التقدم والاشتراكية يجدد الثقة في محمد نبيل بنعبد الله أمينا عاما للولاية القادمة

                                *سابقة في تاريخ الأحزاب السياسية المغربية : قيادة وطنية منبثقة من القواعد من كل الأقاليم ومن سائر الهيئات الحزبية

في الساعات الأولى من صباح يوم أمس الأحد، بالمركب الدولي للشباب ببوزنيقة، تم تجديد الثقة في محمد نبيل بنعبد الله، أمينا عام لحزب التقدم والاشتراكية لولاية جديدة، من قبل اللجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر الوطني العاشر للحزب الذي اختتم أشغاله صبيحة نفس اليوم. 

وجاء انتخاب الأمين العام نبيل بنعبد الله، عن طريق الاقتراع السري المباشر، طبقا للقانون الأساسي، في أول اجتماع للجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر والتي قلص عدد أعضائها إلى 487 عضوا بعد ما كان عدد أعضاء اللجنة المركزية المنتهية ولايتها 1200 عضوة وعضوا.
ولأول مرة، ينتخب حزب التقدم والاشتراكية أعضاء لجنته المركزية من مؤتمرات الفروع الإقليمية بكل جهات البلاد، ومن القطاعات السوسيو مهنية، ومن المنظمات الموازية.. وهي سابقة في تاريخ الأحزاب السياسية المغربية مكنت من تكريس ممارسة ديمقراطية قاعدية، وساهمت في ترشيد زمن المؤتمر الذي سمح بإتاحة مساحة واسعة للنقاش الفكري والسياسي أكبر من ذي قبل للتداول في القضايا الكبرى التي طرحتها الوثيقة السياسية على المؤتمر.
وبعد عملية التصويت وفرز الأصوات التي تمت وفق المعايير الديمقراطية، وأمام مراقبين ومتتبعين ورجال الإعلام بكل مكوناته، وأمام أعضاء اللجنة المركزية المنتخبة، وعموم المؤتمرين والمؤتمرات، أعلن رئيس المؤتمر عبد الواحد سهيل، عن انتخاب محمد نبيل بنعبد الله كأمين عام للحزب لولاية جديدة بحصوله على 371 صوتا، مقابل 92 صوتا لمنافسه سعيد الفكاك، وسبعة أوراق ملغاة، وذلك من أصل 470 عضوة وعضوا شاركوا في عميلة التصويت.

