الجديدة: أربع سنوات حبسا نافذا لامرأة منقبة وخليلها المتهمين بالخيانة الزوجية

قضت الغرفة الجنحية التابعة للمحكمة الابتدائية بمدينة الجديدة، يوم الأربعاء الماضي، بإدانة امرأة منقبة وخليلها وحكمت على كل واحد منهما بسنتين حبسا نافذا، بعد متابعتهما من أجل جنحة الخيانة الزوجية والمشاركة فيها.
وقد جاء إيقاف الظنينين، من طرف عناصر الضابطة القضائية التابعة لمفوضية الأمن الوطني بمدينة البئر الجديد، بناء على إخبارية من زوج الضحية، أفاد من خلالها أن زوجته تخونه، حيث استقبلت غريبا ببيت الزوجية، وأدلهم على عنوان منزله، وظل يراقب الوضع، إلى أن حلت عناصر الضابطة القضائية. وبتعليمات من النيابة العامة، تم الولوج إلى داخل المنزل، حيث ضبطت عناصر الضابطة القضائية الزوجة المتهمة بالخيانة الزوجية وهي تحتضن خليلها ببيت الزوجية، بحي الرياض بمدينة البئر الجديد، وتم إيقافهما واقتيادهما معا إلى مخفر مصلحة الأمن الوطني بنفس المدينة.
وتم الاستماع إلى الزوجة المتهمة وهي امرأة منقبة التي وجدت نفسها أمام أمر واقعي، فصرحت أنها تعرف خليلها منذ مدة، وأنها استقبلت ببيت الزوجية، في غياب زوجها، وأنها لم تستوعب ما قامت به بسبب سوء علاقتها بزوجها. أما خليلها المشارك في جنحة الخيانة الزوجية، وهو رجل عازب، فقد صرح أنه لم يكن يعلم أن المرأة متزوجة. وبعد انتهاء مدة الحراسة النظرية، تمت إحالتهما على أنظار النيابة العامة التي استمعت إليهما حول المنسوب إليهما، و بعد ذلك أمرت بإعادة المسطرة ذاتها للشرطة القضائية، وتمديد الحراسة النظرية، لتعميق البحث، وفي اليوم الموالي، أحيل المتهمان من جديد على قاضي التحقيق، وبعد الانتهاء من التحقيق الإبتدائي، أمر بإيداعهما السجن في إطار الاعتقال الاحتياطي،في انتظار محاكمتهما.
وبالرجوع إلى تفاصيل هذه الجريمة، التي كانت المدينة بئر الجديد قد اهتزت على وقعها، بالنظر إلى طبيعة المرأة التي ضبطت وهي تحتضن خليلها ببيت الزوجية، من كونها امرأة منقبة وتبدو عليها علامة الوقار والحشمة، ثم الالتزام والحياء،غير أن ما فعلته صدم الساكنة عموما والجيران خصوصا، الذين استنكروا الحادثة، بشدة وأبدوا تعاطفهم وتضامنهم اللامشروط مع الزوج.
يستفاد من محاضر الضابطة القضائية التابعة لمفوضية الأمن الوطني بمدينة البئر الجديد، أن زوج المرأة المتهمة وهي امرأة منقبة، بدأ في الآونة الأخيرة، يشك في تصرفات زوجته ،بعدما لاحظ أنها سلوكاتها وتعاملها معه تغيرت، وأنها لم تعد تعتني به أكثر، مقارنة مع السابق، إلى درجة أنها لم تعد تتحدث إليه كثيرا، في أمور حياتهما الخاصة، وزادت شكوك الزوج، حينما لاحظ أن زوجته، التي تزوج بها عن سنة الله ورسوله، أصبحت معتادة على مغادرة المنزل بسبب وبدونه. وأن هذه الملاحظات كلها جعلته يعيش كابوسا مقلقا، وقد أثرت ذلك على نفسيته، وأصبحت تقض مضاجعه طوال الليل، بل إن وسواس خيانة زوجته غدا حاضرا بمخيلته، بشكل مستمر، مما جعله يفكر في خطة، ولكنه كان رزينا وغير متسرع، وقد وضع كل الاحتمالات و الافتراضات، كما تخيل كل النتائج المحتملة، وأنه لم يفكر في أي طريقة غير قانونية، بل استقر تفكيره على اتخاذ قرار شجاع حكيم، حيث قرر تقفي خطوات زوجته في سرية جدة تامة، وفكر في خطة محكمة، حيث أخبرها أنه سيتغيب عن المنزل بسبب التزاماته في العمل ثم جمع بعض أغراضه، وغادر البيت باكرا، وفي مخيلته كل الاحتمالات، وكأن إحساسه يخبره بأن زوجته تخونه. ولما غادر منزله تاركا زوجته في حرية مطلقة داخله، ابتعد قليلا عن منزله، ثم جلس بركن زقاق ضيق يتيح له الفرصة لمشاهدة كل شيء، وظل يراقب عن كتب، كل كبيرة وصغيرة، حول منزله، وفي داخله يتساءل هل ستخرج زوجته أم لا ؟ لكي يتبع خطواتها، قصد معرفة وجهة خروجها دائما من المنزل بسب أو بدونه، وبينما الزوج يرابط ويراقب بعينين يقظتين، كجندي يحمل سلاحا ناريا، ويراقب باب ثكنة عسكرية وغير مسموح له بالخطأ على الإطلاق، وبعد حوالي ساعة تقريبا من الانتظار، لاحظ الزوج المراقب، أن رجلا غريبا عن الحي، يدخل إلى منزله بسرعة، ودون أن يطرق الباب ولم ينتظر ولو للحظة، وكأن الزوجة كانت واقفة بباب المنزل تنتظر خليلها. صدم الزوج لما شاهدته عيناه، كان يشك في زوجته، ولم يكن يتوقع أنها ستخونه ببيته وعلى فراشه. استجمع الزوج قواه و تحكم في أعصابه، ثم ربط الاتصال بمصلحة الأمن الوطني بمدينة ببئر الجديد، وأخبرهم بالوقعة والتمس التدخل العاجل، قبل أن يفر خليل زوجته، وانتقل إلى قرب منزله، مخافة أن يخرج الرجل الغريب الذي استقبلته زوجته، إلى أن حضرت بسرعة فائقة عناصر الضابطة القضائية وتدخلت في الوقت المناسب، حيث ضبطت الزوجة وخليلها متلبسين بالخيانة الزوجية.
ويوم محاكمتهما تشبت الزوج بمتابعتها، و لما اقتنعت هيئة المحكمة بالمنسوب إلى المتهمين، أدانتهما بالحكم المشار إليه أعلاه.

> محمد الغوات

Related posts

Top