التساقطات المطرية الأخيرة تنعش آمال المغرب في موسم فلاحي جيد

رغم الضعف الكبير في البنية التحتية، الذي كشفت عنه التساقطات المطرية الأخيرة، بالعديد من المدن المغربية، وما واكب ذلك من خسائر مادية كبيرة بالمنشآت والممتلكات العمومية من جهة، وممتلكات المواطنين من جهة أخرى، إلا أنها (التساقطات المطرية) أعادت الحياة إلى الأراضي الفلاحية والسدود، مما يبشر بموسم فلاحي جيد سيمكن من التخفيف من حدة التداعيات الناجمة عن أزمة كورونا، كما أعادت الأمل للفلاحين بعد معاناتهم مع الجفاف لسنوات متواصلة.
وفي هذا الصدد، قالت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، الجمعة الماضي، إن توقعات الموسم الفلاحي 2020-2021 تحسنت بفضل التساقطات المطرية الأخيرة التي همت مختلف جهات المملكة.
الحرث والزرع

وأكدت الوزارة، في بلاغ لها، على أن “عودة الأمطار ساهمت في تسريع وتيرة الحرث والزرع وبيع المدخلات الفلاحية، وخاصة البذور والأسمدة الأساسية”، مضيفة أن “الأمطار الغزيرة والمعممة التي تم تسجيلها خلال العشر الأول من شهر يناير 2021 (83 ملم في المتوسط) كانت مصحوبة بانخفاض كبير في درجات الحرارة، ومواتية لتفريع الزراعات البكرية للحبوب”.
وأشار المصدر ذاته إلى أن هذه الأمطار سيكون لها أثر إيجابي للغاية على تطور الموسم الفلاحي من خلال تحسين الغطاء النباتي بشكل عام والمراعي بشكل خاص، وتنشيط أعمال الصيانة (مكافحة الحشائش الكيماوية واستخدام الأسمدة النيتروجينية)، وتحسين احتياطيات السدود ذات الاستعمال الفلاحي ومستويات المياه الجوفية.
وكشف المصدر نفسه أن المساحة الإجمالية المزروعة حتى الآن، والتي تشمل جميع الزراعات السنوية الخريفية، تصل إلى 4.76 مليون هكتار، 9 في المائة منها بالمناطق المسقية، وتغلب عليها الحبوب (86 في المائة)، والأعلاف (10 في المائة) والقطاني (4 في المائة).
أما المساحة المزروعة بالحبوب الخريفية بلغت، إلى غاية 8 يناير الجاري، 4.1 مليون هكتار، ومن المرتقب أن تصل 4.3 مليون هكتار في نهاية فترة الزرع. وتتكون هذه المساحة من 44 في المائة من القمح اللين، و 34 في المائة من الشعير، و 22 في المائة من القمح الصلب.
محاصيل الحبوب التي يتم توزيعها تتطور في ظروف جيدة وسيتوقف تطورها خلال المراحل المقبلة على التساقطات المطرية في الأسابيع والأشهر المقبلة وعلى عمليات الصيانة التي يقوم بها الفلاحون.
وتابع المصدر نفسه أن الزراعات العلفية تمتد على مساحة 500 ألف هكتار، 35 في المائة منها مسقية مقابل 480 ألف هكتار في الموسم السابق في نفس الفترة أي بزيادة قدرها 4 في المائة. وتتوزع الأصناف الرئيسية المزروعة بين شعير العلف (27 في المائة)، الفصفصة (21 في المائة)، الشوفان (17 في المائة)، البرسيم (13 في المائة)، الفاصوليا (9 في المائة)، خليط العلف (4 في المائة)، و أصناف أخرى (9 في المائة).
وأضاف أن القطاني تحتل حوالي 168 ألف هكتار، 6 في المائة منها مسقية، مقابل 171 ألف هكتار خلال الموسم السابق وفي نفس الفترة، بانخفاض قدره 2 في المائة. وتتمثل الأصناف الرئيسية المزروعة في الفول (57 في المائة)، الجلبانة (20 في المائة)، العدس (20 في المائة)، اللوبيا (11 في المائة) وغيرها (3 في المائة).
وفيما يخص المساحة المزروعة بالشمندر السكري، أبرز أنها تبلغ 45.910 هكتارا مقابل 55.350 هكتارا في الموسم السابق. وبالنسبة لقصب السكر، تبلغ المساحة الحالية حوالي 12.423 هكتارا، منها 1.737 هكتارا مزروعة في خريف 2020. وتقدر المساحة المتوقعة من الحصاد بـ 10.523 هكتار (8311 هكتار بالغرب و2212 هكتار باللوكوس).
وبالنسبة للزراعات الخريفية، تقدر المساحة التي تم إنجازها منذ 31 دجنبر الماضي، 100.900 هكتار، بنسبة إنجاز 96 في المائة من البرنامج المتوقع.
وتبلغ المساحة المبرمجة لزراعة الخضروات الشتوية حوالي 85 ألف هكتار. الأنواع الرئيسية تتمثل في البطاطس (38 في المائة من المساحة المبرمجة)، البصل 21 في المائة، البطيخ والدلاح 11.5 في المائة، الجزر واللفت 6 في المائة، القطاني الخضراء 5 في المائة، والطماطم 3 في المائة.
الأشجار المثمرة

