الحفل الافتتاحي للمؤتمر الوطني الخامس لمنظمة الطلائع أطفال المغرب

>  فنن العفاني تصوير: رضوان موسى

أكد محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية خلال الحفل الافتتاحي للمؤتمر الوطني الخامس لمنظمة الطلائع أطفال المغرب، أن قضايا الأطفال في العالم اليوم، وفي المغرب على وجه الخصوص، باتت، في ظل تنامي عدد من التصرفات السلبية الغريبة والوحشية، تحتاج إلى من يترافع من أجل محاربتها، منوها بالدور الذي تقوم به منظمة الطلائع في هذا الصدد، حاثا إياها على مواصلة هذا المسار إلى جانب كل الهيئات الحقوقية والتربوية والمدنية بمختلف مجالات أنشطتها.
وقال نبيل بنعبد الله، في كلمة مسجلة بعث بها من جوهانسبورغ حيث يوجد في مهمة رسمية، إن منظمة الطلائع رائدة في مجال حماية حقوق الطفل في المغرب، و الكل يعترف بالدور الذي تقوم به في شتى المجالات، سواء في محاربة كافة أشكال العنف والإقصاء أو الظلم التي يمكن أن يعاني منها الأطفال، أوفي الدفع بالرعاية والترافع من أجل مكانة أفضل للأطفال داخل المجتمع”.
وأعرب بنعبدالله، خلال هذا الحفل الذي احتضنه مسرح محمد الخامس بالرباط، مساء يوم الجمعة الماضي، عن إشادته البالغة بمنظمة الطلائع بالنظر للعمل الميداني والترافعي والتربوي والتحسيسي الذي تقوم به ونجاحها التنظيمي ، قائلا”إنها من  المنظمات الأساسية التي يعتز بها حزب التقدم والاشتراكية ويدعمها بشكل واضح، فكل ما يصدر عنها يمثل إشراقات وأخبار سارة، ودائما يتجاوز ما يمكن أن نعيشه في التنظيمات الموازية الأخرى للحزب”.
 وأشار الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في هذا الصدد، إلى أن منظمة الطلائع كانت طلائعية، حيث  قاربت بشكل رائد القضايا، بل وكانت سباقة في طرح القضايا المرتبطة بحقوق الطفل، خاصة جانب الاعتداءات على الأطفال بمستويات مختلفة، وذلك قبل أن يطرح هذا الجيل الجديد من الحقوق الذي تكرس على مستوى منظمة الأمم المتحدة، والتي اعتمدها المغرب في الصيرورة الدستورية الجديدة، حيث تضمن الدستور  مقتضيات تنص على الجيل الجديد من الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية.
وأفاد  الأمين العام، بالنسبة للجانب التنظيمي، أن منظمة الطلائع، منذ تأسسيها رسميا سنة 1984، تمكنت من توسيع صفوفها، منوها في هذا الصدد بالعمل الدؤوب الذي يبذله أطر المنظمة في هذا الجانب، والذي يعد مصدر تفاؤل، يقول الأمين العام، حيث أصبح لمنظمة الطلائع  امتداد تنظيمي عبر فروع  تتواجد على مجموع التراب الوطني، بل وباتت تضم أطرا يقارب عددهم 2000  شخص، يؤطرون حوالي 10 آلاف طفل في مختلف جهات المغرب، وتكوين نحو 500 سنويا.
ودعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية الى مواصلة هذا المسار التأطيري، وتوسيع صفوف المنظمة، واصفا إياها بأنها تمثل “أمل الحزب ويعول عليها في كل المعارك التي يخوضها الحزب والأسرة السياسية التي ينتمون إليها”، خاصة وأنها باتت مشتلا لتكوين أطر الحزب  وكوادره، حيث تخرج منها أطر يؤثرون اليوم في الفضاء الحزبي ويتحملون المسؤوليات على أعلى مستوى، مشيرا فيها هذا الصدد إلى رشيدة الطاهري كأول رئيسة لمنظمة الطلائع والتي هي حاليا عضوة في المكتب السياسي للحزب وعضوة في مجلس النواب، وكذا الرئيس الحالي للمنظمة والذي هو أيضا عضو داخل المكتب السياسي للحزب، ويتحمل بكفاءة عالية رئاسة فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب”.
هذا ولم يفت الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن يدقق في كلمته في مسألة التوجه داخل منظمة الطلائع، بالتأكيد على أنها تتمتع بالاستقلالية الكاملة ولا تأثير سياسي للحزب عليها، قائلا بهذا الخصوص إنه ” بقدر ما نقدركم بقدر ما نترك لكم الاستقلالية الكاملة ولا نؤثر عليكم سياسيا ولا نريد أبدا أن تكون منظمتكم صورة طبق الأصل للحزب، بل ينبغي أن تظل في الفضاء التربوي، المجتمعي الذي يرتبط  بكل ما يتعلق بقضايا الطفل، وتحرص على الاتسام بتلك الشحنة الملتزمة بقضايا الوطن والشعب”.
