الثلوج تعزل عددا من القرى وموجة البرد تعمق معاناة ساكنة الأعالي

أعلنت مديرية الأرصاد الجوية أن موجة البرد التي يعرفها المغرب مستمرة إلى نهاية الأسبوع الجاري، حيث تصل درجة الحرارة الدنيا إلى أزيد من 10 درجات تحت الصفر.
موجة البرد التي تعرفها مختلف مدن المغرب، تزيد من توسيع معاناة ساكنة الجبال والقرى، خصوصا بمناطق الأطلس والريف التي عرفت تساقطات ثلجية مهمة خلال الأسبوع الماضي.
وحسب ما علمت به بيان اليوم فإن عددا من القرى بجبال الأطلس ومرتفعات الريف ما تزال محاصرة بالثلوج التي بلغ علوها أزيد من متر ونصف، خصوصا بمنطقة بويبلان نواحي مدينة تازة، والقرى الجبلية نواحي مدينة أزيلال، وكذا مدينة تنغير.
وتتكبد ساكنة الجبال معاناة كبيرة باستمرار محاصرة الثلوج لما يقارب أسبوعين، بسبب غياب المؤونة، والنقص الذي تعرفه هذه المناطق في حطب التدفئة وغيرها من ضروريات الحياة.
كما تتعمق أزمة الساكنة في ظل عدم إمكانية التنقل والالتحاق بالمستشفيات، لاسيما بالنسبة للنساء الحوامل، إذ عرفت منطقة إملشيل يوم الاثنين الماضي مصرع سيدة وهي تضع مولودها بطريقة تقليدية بعدما تعذر عليها الوصول إلى المركز الصحي بسبب التساقطات الثلجية التي عرفتها المنطقة.
وتتكرر مآسي ساكنة الجبال كل سنة، مع الحصار الذي تضربه الثلوج على كثير من القرى، بالنظر لغياب البنية التحتية للطرق وغياب المستشفيات والمستوصفات بهذه المناطق التي من شأنها أن تخفف من حدة الحصار خلال فصل الشتاء.
في ذات السياق، أطلق مجموعة من النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي حملة لإغاثة ساكنة الجبال المتضررة من موجة البرد، وذلك تفاعلا مع مقطع فيديو لطفل من قرية آيت عباس النائية بإقليم أزيلال، يتوسل فيه التدخل العاجل لإنقاذ ساكنة المنطقة ومساعدتها عبر إرسال الملابس الدافئة والأحذية، لمواجهة قساوة البرد وحصار الثلوج.
وتمكنت إحدى الجمعيات التي تنشط في الأعمال الخيرية الموجهة لسكان المناطق النائية في ظرف 24 ساعة من جمع أزيد من 10 طن من المساعدات التي تم نقلها أمس الخميس إلى دوار آيت عباس، من أجل إغاثة الساكنة، استجابة لنداء الطفل.
وتواصل عدد من جمعيات المجتمع المدني جمع تبرعات ومساعدات من ألبسة وأغطية ومؤونة وكذا البحث عن متطوعين لقوافل طبية من أجل إغاثة عدد من القرى التي تعاني العزلة جراء موجة البرد الحالية، حيث من المرتقب أن تصل أطنان من المساعدات إلى مئات الأسر العالقة خلف الجبال بكل من مرتفعات الأطلس والريف.
من جهتها، تواصل اللجان المختصة التي تم إحداثها بمجموعة من الجهات التي تعرف تساقطات ثلجية كثيفة، (تواصل) عملها لفتح جميع المحاور الطرقية التي أغلقتها الثلوج، إذ ما يزال العمل مستمرا من أجل إعادة حركة السير بمجموعة من المحاور الطرقية التي شهدت انقطاعات في حركة المرور بسبب التساقطات الثلجية التي عرفتها المناطق الجبلية طيلة الأيام الأخيرة.
إلى ذلك، تتكرر مطالب عدد من الناشطين والفعاليات الإعلامية والجمعوية إلى الحكومة والسلطات من أجل النهوض بأوضاع عدد من الأقاليم التي تعرف بشكل سنوي انقطاع الطرق وتعيش عزلة تامة بسبب التساقطات الثلجية، في غياب تام للإجراءات الحكومية المصاحبة لهذه المرحلة، خصوصا على المستوى الصحي والتعليمي، وعلى مستوى توفير المساعدات الغذائية والتجهيزات الطبية لإغاثة النساء الحوامل والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة.
وككل سنة، تتجدد مطالب إقرار عدالة مجالية تشمل مختلف الأقاليم، حيث يطالب عدد من المواطنين بتوفير الطرق والبنية التحتية اللازمة التي تتلائم مع الطقس المتقلب الذي تعرفه عدد من المدن والأقاليم، وكذا توفير مستشفيات ومستوصفات والعدد الكافي من الآليات لفك العزلة عن مختلف الدواوير والقرى.

< محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top