كما ستمكن هذه الأمطار من تحسين وضعية الأشجار المثمرة، لا سيما بداية النمو النباتي، وتحسين حجم ونضوج الأصناف المتأخرة والحمضيات، وكذا الأداء الجيد للأشجار المثمرة الجديدة.
وسجل البلاغ أن الأمطار الغزيرة التي همت مختلف جهات المملكة منذ العشر الثالث من شهر نونبر 2020 مكنت من خفض العجز في التساقطات المطرية تدريجيا. وبالتالي، بلغ متوسط التساقطات التراكمي الوطني إلى غاية 13 يناير الجاري، 180.6 ملم، أي بزيادة قدرها 5 في المائة مقارنة بمتوسط الثلاثين عامًا الماضية (172.2 ملم) وزيادة بنسبة 50 في المائة مقارنة بالموسم السابق (120.3 ملم) في نفس التاريخ.
احتياطي السدود

من جهة أخرى أفادت المديرية العامة للماء التابعة لوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء أن حقينات السدود الرئيسية للمملكة بلغت إلى غاية 14 يناير 2021 أزيد من 6,9 مليار متر مكعب، مسجلة بذلك معدل ملء يقدر ب 44,4 في المائة.
ومن جهتها قالت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إن احتياطي السدود ذات الاستعمال الفلاحي فقد بلغ 5.48 مليار متر مكعب (نسبة ملء 41 في المائة) مقابل 6.23 مليار متر مكعب في الموسم السابق في نفس التاريخ، مشيرا إلى أن إمداد السدود يستمر بفضل الجريان السطحي من المرتفعات، ولا سيما من خلال ذوبان الثلوج.
وتحسن معدل ملء السدود التي تزود المناطق المسقية بنسبة 99 في المائة باللوكوس، و62 في المائة في الغرب، و36 في المائة في ملوية، و32 في المائة في سوس ماسة، و28 في المائة في الحوز، و21 في المائة في تادلة وورززات، و17 في المائة في تافيلالت، و13 في المائة في دكالة.
وخلص البلاغ إلى أن العجز المائي الملحوظ والتوزيع الزماني والمكاني غير الملائم في بداية الموسم الفلاحي 2020/2021، خاصة من شتنبر إلى العشر الثاني من نونبر 2020، أدى إلى تأخير زراعة المحاصيل الخريفية، كما كان قد أثر سلبيا على حالة المراعي.

<عبد الصمد ادنيدن

Related posts

Top