الباحث الأكاديمي عبد اللطيف محفوظ: يصعب التنبؤ بمستقبل الكتاب الورقي

يشهد الكتاب الورقي تنافسا شديدا من لدن الكتاب الإلكتروني. مع ذلك، فإن حركة النشر بنوعيها، تواصل نشاطها غير مبالية بإكراهات الواقع. على هامش الدورة السادسة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، كان لبيان اليوم حوار مع نخبة من الأدباء حول إصداراتهم الجديدة وحول مشاركاتهم في الفعاليات الثقافية للمعرض، وكذلك حول نظرتهم الخاصة لمستقبل الكتاب الورقي، بالإضافة إلى قضايا أخرى.

ما هي طبيعة مشاركتك في الدورة الحالية للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء؟
< دعيت هذا العام للمشاركة في البرنامج الرسمي للدورة السادسة والعشرين، كي أحاور قيدوم الروائيين المغاربة، الأستاذ مبارك ربيع. ويدور الحوار حول تصوراته الجمالية والمعرفية والإيديولوجية. وأيضا، عن تصوراته حول علاقة الرواية بالتاريخ القريب الذي يحاول تشخيصه، وحول علاقة التفكير في الكتابة بالعلوم الإنسانية وخصوصا علم النفس… إضافة إلى قضايا جمالية دلالية تخص أهم رواياته ومجاميعه القصصية.
> ما هو أحدث إصداراتك وماذا عن محتواه؟
< من المعروف إنني أكتب في مجال النقد، لذلك فإن السؤال لا محالة يهم كتاباتي النقدية، لذلك أجيب بألا جديد لي لدي إطلاقا. وبما أن هذه الإجابة تبدو غريبة، من جهة، مُقَارَنَةً مع زملاء ينشرون كتابا كل سنة أو سنتين، ومن جهة لأنني أساهم باستمرار في تنشيط الساحة النقدية، حيث أشارك في ندوات بالمغرب وخارجه وأنشر في مجلات مختلفة… تفرض علي توضيحا مقتضبا يلائم المقام: لا جديد لدي، لأنني لا أحس بأنني سأقدم جديدا من شأنه أن يفتح الباب نحو مجال بحثي جديد وهام.. وحين أحس بأنني سأفيد – وأنني لن أكتفي بقراءة نصوص أو إعادة عرض وتفسير
مفاهيم عرضتها وعرضها غيري مرارا – سأنشر لكن، بالمقابل، لدي جديد في مجال الكتابة الإبداعية، حيث توجد النسخ الأخيرة من الطبعة الأولى لسيرة طفولتي “رهاب متعدد” طبعة دار فاصلة 2019، والتي ستظهر طبعتها الثانية مباشرة بعد المعرض، وهي عبارة عن مجموعة من النصوص التي كتبت وفق شكل قصصي يحكي كل نص منها حدثا معينا أثر في حياتي، وساهم في امتلاكي قيمة ما أو افتقادها. وهي محاولة مزدوجة، من جهة، لرصد تاريخ حياة جيل من خلال حياتي الخاصة، ومن جهة ثانية جمالية، لربط السيرة بالقالب القصصي عوض الروائي. وأعتقد أن الهدف الثاني لم ينتبه إليه من قبل النقاد، أو ربما انتبه إليه ولم يُعَرِ اهتماما.
> ما هو تقييمك للأدب المغربي المعاصر؟
< يصعب علي أن أجيب وأنا واثق من إجابتي لأن ما اطلعت عليه من الأدب المغربي لا يشكل حدا أدنى للحكم عليه، فعدد الكتاب والشعراء والقصاصين والنقاد كبير جدا جدا، لذلك، وللأسف الشديد، إجابتي ستعتمد على الجوائز الأدبية، وعلى لوائحها الطويلة والقصيرة. بناء على ذلك، يبدو أن للأدب المغربي مكانته في الساحة العربية.
> ما موقفك من الأجناس التعبيرية المستحدثة، مثل الومضة القصصية، الهايكو المغربي..؟
< لدي موقف سلبي من هذا النوع من الكتابة، إنه في رأيي لا يعبر عن موقف مؤسس جماليا، إنه في أحسن الأحوال إظهار لمتعة التفكير العابر بناء على منوال جاهز. ومن ثمة ليس بمقدوره أن يعبر عن شكل حياة ممتدة. ولا أرى أنه سيستمر إلا بإصرار من تشبثوا به.
> هل أنت متفائل بخصوص مستقبل الكتاب الورقي في ظل النشر الرقمي؟
<  يصعب التنبؤ بمستقبل الكتاب الورقي، خصوصا وأن التقنية توفر آلات تتيح حمل مكتبات دون عناء، كما تتيح قراءة مريحة في أي وضع كان… لذلك أعتقد أنه قد يتم الاكتفاء مستقبلا بالكتاب الرقمي (إذا جاز وصفه بالرقمي)، مع وضع شروط بسيطة لتحميله، وفي هذه الحال قد تتحول دور النشر إلى مؤسسات غنية جدا، فعوض توزيع ألف نسخة في وطننا العربي قد يصل عدد “التحميلات” الألف في الدقيقة الواحدة. وبما أن الكتاب الورقي في وطننا لا يستدعي – بالنظر إلى متوسط إقبال الناس على القراءة – طبع أكثر من ألف نسخة، غالبا ما تكون مدعومة من قبل الوزارات والمؤسسات ومضمونة النفاد بناء على ضرورة اقتناء مكتبات الجامعات والمركبات والمؤسسات، فلن يتأثر الكتاب الورقي أبدا.

 > أجرى الحوار: عبد العالي بركات

Related posts

Top