء على هذه الأسطح” لا يكفي لنقل العدوى لمن يلمسها. في الواقع، وبعد مرور بضع ساعات، يفنى الجزء الأكبر من الفيروس ويرجح أنه لا يعود معديا”.

ولا يزال النقاش قائما حول طريقة انتقال أخرى للفيروس، عبر تنفس مصاب بالقرب من آخرين، لكنها لم تثبت بعد عبر مقاربة علمية.

حقيقة اكتساب المتعافي المناعة ضد بالفيروس

 هل يمكن أن يصاب شخص بفيروس كورونا المستجد، ويشفى منه ويخضع لفحص سلبي، قبل أن يتعرض للإصابة مجددا؟، أثارت بعض الحالات في آسيا علامات استفهام بهذا الشأن.

يرى بعض العلماء أن حصول ذلك قد يكون مرده الى أن الأشخاص لم يتماثلوا للشفاء تماما. ويمكن للنتيجة السلبية أن تكون بسبب إجراء الفحص بشكل سيء، أو لأن وجود الفيروس في الجسم كان ضعيفا جدا.

لكن المعطيات الحاسمة بشأن اكتساب الجسم مناعة تجاه الفيروس بعد الإصابة به، لا تزال غير متوافرة. استنادا إلى التجارب التي وفرتها أوبئة أخرى، يرى المتخصصون أن الشفاء يعني اكتساب مناعة ضد الفيروس لفترة موقتة على الأقل، على رغم أن ذلك غير مثبت بعد.

على أي حال، لا تزال مدة هذه المناعة غير واضحة، لكن ذلك يعد تفصيلا مهما في الوضع الحالي، لأنه سيحدد قدرة الناس على العودة إلى حياتهم الطبيعية من عدمها.

أكثر من 2.5 مليون إصابة بفيروس كورونا في العالم

 تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد في العالم 2.5 مليون شخص، أكثر من ثمانين في المئة منهم في أوروبا والولايات المتحدة، وفق إحصاء لوكالة فرانس برس يستند إلى مصادر رسمية حتى الساعة “16.30 ت غ” من أول أمس الثلاثاء. وأحصيت مليونان و503 آلاف و429 إصابة بينها 172 ألف و551 وفاة وخصوصا في أوروبا، القارة الأكثر تضررا بمليون و230 ألف و522 إصابة و108 آلاف و797 وفاة، فيما سجلت الولايات المتحدة حيث لا تزال وتيرة تفشي الوباء هي الأسرع، 788 ألف و920 إصابة بينها 42 ألف و458 وفاة.

سعيد أيت اومزيد

Related posts

Top