الحداوي: تأهل الجيل الحالي إلى ربع النهائي سيصب في صالح الكرة المغربية

تمنى الدولي المغربي السابق مصطفى الحداوي، أحد صناع العبور العربي والإفريقي الأول إلى الدور الثاني في بطولات كأس العالم لكرة القدم، أن يتفوق الجيل الحالي على منتخب 1986 ويذهب بـ”أسود الأطلس” إلى أبعد نقطة في مونديال قطر، حيث يستعد لمواجهة إسبانيا في ثمن النهائي اليوم الثلاثاء على ملعب المدينة التعليمية.

وقال الحداوي في حديث لوكالة فرانس برس “جيلنا كان يضم لاعبين مميزين وصلوا إلى أوج العطاء، أما المنتخب الحالي، فهو يمتلك نجوما مخضرمين شاركوا سابقا في مونديال روسيا، وآخرين يشاركون للمرة الأولى”.

وحقق المغرب نتيجة رائعة حتى الآن بتصدره بسبع نقاط مجموعة تضم كرواتيا وصيفة النسخة الأخيرة وبلجيكا المصنفة ثانية عالميا، بقيادة أمثال حكيم زياش وأشرف حكيمي ونصير مزراوي.

ويتابع الحداوي صاحب التجربة الغنية في الملاعب الفرنسية مع أندية سانت اتيان ونيس ولنس وأنجيه “تأهل المنتخب الحالي إلى ربع النهائي سيصب لمصلحة كرة القدم المغربية. لقد تأهلوا عن جدارة واستحقاق والتاريخ سيشهد لهم”.

ويصف الحداوي المواجهة أمام إسبانيا بـ”الصعبة ضد منتخب شاب في طور التكوين ولديه مستقبل باهر”، لكنه يعتقد أن “الحظوظ تبدو متساوية نظرا لوجود لاعبين في الطرفين يلعبون في أكبر الدوريات الأوروبية”.

ويضيف صاحب الـ61 عاما “أثبت المنتخب المغربي أنه لم يتأهل بالصدفة. وصل بعدما تصدر مجموعته بامتياز، وأمام منتخبات قوية جدا”.

يرى أن المؤشرات كانت مبشرة منذ البداية، “كنت متفائلا (…)، رغم وقوعنا في مجموعة صعبة مع بلجيكا وكرواتيا وكندا، كان لدي ثقة بأن يكون التأهل من نصيبنا”.

أولى المؤشرات المميزة، بحسب الحداوي، كانت تغيير المدرب وحيد خاليلوزيتش الذي أدى خلافه مع زياش إلى اعتزال الأخير دوليا قبل أن يتراجع عن قراره بعد إقالة البوسني وتعيين المدرب الوطني وليد الركراكي.

عن مميزات منتخب بلاده، يعتبر الحداوي أن “المغرب، أثبت أن لديه علو كعب في مجموعته، بفضل منظومة متميزة جدا من الحارس إلى الدفاع وصولا إلى الوسط والهجوم.. يتميز المنتخب بالاستحواذ العالي وصناعة الفرص العديدة، برهن أنه منتخب يتمتع بمستوى رفيع”.

يرى الحداوي أن الركراكي القادم من تدريب فريق الوداد البيضاوي كان صاحب اليد الطولى في البصمة الحالية وأثبت أنه “مدرب ذكي رغم اكتشافه لنفسه في تدريب المنتخبات للمرة الأولى، ورغم استلامه مهامه قبل فترة وجيزة جدا لا تتجاوز الثلاثة أشهر من انطلاق المونديال”.

يشيد الحداوي بنجاح المدرب الشاب في التواصل مع اللاعبين وإعادة زياش ومزراوي إلى المنتخب، فضلا عن زرعه الثقة في نفوس اللاعبين وإدارته الجيدة للمباريات من خلال استراتيجية مسبقة وضعته على قمة المجموعة الصعبة.

وفي تعليقه على قول الركراكي بعد التأهل “لماذا لا نحلم بالفوز بكأس العالم؟”، يقول الحداوي “من حق الركراكي أن يطمح، وهو على صواب، لأنه رأى فريقه يقدم أقوى العروض ويلعب باستراتيجية ومنظومة من مستوى عال وبوجود لاعبين متمرسين وشباب قادرين على مقارعة أقوى المنتخبات”.

ويتابع “إسبانيا التي أبهرت الجميع أمام كوستاريكا في المباراة الأولى، لم تقدم المستوى المتوقع منها أمام ألمانيا واليابان، لذا فالحظوظ متساوية”.

يختم الحداوي “سر النجاح يكمن بأن يكون المنتخب الثلاثاء في يومه، ذهنيا وتكتيكيا وتقنيا، وأن يلعب بقتالية ورجولة”.

رغم الوقوع مع إسبانيا، تمنى الحداوي مواجهة مع ألمانيا للثأر من خسارة منتخبه في مونديال المكسيك 1986 عندما تصدر مجموعته أيضا، أمام ألمانيا الغربية بالذات في الوقت القاتل من الدور الثاني بهدف حمل توقيع لوتار ماتيوس من ضربة حرة أساء تقديرها الحائط البشري.

يقول الحداوي الذي شارك أي ا في مونديال 1994 “نعم، تمنيت مواجهة ألمانيا للثأر من الخسارة المر ة جدا في الدقائق الأخيرة. كنا ننتظر وقتها أن نذهب إلى شوطين إضافيين بعدما قدمنا أداء جيدا بوجود جيل من اللاعبين الأسطوريين في الكرة المغربية”.

Related posts

Top