الحصول على الاستشارة الفلاحية بملتقى مكناس يستقطب مهنيي القطاع الفلاحي

لا يسعى المشاركون وزوار الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب (سيام 2017) الذي افتتح أبوابه اليوم الأربعاء أمام المهنيين، نحو الحصول على فرص للأعمال فحسب، وإنما أيضا للاستفادة من الاستشارة الفلاحية التي يقدمها متخصصون في القطاع من أجل تعزيز الإنتاجية وتحقيق أفضل رقم معاملات ممكن.
وفضلا عن الاستفادة من خدمات مركز النداء والمواقع الإلكترونية والبرامج المتخصصة بوسائل الإعلام ، التي وضعها الجهاز الذي أحدثته وزارة الفلاحة لفائدة الجمهور، يبادر المهنيون إلى الحصول على الاستشارة بشكل مباشر ودون وسائط، إذ أنه لا شيء يعادل في قيمته الاتصال المباشر مع متخصصين.
وفي هذا السياق، قال السيد موحاح، الذي دأب على زيارة الملتقى “إننا نحظى بهذه التظاهرة بفرصة الحصول على استشارة يقدمها متخصصون يوجهوننا نحو الطريق التي يتعين أن نسلكه من أجل تطوير فلاحتنا واعتماد أفضل الممارسات الفلاحية”.
وأضاف المتحدث، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، ” أزور الملتقى هذه المرة الى جانب أصدقائي الفلاحين للوقوف على المنتجات الجديدة التي يعرضها ومن أجل الحصول على استشارة فلاحية جديدة وتقنية جديدة تمكننا من تطوير فلاحتنا وتحسين مردوديتها”.
وأقر في هذا الصدد بأن الفضل في نجاح القطاع الفلاحي في رفع التحديات المطروحة عليه يعود إلى الدور الهام الذي تضطلع به خدمات الاستشارة ونشر المعلومات الفلاحية التي أرست رابطا بين البحث العلمي في المجال الفلاحي والفلاحين والساكنة القروية من أجل ضمان تعميم المعرفة والمعطيات والتكنولوجيات.
وحرص الشاب سمير، وهو فلاح يرغب في تحسين إنتاجه الفلاحي، على زيارة الملتقى الدولي ليقترب على الخصوص من كبار المهنيين من أجل الاستفادة من تجاربهم ومن الاستشارات المقدمة بغرض تحسين جودة مردودية ضيعته التي تضم أشجارا لإنتاج الفواكه بابن سليمان.
وقال هذا الشاب (27 عاما)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه يعتزم في المستقبل القريب البدء في تصدير الفواكه العالية الجودة التي تنتجها ضيعته، مضيفا انه لهذا الغرض جاء للمرة الثالثة للملتقى لمقابلة المهنيين والوقوف على أحدث مستجدات القطاع الفلاحي والاستفادة من تجارب الفلاحين الذين نجحوا في ايجاد موطئ قدم لمنتجاتهم ضمن السوق الدولية.
ويعتبر سمير أن الاستشارة الفلاحية تكتسي اهمية استراتيجية بالنسبة للفلاحين نظرا لكونها محركا أساسيا للتغيير وإعادة هيكلة المنتجات وتكييف الممارسات الفلاحية بغرض الإجابة على مختلف انتظارات المجتمع.
وخلص سمير، الذي يتابع دراساته في المجال الزراعي، إلى أن الجهود المبذولة مكنت عددا من الدول من تحسين إنتاجها الفلاحي وضمان الأمن الغذائي، مضيفا أن الأمر يتعلق بالإنتقال من الفلاحة التقليدية، نحو فلاحة مندمجة بقوة بعالم الاقتصاد.
وتؤكد الدورة الحالية من الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، المنظمة تحت شعار “النشاط التجاري الزراعي وسلاسل القيمة الفلاحية المستدامة”، على ضرورة خلق تجانس بين مختلف الفاعلين في القطاع الفلاحي المغربي، الذين باتوا يواجهون اقتصادا فلاحيا عالميا يتحول باستمرار.
ويؤكد موضوع دورة هذه السنة على الضرورة العالمية للتوفيق بين الاقتصاد والأمن الغذائي واستدامة الأنظمة الفلاحية، خاصة وأن نموذج التنمية المرتكز على الفلاحة العائلية في طريقه نحو التطور لفائدة إنعاش النشاط التجاري الزراعي، وإدماج مختلف الفاعلين في سلسلة قيم الصناعات الغذائية، وفق مقاربة مندمجة تسمح لصغار الفلاحين بالولوج إلى السوق.
وينتظر أن يستقطب هذا الحدث المنظم على مساحة 170 ألف متر مربع، منها 90 ألف متر مربع مغطاة، بمشاركة 1230 عارضا (910 عارض وطني و 320 عارضا أجنبيا) من 66 بلدا، حوالي مليون زائر، وذلك باعتباره تظاهرة دولية تجعل المغرب منصة هامة للتبادل والأعمال وأحد أبرز الوجهات الفلاحية على الصعيدين القاري والدولي.
ويقترح هذا الحدث، الذي يجذب آلاف الزوار من المهنيين ومختلف الفاعلين والمتدخلين في القطاع الفلاحي، على مدى ستة أيام، نافذة يطل من خلالها على الفضاء القروي وعلى المنتجات المحلية بالمغرب، كما يساهم في تثمين المنتجات والتقاليد من خلال فضاءات خصصت لهذا الجانب.
وتحضر إيطاليا البلد الرائد في الفلاحة المستدامة والبيولوجية، وثالث بلد فلاحي في الاتحاد الأوروبي والشريك التاريخي للمغرب، كضيف شرف لدورة 2017.
وككل سنة، يكرس الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب حضوره كحدث هام يخصص لإبراز موقع المغرب كمنصة فلاحية هامة بالقارة الإفريقية، وموعدا سنويا يخصص للاطلاع على آخر المستجدات التي شهدها القطاع محليا ودوليا، وتبادل الخبرات والتجارب بين مختلف الفاعلين المغاربة والأجانب، خاصة بعد الأرقام القياسية والمنجزات التي حققها على مستوى الزوار والعارضين والدول المشاركة وكذا المنتجات المعروضة.
وقد جرى حفل الافتتاح الرسمي لهذا الملتقى، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بحضور الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، ألفا كوندي، رئيس جمهورية غينيا، ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات السيد عزيز أخنوش، علاوة على عدد من أعضاء الحكومة والسفراء المعتمدين بالمغرب.

Related posts

Top