انتخاب الأمين العام رسالة لتأكيد استقلالية القرار الحزبي

وكانت لحظة الإعلان عن نبيل بنعبد الله أمينا عاما للحزب، لحظة فارقة ومؤثرة، امتزجت فيها دموع فرحة الرفيقات والرفاق بحماسة اللحظة، وبدلالتها التي عبرت عن مسؤولية عالية، وعن شعور عال بالمسؤولية وعن إحساس دفين بالحاجة الماسة إلى نجاح مؤتمر حزب التقدميين المغاربة، الذي يعتبر رقما أساسيا في المشهد السياسي الوطني.
واعتبر معظم المؤتمرين، في حديثهم لبيان اليوم، أن تصويت اللجنة المركزية بأغلبية ساحقة على تجديد الثقة في الرفيق محمد نبيل بنعبد الله ينطوي على رسالة بالغة الدلالة وعميقة المعنى مفادها أن حزب التقدم والاشتراكية يتخذ قراراته بحرية ووعي ومسؤولية وباقتناع، ولكن أيضا باستقلالية، وهذا سر نجاحه واستمراره لأكثر من سبعين سنة.. لذا فإن الحزب اليوم بهذا التصويت، يؤكد ما كان وما يزال ينادي به وينتصر له ألا هو استقلالية قرار الأحزاب السياسية، وإعمال الديمقراطية الداخلية ومواجهة كل محاولات التشكيك في دور الأحزاب والمؤسسات والتصدي لكل أساليب التبخيس والتحقير.
هذا ويرى معظم المراقبين أنه ورغم حدة التنافس بين المرشحين للأمانة العامة، فقد جسد المؤتمر الوطني العاشر الذي اختار شعار “نفس ديمقراطي جديد” نموذج الحزب التقدمي الديمقراطي والحداثي، وترجم رغبة المناضلات والمناضلين في ضرورة التمسك بوحدة الحزب ونجاح محطته العاشرة، ضمن مسار سياسي وتنظيمي حافل يمتد لأزيد من سبعين سنة، وهو ما عبر عنه محمد نبيل بنعبد الله، فور إعلانه أمينا عاما للحزب لولاية جديدة، حيث شدد في كلمة له بالمناسبة، على أن الحزب نجح في الحفاظ على وحدته وعلى تماسكه.
وقال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، معلقا على هذه اللحظة الديمقراطية “لقد أتحنا لأنفسنا فرصة التنافس والتباري الديمقراطي من داخل حزب ديمقراطي، وأعطينا مجددا الصورة الحقيقية لحزب التقدم والاشتراكية، الفضاء السياسي الذي يناقش مواقفه وينتجها انطلاقا من نقاش عميق من قبل الجمي “، مضيفا أن المؤتمر الوطني العاشر أعطى أيضا الصورة الحقيقية للفضاء السياسي الذي ينتج قياداته المختلفة من خلال هذا التنافس الديمقراطي، ويحتكم للقواعد الديمقراطية.
ووصف نبيل بنعبد الله، نجاح المؤتمر سياسيا وتنظيميا بـ “العرس الديمقراطي” الذي أعطى صورة لكيف يجب أن تمارس السياسة، وكيف يجب أن تكون الأحزاب السياسية في المغرب، مشيرا إلى أن منافسه سعيد الفكاك يبقى مناضلا وقياديا في حزب التقدم والاشتراكية، مؤكدا في الوقت ذاته، على وحدة الحزب والتوجه إلى المستقبل بشكل موحد ومتماسك من أجل مجابهة مختلف التحديات، ليحتل الحزب المكانة اللائقة به في الساحة السياسية الوطنية.
من جانبه، أكد سعيد فكاك، الذي كان ينافس على منصب الأمين العام، في كلمة له بعد إعلان نتائج التصويت، على أن وحدة الحزب تمثل بالنسبة إليه خطا أحمرا، مهنئا محمد نبيل بنعبد الله على انتخابه أمينا عاما للحزب، بطريقة ديمقراطية، ومؤكدا امتثاله لنتائج التصويت ولقرار اللجنة المركزية، ومعربا عن استعداده للاستمرار في النضال داخل صفوف حزب التقدم والاشتراكية من أي موقع كان.
ودعا سعيد الفكاك جميع مناضلي ومناضلات حزب التقدم والاشتراكية إلى التوجه للمستقبل، لأن الحزب في حاجة إلى الجميع، مشيرا إلى أن ما عاشه المؤتمر الوطني العاشر هو تمرين ديمقراطي بامتياز، وهو دليل على أن الديمقراطية مورست واحترمت داخل الحزب.
وفي صورة معبرة عن عمق التلاحم بين رفاق حزب الكتاب، تعانق محمد نبيل بنعبد الله مع سعيد الفكاك، وتقاسم الرفاق والرفيقات أعضاء اللجنة المركزية والمؤتمرون جميعا، رغم بعض الخلافات، التي تؤكد صورة الحزب الديمقراطي، (تقاسموا) الشعور بحجم المسؤولية، والرهانات التي يتعين ربحها في المرحلة القادمة، والمتمثلة بالأساس في تعزيز وحدة حزب التقدم والاشتراكية بكل مناضلاته ومناضيله. رهان أساسي جدد كلا المرشحين للأمانة العامة التعبير عنه، قبل وبعد عملية التصويت وفرز النتائج.
وقد خصص لعملية التصويت السري 10 مكاتب زجاجية للتصويت، كما انتدب كلا المرشحين ممثلين عنهما في عمليتي التصويت والفرز التي تمت بشكل علني وشفاف، وبحضور مختلف وسائل الإعلام، وتم نقلها على المباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما جعل من المؤتمر الوطني العاشر، مؤتمرا مفتوحا أمام الرأي العام الوطني وأمام وسائل الإعلام التي واكبت أشغال المؤتمر بكثافة منذ إطلاق دينامية التحضير إلى لحظة إعلان نتائج التصويت، والمصادقة على البيان العام للمؤتمر.

