الجنون الجزائري بلغ أقصاه

فضحت بطولة إفريقيا للمحليين (شان)، التي تستضيفها الجزائر، افتقاد النظام العسكري المتكلس لهذا البلد للعقل كليا، واختياره معانقة العبث والابتذال والدناءة.
العداء للمغرب والمغاربة مباح في كل شيء، ولو كان الأمر يتعلق بتظاهرة رياضية للشباب، وحتى لو كان الأمر يقترن بالدوس على القوانين والأعراف والالتزامات، وعلى المنطق واللياقة، وعلى الحد الأدنى من التحضر المطلوب في السلوك البشري، وفي العلاقات بين الدول.
العالم كله تفرج باستغراب على عبثية النظام العسكري الجزائري المعتوه، وقدم المغرب احتجاجا بليغا ومعبرا رسمت مشهده العام وتفاصيله الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على أرضية مطار سلا، وحضره رئيس (فيفا) ورئيس (كاف)، وتناقلته كل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وبقي المجانين هناك عراة مفضوحين يفتتحون تظاهرة جرى تغييب الفائز بها في الدورتين المنصرمتين عنها عسفا وحقدا وتعنتا.
هذا النظام العسكري العتيق جدا همه الوحيد معاداة المغرب والمغاربة، وهو الآن لا يخجل من جعل الرياضة أيضا ساحة لنفث سموم العداء ومضاعفة الاستهداف والهجوم ضد المملكة وشعبها.
لم يكتف العسكريون في البلد الجار بتغييب بطل (شان) من المشاركة والدفاع عن لقبه ضد كل القوانين، ولكنهم كذلك حولوا افتتاح التظاهرة إلى منبر لتوجيه شتائم عنصرية وفجة ضد الشعب المغربي، وأنفقوا كذلك من أموال شعبهم على نكرات ليوجهوا السباب للمملكة، ويستهدفون وحدتها الترابية، وكل هذا لا صلة له بالرياضة أو قيمها أو روحها، وهو ما يطرح اليوم المسؤولية على الهيئات العالمية والقارية لكرة القدم، التي يجب أن تتدخل وتبدي موقفها مما حصل، وترتب الجزاءات المناسبة تبعا للتجاوزات والاعتداءات المقترفة.
لم يختر المغرب الانسحاب من دورة (شان) المقامة بالجزائر، ولم يقرر عدم المشاركة، ولكنه أعلن عزمه الحضور الفعلي، واتخذ الترتيبات الضرورية على كل المستويات، ووصلت البعثة بكاملها إلى المطار فعليا قصد الإقلاع، وحضر الشهود ووسائل الإعلام، والجميع بقي واقفا يتابع التعنت المرضي للسلطات الجزائرية التي رفضت الترخيص للطائرة المغربية بالسفر من مطار سلا نحو قسطنطينة، وهذا يعتبر، بالمنطق والقانون، عرقلة واضحة ومقصودة لمنع سفر المغرب ومشاركته في التظاهرة، أي وضع (قوة قاهرة) أمام البعثة الرياضية المغربية.
كل هذا الذي يحصل، يجعل نظام جارنا الشرقي حالة فريدة ولا شبه لها في العالم كله، ذلك أن الجنون بلغ أقصى مستوياته العبثية، وصار كل شيء مسموح به ما دام يعادي المملكة الجارة وشعبها وحقوقها الوطنية وسمعتها ومصالحها.
كل شيء هناك صار ينتمي للجزائر وأصله يعود إليها والمغرب سرقه، ولو كان ذلك عبد الكريم الخطابي، كما قيل مؤخرا، وكل شيء أبدعه المغاربة مطلوب تقليده، ولو تم ذلك ببلادة فاضحة…
شاهدنا لاعبا قفز نحو سياج المدرجات ليقبل يد والدته مثلا، وتابعنا منذ مدة حكايات القفطان والزليج والكسكس وغيرها، ونتابع إلى اليوم تجليات جنون وتيه ترددها أبواق إعلامية مفضوحة.
لم يقتنع هؤلاء المعتوهين أن كل هذا العداء لن يجدي في المس بالمغرب والمغاربة، ولم يقتنعوا بعد أن كل هذا الجنون لم يحقق لهم شيئا منذ عقود متواصلة، ولم يقتنعوا أن عقلهم الذي لا يمتلئ سوى بالحقد للمغرب، كان أولى وأجدى لو استخدم، ولو مرة واحدة، لإبداع حلول للمعضلات الداخلية التي يعاني منها شعبهم، ولإيجاد حلول للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والأمنية والديموقراطية….
إنهم واهمون إذا اعتقدوا أن المغرب وشعبه سيضعفان أمام مناوراتهم العدائية، وواهمون لو  اعتقدوا أن ماكينتهم الإعلامية والديبلوماسية وخزائن أموالهم ستهزم وحدة المغاربة ويقظتهم.
كل هذا ليس لعبا أيها الناس، وإنما هو إرادة شعب صمد دائما من أجل سيادته الوطنية ووحدته الترابية، ودافع عن المصالح الوطنية والإستراتيجية لبلاده، وسيستمر هكذا إلى الأبد…
وفي نفس الوقت يواصل المغرب مد يده من أجل التعاون والوحدة، ومن أجل… العقل، ولكن مع الدفاع الحازم والصارم عن أرضه وأمنه واستقراره ووحدته ومصالحه…
العالم كله اليوم يتفرج على ما يقترفه يوميا نظام عسكري مجنون ومعتوه و… قديم جدا، وهو خطر على شعبه أولا.
سلاما لأهلنا الطيبين في الجزائر.

<محتات‭ ‬الرقاص

[email protected]

Related posts

Top