ومن جانبه، اختار رشيد ركبان رئيس منظمة الطلائع أطفال المغرب، في كلمته خلال فعاليات هذا الحفل الافتتاحي للمؤتمر الخامس، تجديد التأكيد على مواقف المنظمة بشأن القضية الوطنية، ومختلف القضايا التي تندرج ضمن اهتمام أطفال الطلائع، خاصة ما يتعلق بالأوضاع المزرية للأطفال بمخيمات تندوف، وأوضاع الأطفال في مناطق النزاع إقليميا وعبر العالم، فضلا عن التأكيد على الرهانات والتحديات التي لازالت مطروحة أمام منظمة الطلائع وطنيا فيما يتعلق بالارتقاء بأوضاع الطفولة بمختلف فئاتها.
وفي هذا الصدد جدد ركبان، تنديد المنظمة بالمواقف المنحازة للأمين العام لهيئة الأمم المتحدة بشأن قضية الوحدة الترابية، كما جدد الإعراب عن استنكار المنظمة  وتنديدها بالأوضاع المزرية والمعاناة اليومية للأطفال بمخيمات تندوف وتعرضهم للتهجير القسري وإقحامهم في النزاعات المسلحة .
وأبدى، من جهة أخرى، ارتياح منظمة الطلائع  أطفال المغرب مما وصفه بالانتصارات المحققة في مختلف المعارك الدبلوماسية التي يخوضها المغرب من أجل وحدته الترابية، مشيرا إلى أن المنظمة تستحضر، بهذا الخصوص، المضامين العميقة والمقدامة للخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، والذي جاء “حافلا بالرسائل القوية من خلال إطلاق مشاريع تنموية كبرى في مختلف المجالات بميزانية ضخمة في إطار تفعيل الجهوية المتقدمة والنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية”،يقول ركبان.
ولم يفت رئيس منظمة الطلائع، أن يندد أيضا بما تعيشه الطفولة على المستوى الدولي والإقليمي، خاصة بمختلف بؤر التوتر في سوريا، وفلسطين، والعراق، وليبيا، مستنكرا مختلف الانتهاكات الصارخة التي تطال حقوق الأطفال وتجنيدهم من قبل الجماعات المتطرفة.
كما جدد  تنديد المنظمة بجميع المحاولات الإرهابية الرامية إلى تهديد أمن واستقرار المغرب، مثمنا  المجهودات الأمنية التي تقوم بها قوى الأمن في مختلف مستوياتها بما فيها الاستباقية .
وفيما يتعلق بواقع حقوق الطفل بالمغرب، عدد ركبان المكاسب التي تحققت على هذا المستوى، خاصة ما يرتبط بالإصلاحات التشريعية التي أقرها المغرب والتي تهم حقوق الطفل، فضلا عن انضمامه للاتفاقيات والبروتوكولات الاختيارية والتي تجعل المغرب على رأس لائحة البلدان العربية في هذا المجال.
وبشأن الإصلاحات التشريعية، أشار ركبان إلى  مدونة الأسرة، مرورا بقانون الجنسية وتعديل الفقرة الثانية المشؤومة من الفصل 475 المتعلقة بتزويج المغتصبة بمغتصبها، وتنصيص الدستور على إحداث المجلس الاستشاري للأسرة والطفولة، معبرا عن اعتزاز المنظمة  بكون المغرب يعد من البلدان التي صادقت منذ سنوات على اتفاقيات حقوق الطفل وكل البرتوكولات الاختيارية.
هذا ونوه  في هذا الصدد بمصادقة المغرب مؤخرا على البرتوكول الاختياري الملحق الذي يسمح للأطفال  بتقديم بلاغات فردية حول انتهاكات محددة لحقوقهم المنصوص عليها في اتفاقية حقوق الطفل بشأن إشراك الأطفال في المنازعات المسلحة والبروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية حقوق الطفل بشأن بيع الأطفال واستغلالهم في البغاء والمواد الإباحية، حيث “يعد المغرب أول بلد عربي وإفريقي يصادق على هذا البرتوكول”.
لكن هذه المكاسب لا تعني أن النضال قد انتهى، يقول ركبان، بل لازالت منظمة الطلائع مطالبة ببذل المزيد من العمل والجهد في العديد من القضايا، خاصة ما يتعلق بضرورة تشديد العقوبات في حق مقترفي الاعتداءات الجنسية على الأطفال، والعمل على الاهتمام أكثر بالطفولة في وضعية الشارع، والأمهات العازبات القاصرات والأطفال المشغلين تحت السن القانوني للشغل.
وشدد في هذا الإطار أن “منظمة الطلائع يحدوها عزم راسخ وقوي في مواصلة المساهمة في البناء الديمقراطي، وذلك في إطار الدولة الديمقراطية الحديثة ومن أجل تعميق أسس مغرب المؤسسات والعدالة الاجتماعية وخدمة المصالح العليا للوطن والشعب”.