افتتاح وازن بكل المقاييس

وكانت فعاليات المؤتمر قد انطلقت عشية يوم الجمعة 11 ماي الجاري وسط حضور وازن لقيادات وطنية وقيادات أحزاب مغاربية وعربية وإفريقية صديقة، بالإضافة إلى قياديين في الهيئات الوطنية والنقابات، وممثلي مجموعة من القطاعات، فضلا عن عدد من المناضلين والحقوقيين ووجوه من عالم الثقافة والفن والإعلام.
وفي كلمة له، أكد أحمد زكي رئيس اللجنة التحضيرية الوطنية الذي أدار بنجاح فقرات الجلسة الافتتاحية، على أهمية اللحظة النضالية التاريخية التي يعيشها الحزب والرهانات المستقبلية المطروحة عليه بعد المؤتمر، مشددا على أن المؤمر يعتبر لحظة لتقييم الذات الحزبية واستشراف المستقبل.
كما ذكر زكي الذي ترأس اللجنة الوطنية التحضيرية إلى جانب رشيدة الطاهري، بأهم المراحل التي طبعت التحضير للمؤتمر الوطني منذ أشهر، حيث قدم خلاصة عمل مختلف اللجان وكذا العمل المتواصل الذي تم على مستوى الفروع الإقليمية والمحلية، مشيدا بالدينامية التي تمت على هذا المستوى وبالمجهودات المبذولة من قبل مناضلات ومناضلي الحزب بمختلف الهيئات والفروع.
وجدد زكي، أمام ضيوف المؤتمر، مواقف حزب التقدم والاشتراكية الداعمة للقضايا الدولية والإقليمية والعربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي يعتبرها حزب الكتاب قضية وطنية، مشيرا إلى دعم الحزب لجميع المبادرات التي تهدف إلى الدفاع عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى تضامنه اللامشروط مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل التحرر وإقامة دولته المستقلة، داعيا إلى المشاركة الواسعة والمكثفة في مسيرة الشعب المغربي، التي نظمت أمس الأحد بالعاصمة الرباط، وذلك يقول زكي تنديدا بالممارسات غير المقبولة التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي مدعوما بأمريكا، بالإضافة إلى إعلان رفض القرار الأمريكي القاضي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وفي كلمته أمام المؤتمر نيابة عن الوفد الفلسطيني، أشاد أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بالدعم الذي يقدمه الشعب المغربي بأكمله للقضية الفلسطينية، فضلا عن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المستمر في مواجهة الهجوم الإمبريالي بدعم من الإدارة الأمريكية التي يقودها دونالد ترامب، والذي أشَّر على قرار نقل سفارة بلاده إلى القدس كجزء من المشروع المسمى “صفقة القرن”.
وجدد مجدلاني التأكيد على استمرار نضال الشعب الفلسطيني ومواجهته للاستبداد الذي ينهجه الاحتلال الإسرائيلي – الصهيوني الذي يحاول النيل من إرادة الشعب في الاستقرار وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف.
وأبرز مجدلاني أن الشعب الفلسطيني الذي تدعمه الشعوب العربية، ماض في تحصين عاصمته القدس ضد كل الاستفزازات، مؤكدا أن الفلسطينيين لن يرضخوا للمساومات والمناورات “المكشوفة” التي تلجأ إليها الإدارة الأمريكية، والتي قال إنها تدعم بشكل صريح ومباشر كيان الاحتلال.
ولخص المسؤول بمنظمة التحرير الفلسطينية نضال الشعب الفلسطيني وصموده من أجل القدس بالقول: “إن القدس عاصمة فلسطين ليست للبيع والمساواة ولن نخضع للابتزاز ولن يخيفنا حتى الهجوم والقمع الذي يمارسه الاحتلال”، متابعا أن الشعب الفلسطيني صامد بدعم الشعوب العربية والمجتمع الدولي وكذا بتضحياته ونضالاته.
إلى ذلك جدد مجدلاني التأكيد على علاقة المنظمة بحزب التقدم والاشتراكية الذي اعتبره من بين الأحزاب التاريخية الداعمة للقضية الفلسطينية، متمنيا النجاح لأشغال المؤتمر الوطني العاشر وتحقيق الرهانات التي يطمح لها الحزب في المرحلة القادمة.
 يشار إلى أن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني العاشر عرفت حضورا وازنا للقيادات الوطنية وزعماء الأحزاب السياسية الوطنية، على رأسهم سعد الدين العثماني رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وحكيم بنشماش رئيس مجلس المستشارين، والمقاوم والمناضل اليساري محمد بنسعيد آيت إيدر الذي خصه المؤتمر الوطني العاشر للحزب بتحية خاصة، والقيادي الاتحادي محمد اليازغي فضلا عن وفد عن المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي يتكون من عبد الحميد اجماهيري وعبد الكريم بنعتيق، ووفد عن حزب الاستقلال بقيادة أمينه العام نزار بركة، ووفد عن حزب الاشتراكي الموحد بقيادة أمينته العامة نبيلة منيب، ووفد عن حزب النهج الديمقراطي بقيادة الطيب مضماض عضو الكتابة الوطنية.
كما حضرت قيادات عن حزب الحركة الشعبية بقيادة أمينه العام امحند العنصر، وفود عن أحزاب التجمع الوطني للأحرار، والأصالة والمعاصرة، والجبهة الديمقراطية، وقيادات وطنية من مختلف الأحزاب والهيئات السياسية.
كما حضر اللقاء إلى جانب ذلك، وزراء من الحكومة الحالية ووزراء سابقون، وممثلو عدد من الهيئات الوطنية وقيادات المركزيات النقابية الوطنية، فضلا عن الفعاليات الحقوقية ووجوه من عالم الثقافة والفن والإعلام..
وبعد اختتام الجلسة الافتتاحية، التأم المؤتمرون في جلسة عامة أولى خصصت للمصادقة على الرئاسة الجماعية للمؤتمر برئاسة عبد الواحد سهيل عضو المكتب السياسي المنتهية ولايته، و31 عضوة وعضوًا ضمن الرئاسة الجماعية التي تكونت من مختلف أجهزة وهياكل الحزب. كما صادق المؤتمر بالإجماع على تقرير لجنة المراقبة المالية الذي قدمه عبد اللطيف المعتضد، وصادق، كذلك، على لجنة الوثيقة السياسية والبيان العام برئاسة عبد الرحيم بنصر ومحمد بن الصديق مقررا، ولجنة القانون الأساسي برئاسة كريم نايت الحو، وموسى أقصبي مقررا، ولجنة الانتداب برئاسة مصطفى عديشان ورشيد روكبان مقرارا.
وبعد انتهاء الجلسة العامة الأولى توزع المؤتمرون على اللجان التي شرعت في أشغالها ودامت إلى ما بعد منتصف الليل، وبالموازاة أقام قطاع الثقافة والفنون والاتصال سهرة فنية التقى فيها المؤتمرون والمؤتمرات مع عدد من الفنانين المغاربة (سنعود إلى فقراتها بتفصيل لاحقا).

