الجفاف والتغيرات المناخية يتسببان في نفوق أسماك البوري بواد ماسة

أكادير

شهد واد ماسة للمرة الثانية على التوالي في ظرف سنتين ظاهرة نفوق ما تبقى من أسماك (البوري) بالقرب من دوار أيت إيلياس بعدما عرفت المنطقة خلال السنة الماضية نفس الظاهرة بدوار أملالن التابع للجماعة القروية لسيدي واساي بمنطقة ماسة، وتعد هذه المرة الثانية على التوالي لتكرار ظاهرة نفوق أعداد من أسماك البوري .
وسبق لجمعية بييزاج للبيئة، ان استفسرت عديد أطراف ومصادر محلية عليمة، ومختصين في مجال البيئة والأحياء، عن هذه الظاهرة ببلدة (أملالن) سابقا، و الواقعة جنوب أكادير، لتحديد الأسباب الأساسية لظاهرة نفوق عدد من الأسماك بإحدى مجاري الوادي في البرك التي ركدت فيها مياه الوادي. وتعد منطقة ابن إيلياس بجانب الوادي من المناطق الفلاحية بماسة حيت تستغل مياه الوداي في عمليات الري.
واعتبرت المصادر العلمية للجمعية، أن الظاهرة مستفحلة في ظل توالي سنوات الجفاف وتأثير التغيرات المناخية وشح التساقطات، حيث تحول الوادي لمستنقعات آسنة وراكدة فيما يشبه برك ومستنقعات خضراء اللون تفتقد لدورة الحياة اللازمة لعيش بعض الأنواع الكبيرة من الأسماك ، كما أن انعدام حركة وصبيب وجريان المياه بشكل طبيعي بالوادي التي تنتج حركية ودورانا سلسا للأوكسجين السائل لحياة مجموعة من الأحياء مثل أسماك البوري، يفضي إلى موتها التدريجي أو بشكل جماعي، بالإضافة إلى الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة بالمنطقة، وهو العامل الأساسي لنفوق الأسماك
واستنادا لتقرير خبرة أنجزه المختبر الوطني للدراسات ورصد التلوث بالرباط التابع لكتابة الدولة في البيئة والتنمية المستدامة سابقا حول نفس الظاهرة فان نفس الأسباب هي التي أفضت لموت الأسماك بسبب نفاذ الأوكسجين المذاب وارتفاع حموضة المياه وتكاثر العوالق والطحالب الخضراء التي تستنزف الأوكسجين في القعر وملاحظة نشاط كبير وتكاثر تلك العوالق بسبب ركود وانخفاض مستوى الماء تدريجيا، والتي تودي تلقائيا لموت للأسماك التي تعيش في الوادي الذي تحول لبرك.
وقد قامت لجنة مختلطة تظم مصالح مختلفة بعمالة اشتوكة ايت بها، خلال نفس اليوم، بمعية السلطات المحلية وعناصر الشرطة البيئة للدرك الملكي بزيارة ميدانية وبأخذ عينات وتسجيل محضر وأخذ عينات لمياه الوادي والسمك النافق لأجل تحليلها ودراستها، كما عملت السلطات المختصة على الوقوف على تنقية وتخليص الوادي من الأسماك النافقة ودفنها في مكان آمن والتخلص منها درئا لكل خطر قد يهدد الصحة العامة.
وجدير بالذكر أن جمعية “بييزاج”، قامت بإنجاز هذا التقرير لتدق من جديد ناقوس الخطر بشأن هذه المعضلة البيئية التي تندرج في سياق وقع وتأثيرات التغيرات المناخية على منطقة سوس ماسة، وتهديدها للتنوع البيولوجي المحلي، وكذا للتنبيه إلى تفاقم إشكالية ندرة الماء التي تلقي بظلالها على الجهة بما يستدعي ضرورة الإسراع ببرنامج التكيف مع التغيرات المناخية وتأثير الجفاف وشح التساقطات.

رشيد فسيح

Related posts

Top