التحلي بالإيجابية يقلص التبعات السيئة للشعور بالقلق

يساعد التفكير الإيجابي في التعامل مع الضغوط النفسية والاجتماعية، كما يمكّن من تحسين الصحة النفسية. وينصح خبراء علم النفس بالتغلب على الحديث السلبي مع النفس أو جلد الذات عند الشعور بالقلق.
ويختلف العلماء في تعريفهم للقلق، فبعضهم وصفه بتعبيرات محايدة، بينما اختار آخرون اللجوء إلى مصطلحات ذات طابع سلبي في هذا الشأن.
ومن بين من استخدموا التعريفات ذات الصبغة المحايدة، علماء النفس الذين يدرسون الظواهر المناخية، إذ وصفوا القلق بأنه حالة شعورية تحفز المرء على اتخاذ استجابات سلوكية تستهدف تقليل التهديد الذي يتعرض له، مشيرين إلى أن ما يميز القلق عن الشعور بالتخوف بشكل عام، هو الطبيعة العاطفية للنوع الأخير، وحقيقة أنه يهيّئ الناس للتغيير.
أما من استعانوا بمصطلحات سلبية للحديث عن القلق، فقد عرّفوه بأنه تجربة شعورية تنطوي على أفكار مزعجة ومستمرة بشأن المستقبل. وبينما لا يمكن لأحد إنكار الأضرار المتعددة الناجمة عن شعور ما على هذه الشاكلة؛ فإن بعض الباحثين ذهبوا إلى القول إن للمرء قدرة محدودة على أن يضمر أحاسيس من هذا النوع؛ بمعنى أنه إذا ساوره قلق حيال أمر ما، فإن ذلك قد يحول دون شعوره بالإحساس نفسه إزاء أمور أخرى.
وتظهر بعض الدراسات أن سمات الشخصية مثل التفاؤل والتشاؤم يمكن أن تؤثِّر في صحة الفرد. وتؤكد أن التحلي بالإيجابية يقلص التبعات السيئة للشعور بالقلق.
ويُعدّ التفكير الإيجابي، الذي يصحب التفاؤل عادةً، جزءًا أساسيًّا من التحكم في التوتر الفعال. كما ينطوي التحكم في التوتر الفعال على العديد من المزايا الصحية.
التعامل مع المواقف المزعجة بطريقة أكثر إيجابية وإنتاجية، هو أيضا الاعتقاد بأن الأفضل سيحدث وليس الأسوأ
ويرى خبراء علم النفس أن التفكير الإيجابي لا يعني محاولة تزييف الحقائق وتجاهل مواقف الحياة الأقل متعة، بل هو التعامل مع المواقف المزعجة بطريقة أكثر إيجابية وإنتاجية، وهو أيضا الاعتقاد بأن الأفضل سيحدث وليس الأسوأ.
ويبدأ التفكير الإيجابي دائمًا بالحديث مع النفس، وهو تدفق ليس له نهاية للأفكار الخفية التي تجري في الذهن. وقد تكون تلك الأفكار التلقائية إيجابية أو سلبية. وقد يكون بعض الحديث مع النفس نتاجًا للعقل والمنطق، كما قد يظهر حديث آخر مع النفس ناتج عن مفاهيم خاطئة تشكلت لدى الفرد بسبب نقص المعلومات.
ويربط علماء النفس بين طبيعة الأفكار التي تدور في ذهن الفرد وبين نظرته للحياة. فإذا كانت تلك الأفكار سلبية فسوف تكون النظرة للحياة على الأرجح متشائمة. وإن كانت معظم الأفكار التي تدور في رأسه إيجابية، فهذا يعني أنه شخص متفائل، أي أنه شخص يمارس التفكير الإيجابي.
ويؤثر التفكير الإيجابي على الصحة حيث يقلص التبعات السيئة للشعور بالقلق ويخفض مُعدَّلات الاكتئاب ويقلل مستويات الشعور بالتوتُّر ويحسن صحة القلب والأوعية الدموية، ويقلل مخاطر الوفاة الناجمة عن المرض القلبي الوعائي، كما يساهم في تحسين مهارات التكيُّف خلال الأوقات الصعبة وأوقات التوتُّر.

Related posts

Top