وبعد نقاش عميق ومستفيض، دام لساعات طويلة من مساء الجمعة وطيلة يوم السبت، داخل اللجان، صادق المؤتمر الوطني العاشر لحزب التقدم والاشتراكية، خلال الجلسة العامة الثانية التي التأمت عشية أول أمس السبت، بالأغلبية المطلقة، على تقرير لجنة الوثيقة السياسية الذي قدمه رئيس اللجنة محمد بن الصديق، والذي تضمن مجموعة من المقترحات.
وطرح المؤتمرون، قبل مصادقتهم على تقرير اللجنة المذكورة، مجموعة من الأفكار والاقتراحات الرامية إلى تعزيز الوثيقة السياسية، من قبيل إعطاء أهمية أكبر وحيز أوسع للقضية الأمازيغية، بالإضافة إلى مقترح يهم تثمين التراث المغربي في تنوعه الأمازيغي والعربي والإسلامي والعبري والمتوسطي، فضلا عن مقترح يهم تعزيز أدوار النساء والشباب، بالإضافة إلى مقترح يروم النهوض بحقوق مغاربة العالم، ليس فقط، بالدول التي تحتضنهم وإنما أساسا على المستوى الوطني الداخلي، من خلال ضمان حقوقهم وتعزيزها على الصعيد الوطني. فيما لم يسجل أي اختلاف حول التوجه السياسي العام للحزب من قبل المؤتمرات والمؤتمرين.
في هذا السياق، أكد محمد بن الصديق، مقرر لجنة الوثيقة السياسية، على أن اللجنة ستأخذ بعين الاعتبار هذه الاقتراحات من أجل تبريزها في الصيغة النهائية للأطروحة السياسية التي ستشكل أرضية لعمل الحزب خلال الأربع سنوات المقبلة.
من جهة أخرى، صادق المؤتمر الوطني العاشر على تقرير لجنة القانون الأساسي التي يترأسها كريم نايت الحو، بالأغلبية المطلقة، بعدما قدم هذا الأخير تقرير اللجنة على أنظار المؤتمرات والمؤتمرين.
وطرح نايت الحو تعديلات اللجنة للمناقشة، من ضمنها تعديل على المادة 45 الذي يهم تشكيلة اللجنة المركزية من خلال إضافة عضو ممثل للقطاعات السوسيو – مهنية والمنظمات الموازية، إلى جانب رؤساء هذه القطاعات. فضلا عن تعديلات أخرى همت مختلف هياكل الحزب، مشيرا إلى أن الهدف من ذلك تقوية الأداة الحزبية والنهوض بالتنظيم خلال الأربع سنوات المقبلة.
إلى ذلك، عرض نايت الحو أهم المراحل التي طبعت عمل اللجنة، والشكليات التي رافقت النقاش داخلها، مشيدا بمجهود المناضلات والمناضلين الذين ساهموا في إثراء النقاش حول هذه الوثيقة، ومشيرا إلى أنه سيتم إدراج التعديلات المصادق عليها ضمن القانون الأساسي الجديد للحزب.
من جانب آخر، استمر عرض الوثائق على أنظار المؤتمر في الجلسة العامة الثانية التي ترأسها عبد الواحد سهيل، حيث قدم رشيد روكبان مقرر لجنة الانتداب تقريرين، الأول حول تكوين اللجنة السياسية والتحكيم، والثاني حول تثبيت ترشيحات الأمانة العامة.
وقدم روكبان تشكيلة لائحة اللجنة السياسية والتحكيم، قبل أن يقدم معطيات المرشحين للأمانة العامة التي تنافس حولها كل من محمد نبيل بنعبد الله وسعيد الفكاك، إذ أكد مقرر لجنة الانتداب أن كلا المرشحين استوفيا شروط الترشح للأمانة العامة.
وإلى جانب ذلك، عرض روكبان على أنظار المؤتمِرات والمؤتمرين لائحة أعضاء اللجنة المركزية الـ 487 الذين تم انتخابهم على مستوى الفروع الإقليمية والهياكل والمنظمات الموازية والقطاعات السوسيومهنية للحزب والفعاليات التي تدخل ضمن تشكيلة هذه اللجنة، والتي صادق عليها المؤتمر، بالأغلبية المطلقة.
كما قدم رشيد روكبان معطيات رقمية حول عدد منخرطي حزب التقدم والاشتراكية والذين أدوا واجب انخراطهم برسم سنة 2018، حيث بلغ عددهم 13886، ضمنهم 11669 ذكور، و2217 إناث، انتدبوا 1191 للمؤتمر الوطني العاشر.
هذا وصادق المؤتمر، بالإجماع على أعضاء مجلس الرئاسة الذي يترأسه إسماعيل العلوي، وانتخب أعضاء لجنة المراقبة السياسية والتحكيم، وأعضاء لجنة المراقبة المالية.
إلى ذلك، صادق المؤتمر الوطني العاشر، بالإجماع، على تقرير اللجنة المركزية المنتهية ولايتها والذي كان قد قدمه الأمين العام للحزب محمد نبيل بنعبد الله، في الجلسة الافتتاحية.

