التواصل السياسي تطور كثيرا.. والحرية على فضاء الإنترنيت تساهم في إشعال فتيل الصراعات

أكد جمال الدين الناجي، الخبير في الاعلام والتواصل، أن التواصل السياسي تطور كثيرا مقارنة مع ما كان في السابق، خصوصا مع الانتشار الواسع لـ “السوشيال ميديا” التي أتاحت منصة أخرى للتواصل بين السياسيين والرأي العام، كما أتاحت إمكانية التفاعل والرد في زمن قياسي.
وتوقف جمال الدين الناجي، في محاضرة ألقاها بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط أول أمس الخميس، على التطورات التي عرفها التواصل السياسي مع تطور الوسائل التكنولوجيا وبروز مواقع التواصل السياسي، وأساسا منها “تويتر” و”فيسبوك” والتي أكد المتحدث أنها ساهمت في توسيع رقعة التواصل السياسي في العالم، إذ لم تعد هناك أي حدود للتفاعل، مستدلا على ذلك بتدوينات “ترامب” التي تخلق نقاشا كبيرا في العالم أجمع وليس فقط في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح الأستاذ السابق بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، أن كلمات “قليلة” على مواقع التواصل الاجتماعي أصبح لها وقع كبير في العالم، وبإمكانها تغيير أشياء عديدة كما يحدث مع تدوينات الرئيس الأمريكي الجديد، يشير الخبير في الإعلام والتواصل، مضيفا أن الجميع اليوم أضحى طرفا في التواصل وبقدرته التأثير والتوجيه، ولم يعد ذلك حكرا على وسائل الإعلام، مستدلا، مرة أخرى، بقوة تدوينة من 10 كلمات لشاب أومراهق، والتي من شأنها أن تخلق نقاشا سواء محليا أو وطنيا أو حتى دوليا، ما يؤكد حسب المتحدث تطور صناعة المحتوى والتواصل، بما فيه التواصل السياسي.
 الناجي وفي معرض حديثه عن ثورة الاتصال التي عرفها العالم، قال إن الحرية المطلقة في فضاء الإنترنت، تساهم سلبا، من حيث احترام الضوابط المهنية والأخلاقية لممارسة العمل الصحافي. الذي أصبح متاحا لعدد واسع من الأفراد. إذ أصبح الكل قادرا على صناعة المحتوى. مشيرا إلى أن هذه الحريةعوض أن تساهم في التعايش والحوار والسلم والترويج للقيم الإنسانية، تساهم بشكل سلبي في إشعال فتيل الصراعات والنزاعات عبر العالم، كما حدث في عدة دول، وبين طوائف عديدة.
 من جانب آخر، عاد الناجي إلى فترات سابقة كان التواصل السياسي فيها يمر عبر الوسائل الإعلامية التقليدية، الجرائد والراديو والتلفزة، مشيرا في هذا السياق إلى الخاصيات التي كانت تميز التواصل السياسي، خصوصا مع افتتاحيات الجرائد، التي كان يكتبها القادة السياسيون، والتي ساهمت بشكل كبير في تطوير المنتوج السياسي، لا سيما وأن القائمين على التواصل آنذاك زعماء حزبيون أمثال عبد الخالق الطريس، والحسن الوزاني وعلال الفاسي، في الفترة ما قبل الاستقلال، ثم بعدها مع قيادات أخرى كـ عبد الرحيم بوعبيد والمهدي بنبركة وعلي يعته، والعديد من الزعماء الذين جعلوا من افتتاحيات جرائدهم الحزبية منصة ومنبرا للتواصل مع الرأي العام والجهات المقصود التواصل معها. معتبرا أن هذا التواصل كان دوما في “خدمة العمل السياسي”.
 وفي سياق حديثه عن التواصل، أكد مؤسس كرسي اليونيسكو أن التواصل لا بد له أن يقوم على أسس المصداقية والحقيقة، خصوصا في ما يتعلق بالتواصل السياسي مع الأفراد. على اعتبار أن السياسي يستمد شرعيته وقوته من الحقيقة والمصداقية، مشيرا إلى أن هناك علاقة مترابطة بين الحقيقة والمصداقية وبين الشرعية السياسية.
 هذا وعاد الناجي ليبرز مرة أخرى، في المحاضرة التي سيرها الدكتور محمد عبد الوهاب العلالي منسق ماستر التواصل السياسي بالمعهد، ملامح التغيير التي طالت التواصل السياسي عبر العالم أجمع، وذلك بالانتقال من لغة البلاغات المكتوبة والخطابات المطولة إلى تغريدات وتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، تمتاز بكلمات قليلة وتأثير كبير.

محمد توفيق امزيان

Related posts

Top