***

قالوا في افتتاح المؤتمر

لحظة متميزة لانطلاق محطة تاريخية جديدة من مسار منظمة الطلائع أطفال المغرب-عزيز بلال-، شكلها الحفل الافتتاحي للمؤتمر الخامس للمنظمة مساء يوم الجمعة الماضي بمسرح محمد الخامس بالرباط، فقد كانت لحظة لإعلان عن انطلاق فعاليات تجديد التنظيم، ولحظة لتقاسم  مع أصدقاء المنظمة والمتعاطفين معها، ومناضليها من مختلف الأجيال مكاسب النضال من أجل الارتقاء بحقوق الأطفال ، وكذا لحظة للتكريم والاعتراف بما تم بذله من جهد وعطاء من طرف رواد الفعل الجمعوي التربوي، وأجيال من مناضلي منظمة الطلائع.
عبد المقصود الراشدي رئيس اتحاد المنظمات التربوية، في كلمة ألقاها في حق منظمة الطلائع، خلال هذا الحفل الافتتاحي، «إن منظمة الطلائع باتت معادلة أساسية في مشهد الحركة الجمعوية الوطنية التي تؤطر الطفولة، وتشكل قيمة مضافة بقيمها والأخلاق والمسؤولية الرفيعة لممثليها ومسؤوليها ، فهي منظمة طلائعية بحق».
ومن جهته،  أكد جمال كريمي بنشقرون رئيس الشبيبة الاشتراكية، في كلمته التي وجه فيها تحية للمنظمة الطلائع أطفال المغرب، بمناسبة انعقاد مؤتمرها الخامس،  على الدور الأساسي والاستراتيجي الذي تقوم به منظمة الطلائع في تأطير الطفولة، داعيا إلى ضرورة إعادة الاعتبار للتعليم العمومي، والعمل من أجل مواكبة قضايا أطفال القرى النائية والبحث عن السبل لمعالجة القضايا الاجتماعية التي باتت تنخر المجتمع.
أما محمد القرطيطي رئيس الجامعة الوطنية للتخييم، والذي ألقى كلمة باسمه محمد الخصاصي، فقد نوه بالعمل الذي تقوم به منظمة الطلائع والتي لها قدرات تنظيمية هائلة والدور الطلائعي داخل الجامعة الوطنية للتخييم، واصفا إياها «بالذرع الداعم للجامعة، والذي ينير المسار الجمعوي».

***

لحظات الاعتراف بالرواد

خلال هذا الحفل، أبت قيادة منظمة الطلائع أطفال المغرب إلا أن تتخلله لحظات من الاعتراف لأصدقاء خبروا الفعل التربوي، وأطروا أجيالا من الأطفال واليافعين والشباب، إضافة إلى تكريم  أجيال من المناضلين. ويتعلق الأمر برئيس اتحاد الجمعيات التربوية، عببد المقصود الراشدي ،ومحمد القرطيطي الذي ناب عنه محمد حجيوي عضو الأمانة العامة للطلائع، وحميد زيان إطار بوزارة الشباب والرياضة، وعبد الحميد الصحراوي إطار سابق بمنظمة الطلائع، فضلا عن رابحة الهاشمي التي ناضلت داخل منظمة الطلائع  في فترة الثمانينات أي بداية التأسيس، ومحمد أبو العينين (إطار سابق في منظمة الطلائع) وحفيظة الطاهري التي تركت بصمة نضالها واضحة داخل  المنظمة ، وكذا سعدون حسن الذي كان مكلفا بالمالية داخل المنظمة. وضمت لائحة التكريمات، أيضا، كلا من حياة متور، ومصطفى بوحسانة، وسعاد يوسي ،حفيظ بوجيدة، رحيمو بوطربوش، وخنوس عبد الحق،  وبهيج عبد اللطيف، وكلاهما من فاس.

Related posts

Top