***

قيادات سياسية تشيد بالعرس النضالي لحزب «الكتاب»

حظي المؤتمر الوطني العاشر لحزب التقدم والاشتراكية الذي التأم على مدى يومين بإشادة بالغة من قبل عدد من القيادات السياسية والفعاليات الإعلامية والحقوقية التي حضرت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر. والعديد من ضيوف المؤتمر، في تصريحات استقتها «بيان اليوم» عن آرائهم حول مؤتمر التقدميين المغاربة، حزب «الكتاب» والرهانات المطروحة عليه.
وجاءت هذه التصريحات على الشكل التالي:

إسماعيل العلوي: المؤتمر فرصة لتقديم الحصيلة وتقييم الذات الحزبية

يشكل المؤتمر الوطني العاشر لحزب التقدم والاشتراكية فرصة لتقديم الحصيلة وتقييم الذات الحزبية، ووضع اليد على مكامن الخلل من أجل تصحيحها. ونحن عاقدونالعزم على مواصلة مسيرتنا النضالية ومواصلة الكفاح الديمقراطي من أجل ضمان كرامة المواطنات والمواطنين، وهذا لا يمكن أن يتأتى إلا من خلال تعزيز قيم الديمقراطية والمساواة، والعيش الكريم وتحقيق العدالة الاجتماعية ووضع حد لاقتصاد الريع.

