الحسين الشعبي يحاضر بتازة حول تاريخ مسرح الهواة بالمغرب

بدعم من وزارة الثقافة والاتصال – قطاع الثقافة، وفي إطار توطين فرقة مسرح التأسيس بمسرح تازة، وتنفيذا للبرنامج المسرحي السوسيو- ثقافي، وتحت إشراف المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة، نظمت فرقة مسرح التأسيس بشراكة مع اتحاد كتاب المغرب – فرع تازة يوم الاثنين 31 دجنبر 2018 بمسرح تازة العليا لقاء مفتوحا مع الإعلامي والمسرحي الحسين الشعبي حول موضوع “المسرح المغربي بين الهواية والاحتراف”.. هذا اللقاء افتتح بكلمة للفنان المخرج محمد بلهيسي رئيس مسرح التأسيس، قدم فيها شخصية اللقاء الفنان الحسين الشعبي حيث وقف عند مجموعة من المحطات التي بصمت مسيرته الفنية والإعلامية، ثم أشار إلى السياق العام لهذا النشاط وارتباطه ببرنامج توطين الفرق المسرحية، بعد ذلك تناول الكلمة الأستاذ الحسين الشعبي حيث تطرق إلى إشكالية الموضوع متوقفا عند مفهوم الهواية في المغرب والذي يختلف في طبيعته عن المفهوم العالمي، فمسرح الهواة حسب تعبيره حركة ثقافية لا تفكر في الاحتراف أو المهننة تبنت مجموعة من القضايا الوطنية الكبرى، ما تسبب لها في كثير من الأحيان في مضايقات من السلطة. وتميز مسرح الهواة بطبيعة جمهوره المتكون من النخبة (طلبة، أساتذة، مثقفون…) لأنهم وجدوا فيه استجابة لحاجاتهم الفنية والثقافية.
بعد ذلك انتقل الشعبي إلى أهمية ظهير 1958 المتعلق بالحريات العامة، في تكوين فرق مسرحية عديدة، كما ذكر بدور الجامعة الوطنية لمسرح الهواة والاتحادات الإقليمية في تنشيط الحركة المسرحية الوطنية على امتداد التراب الوطني من الشمال إلى الجنوب، خصوصا في فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي…
أيضا تطرق المتحدث إلى أن مسرح الهواة استطاع أن يفرض نفسه وطنيا وعربيا على يد مسرحيين كبار أمثال الطيب الصديقي، محمد تيمد، محمد قاوتي، حوري الحسين، محمد بلهيسي…. كما استطاعوا أن يجعلوا المسرح مغربيا من خلال استحضار التراث العربي والمغربي في أعمالهم مثل ابن الرومي في مدن الصفيح، والقرامطة… و هو تناول جدلي يروم استحضار التراث لخدمة قضايا معينة؛ ما يعني أن مسرح الهواة قدم اختيارات فنية وكتابا ومخرجين وسينوغرافيين كبارا أخرجوا المسرح المغربي من الصالون إلى تجارب فنية مجددة ومغايرة.
أيضا أكد الحسين الشعبي أن مسرح الهواة ميزته ظاهرتان فنيتان تجلت الأولى في التنظير أو المواكبة النقدية للأعمال المسرحية مثل البيانات التي ارتبطت بتشكيل اتجاهات مسرحية: (البيان الاحتفالي، المسرح الثالث، مسرح المرحلة، المسرح الفقير، مسرح الصورة…) والثانية تجلت في المهرجانات المسرحية باعتبارها فرصة للتلاقح وتبادل التجارب.
أيضا أشار الحسين الشعبي إلى دور أطر ونشطاء حركة مسرح الهواة في تأسيس النقابة الوطنية لمحترفي المسرح بعد المناظرة الوطنية الأولى للمسرح الاحترافي والندوة الوطنية لمسرح الهواة، ليخلص المتحدث في الأخير إلى أن مسرح الهواة حركة ثقافية تندرج ضمنها تيارات فكرية وثقافية متعددة تنتصر للقضايا الاجتماعية والسياسية والكونية والإنسانية…
بعد ذلك انتقل المتحدث إلى المسرح الاحترافي، حيث أكد أنه تشكل في فترة متأخرة، وبدأ خجولا مواليا للسلطة وتميز جمهوره بالشعبوية، وكان تركيزه على الشباك، إلا أنه ظهرت بعد ذلك تجارب حاولت خلق قطيعة مع السلطة مثل تجربة الطيب الصديقي ومحمد سعيد عفيفي وعبد الحق الزروالي ومسرح اليوم… أيضا تناول الشعبي دور المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي في تطوير حقل المسرح الاحترافي المغربي وتزويده بفنانين كبار أسسوا فرق مسرحية نشيطة في مختلف المدن والأقاليم، كمسرح تانسيفت بمراكش، ومسرح أكواريوم وأفروديت وأنفاس بالرباط، ومسرح الشامات بمكناسن وأوديسا بالعيون، وأنفاس وروافد بالداخلة… أما على مستوى المهرجانات الاحترفية فقد كان المهرجان الوطني للمسرح في عهد حكومة التناوب أول مهرجان مسرحي احترافي منتظم.
لينتهي الحسين الشعبي في نهاية مداخلته إلى أن تاريخ المسرح المغربي لازال يحتاج إلى كثير من الدراسات والبحوث لتدقيق العديد من المغالطات والمفاهيم، ولعل الورش الكبير الذي دشنته النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية بتشارك مع الهيئة العربية للمسرح، والمتعلق بجمع وتوثيق ذاكرة المسرح المغربي، سيدرج ضمن هذا المسعى العام في التأريخ والضبط والتجميع..
تجدر الإشارة إلى أنه، على هامش هذا اللقاء، وقع الكاتب المسرحي الحسين الشعبي كتابيه المسرحيين “الساروت” و”لوزيعة” ببهو مسرح تازة.

> منير سراج

Related posts

Top