التلاميذ يقاطعون الدراسة ويطالبون بإعادة عقارب الساعة إلى توقيت “غرينتش”

رغم نفي وزارة التربية الوطنية مقاطعة الدروس، خرج مئات التلاميذ، أمس الاثنين، في مسيرات احتجاجية بعدد من المدن المغربية، مطالبين الحكومة بإعادة عقارب الساعة إلى توقيت “غرينتش”.
أبرز المسيرات، بعد الدار البيضاء، مسيرة تلاميذ سلا والرباط، الذين اجتمعوا أمام البرلمان للتعبير عن رفضهم لهذا الإجراء الحكومي ومطالبين بإعادة النظر في الساعة الصيفية التي قررت الحكومة إبقاءها على مدار السنة.
انتفاضة التلاميذ ضد قرار اعتماد التوقيت الجديد، كانت قد انطلقت بعد العودة مباشرة من العطلة البينية الأولى الأربعاء الماضي، حيث قاطع التلاميذ، بمجموعة من المدن والقرى، الدروس، بالإضافة إلى تنظيمهم لوقفات احتجاجية داخل المدارس وخارجها على مدى الأيام الماضية.
إلى ذلك، عرفت المسيرة التي نظمها تلاميذ مدينة سلا والرباط، أمس، أمام البرلمان، حالة من الارتباك، وسوء التنظيم، فضلا عن قيام مجموعة من التلاميذ بسلوكات غير ملائمة، إذ عمدوا إلى إيقاف حركة سير عربات الترامواي على مستوى قنطرة الحسن الثاني الرابطة بين سلا والرباط، قبل أن يقوموا بالصعود فوقها معرضين أنفسهم لخطر الصعق الكهربائي، أو السقوط، بالإضافة إلى خلقهم للارتباك على مستوى حركة السير بذات المحور، كل ذلك، في غياب للدوريات الأمنية التي من المفترض أن تؤمن التظاهرات.
الوضع في الدار البيضاء لم يكن أحسن حالا، فقد عمد تلاميذ المؤسسات الإعدادية والثانوية إلى تنظيم وقفات أولى أمام مؤسساتهم، قبل أن ينظموا ما يشبه “السيل التلاميذي” الذي جاب باقي المؤسسات من أجل تحفيز زملائهم وحثهم على الانضمام لمسيرة طويلة عرقلت، خلال مسارها، حركة المرور في العديد من الشرايين الحيوية، والمدارات الرئيسية للمدينة.
كما امتد ” السيل التلاميذي” إلى نقاط حيوية لترامواي الدار البيضاء، قبل أن يشد الرحال إلى مقرات النيابات والمديريات الإقليمية، التابعة لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني.
وعبر مسارات هذا السيل الجارف، ردد التلاميذ شعارات تطالب بالعودة إلى توقيت “غرينيتش”، لما فيه، تقول هذه الشعارات، “مصلحة التلاميذ الصحية والنفسية والدراسية”.
وأمام الشلل التام الذي أصاب شوارع البيضاء، نتيجة تظاهرات التلاميذ، لم تجد السلطات الأمنية بدا من التدخل الناعم، حفاظا على التلاميذ، وتسهيلا لحركة المرور.
جدير بالذكر أن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، كانت قد اعتبرت احتجاجات التلاميذ حالات “معزولة” نافية أن يكون هناك إضراب عام ومقاطعة للدروس بجميع الأكاديميات.
يذكر أن الحكومة كانت قد صادقت، يوم الجمعة الماضي، على مرسوم يسمح بملاءمة الدخول المدرسي والإداري مع التوقيت الجديد، والذي مكن مجموعة من الأكاديميات بجهات مختلفة من المملكة بإصدار قرارات تقضي بتغيير توقيت الدخول المدرسي السابق إلى “توقيت” يلائم التلاميذ وفقا لخصوصية الجهة.

< محمد توفيق أمزيان
< زكرياء قدور (صحفي متدرب)

Related posts

Top