* رئيس مجلس رئاسة حزب التقدم والاشتراكية
محمد اليازغي: حزب التقدم والاشتراكية كان شجاعا وصريحا في تحليله للأوضاع

حزب التقدم والاشتراكية عقد مؤتمره الوطني العاشر واختار بشجاعة أن يكون صريحا في تحليله للأوضاع وتحليله للواقع. كما أن الحزب ذهب، من خلال الشعار الذي اختاره لمؤتمره الوطني، في اتجاه تكريس الشفافية، واختار الوضوح والحقيقة. فبلادنا، فعلا، في حاجة إلى نفس ديمقراطي جديد.

* قيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي

نبيلة منيب: الرهان الحقيقي لقوى اليسار هو إيجاد الأجوبة على الأزمة الحالية التي تعيشها بلادنا

مؤتمر حزب التقدم والاشتراكية هو فرصة لنقاش الرهان الحقيقي لقوى اليسار والذي يتطلب منا جميعا إيجاد الأجوبة على الأزمة الحالية التي تعيشها بلادنا. ومتمنياتي هي إعادة بناء اليسار على جميع المستويات. وهذا ما يجعل جميع الأحزاب اليسارية مطالبة اليوم بالإجابة على الأسئلة التالية وهي: ما معنى أن تكون يساريا؟ وما هي المعارك التي يجب أن نخوضها؟ ومع من؟

* الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد
محمد عبد الرحمان برادة: أعتقد أن الحزب سيخرج من هذه المرحلة قويا

انعقاد المؤتمر، كما جاء في كلمة الأخ نبيل، هو محطة مهمة، لعدة أسباب. أهمها أنه ينعقد في فترة حاسمة من تاريخ بلادنا التي تمر من مرحلة تطبعها مجموعة من الأمور التي لم نكن متعودين عليها، على غرار دور الأحزاب والمسلسل الديمقراطي، والتي أصبحت تطرح من جديد بعد أن كنا قد تجاوزناها أننا قد تجاوزناها. لذا أعتقد أن هذا الحزب سيخرج من هذه المرحلة قويا، وكلمة الأمين العام للحزب كانت كلمة توجيهية لخص فيها ما أنجزه الحزب، وما يتوق إليه من إنجازات تنضاف إلى التاريخ المجيد الذي عاشه هذا الحزب. وبكل صدق أنا كنت محظوظا أن حضرت ربما كل مؤتمرات الحزب وعشت معه المؤتمرات التي كان يترأسها الأستاذ المرحوم علي يعته، والآن كذلك أجد في الأخ نبيل بنعبد الله خير خلف لخير سلف. وهناك وجوه شاة تترك لي أملا في أن يتقوى هذا الحزب حتى يتمكن من لعب أدواره المتميزة من أجل تقدم المغرب وازدهاره.

* المدير العام السابق لسبريس
يونس مجاهد: التقدم والاشتراكية حزب تاريخي ديمقراطي ومناضل تربطنا به علاقات قوية

جئنا كممثلين عن النقابة الوطنية للصحافة لحضور المؤتمر الوطني العاشر بعد دعوة كريمة من حزب التقدم والاشتراكية، الحزب الديمقراطي والمناضل، والحزب التاريخي ببلادنا الذي تربطنا به وبقادته ومناضليه علاقات قوية، سواء بصفتي كمواطن أو كممارس في الحقل السياسي وبالخصوص كنقابي، بالنظر لأن هذا الحزب له إعلام تقدمي، قوي وله جودة ومعروف تاريخيا، وكان قادته مساهمين في تأسيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية والتي من بين مؤسسيها الراحل علي يعتة والمرحوم نادر يعتة والذي كان حاضرا في النقابة بشكل كبير، وأيضا إخواننا الذين لا زالوا حاضرين في جريدتي بيان اليوم والبيان بالفرنسية، وكذلك مجموع المناضلين الذين ساهموا في تأسيس التجربة الجديدة للنقابة الوطنية للصحافة والذين لا زالوا يشتغلون من داخل هذه الهيئة وبقوة. إذن فنحن اليوم وجدنا أنفسنا بين إخواننا ورفاقنا الذي نتقاسم معهم هذا التوجه التقدمي الحداثي.

* الأمين العام للمجلس الوطني الفيدرالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية

> فنن العفاني > محمد حجيوي > توفيق أمزيان

Related posts

Top