التجربة الروائية بالمغرب ومصر في لقاء مع الأديبين محمد برادة وسعيد نوح

قال الكاتب المغربي محمد برادة، “إن عمر الرواية في المغرب لا يتعدى الـ 50 سنة، حيث أن الانتاج الفكري في تاريخ الرواية المغربية بدأ في سنة 1974 مع روايات الزاوية مع حسنالوزاني ومع عبد المجيد بنجلون وآخرين”.
وأضاف برادة في ندوة عقدت على هامش الدورة الرابعة والعشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب، أن المغرب ومصر قد استفادا من العلاقات التي كانت تجمعها في مجال الكتابة على العموم، وعلى مستوى الرواية على الخصوص، حيث أن تلاقح الأدباء والكتاب فيما بينهم يجعل تناقل الكتب والمعلومات، مادة قابلة للاشتغال في أعمالهم الأدبية.
وأشار الكاتب المغربي، أنه خلال السنوات الأخيرة، قد عرفت الرواية المغربية تطورا وازدهارا في مجال الكتابات، معظمها من جيل الشباب الصاعد، لكن مع بقائه معظمهم مجهولا لكونهم لا يتوفرون على قاعدة قرائية واسعة.
وأوضح برادة، أنه كل المناهج التعليمة في المغرب فترة الاستقلال، كانت تعتمد على نصوص عربية، خاصة في مادة اللغة العربية، الشيء الذي جعل القارئ المغربي يبحث ويقرأ في الكتابات العربية المختلفة، الشيء الذي بات مفقودا حاليا في ظل عصر التكنولوجيا والعولمة.
وحول فوزه بجائزة كاتارا للإبداع، قال محمد برادة، “جائزة كاتارا اعتبرها زكاة نقود من أموال البترول، حيث تساعد الكاتب على إخراج العديد من الأعمال إلى الوجود، وحتى لا تبقى النصوص الأدبية حبيسة مخيلة الكاتب”، مضيفا، أنه وجب تخصيص العديد من الجوائز في مجال الكتابة، وذلك لتحفيز الشباب على العمل الأدبي.
وفسر الكاتب المغربي، أن الراوية كانت في عهد الاستعمار خاضعة للدولة، قبل أن تنتصر وتصبح في عصر الأنوار صوتا للفرد الذي استعاد كينونته وبات بإمكانه أن ينتقد ويدافع عن أفكاره وانتماءاته، معتبرا أنه مع تطور المجتمعات أضحت الرواية تهتم بعلاقة المجتمع والفرد.
ومن جهته، أكد الكاتب المصري سعيد نوح، أن بداياته في مجال الكتابة الروائية بدأ في تسعينيات القرن الماضي، في مرحلة كانت يحجب فيها العديد من الروائيين المشهد من بينهم نجيب محفوظ، والذين يملكون أغلبية القراء في الشارع المصري والعربي على العموم.
وقال الكاتب المصري في ذات الندوة إنني كتبت العديد من الروايات من بينها، رواية “كلما رأيت بنتا حلوة أقول يا سعاد” ورواية “دائما ما أدعو الموتى” و”تمثال صغير لشكوكو” ورواية “61 شارع زين الدين” ورواية “ملاك الفرصة الأخيرة”..
وأكد سعيد نوح في سياق حديثه، أن معظم الروايات المصرية تتناول في مواضيعها تمجيد الأموات والشخصيات التاريخية، في ظل معرفة العديد من القصاصين أن الدين الإسلامي قاتل للأسطورة.
وأوضح سعيد نوح قائلا إنه قد فاز في شهر يناير الماضي بجائزة ساويرس الثقافية، في القصة القصيرة مناصفة مع الكاتبة سمر نور، فرع كبار الأدباء، الشيء الذي يبين مدى استجابة الكتابة للقارئ المصري الذي بات متعطشا للمزيد من القراءة، في مجال بات يعرف جلبة وتهافتا منقطع النظير.

عادل غرباوي

Related posts

Top