الخصوم يروجون للوهم…

الجبهة الانفصالية ووراءها النظام العسكري الجزائري الذي يحركها، يجدا نفسيهما لا يخرجان من فشل إلا ليدخلا آخر، وتستمر خيبتهما مقابل ما يتحقق للمغرب من نجاحات ومكتسبات ديبلوماسية وسياسية وقانونية وميدانية.
الفشل الأكبر، في هذا الإطار، أن خصوم المملكة لم ينجحوا في إقناع المجتمع الدولي بمبررات العبث الذي يصدر عنهم، ولم يستطيعوا جعل أحد في العالم يرى هذا»القتال البطولي» الذي يروجون أنهم يخوضونه ضد القوات المسلحة الملكية.
المغرب بقي دائما ضمن التزاماته القانونية مع الأمم المتحدة، وكل الخطوات والقرارات التي يقوم بها تنسجم مع سعيه العام لتحقيق حل سياسي للنزاع المفتعل، وهو بذلك يجسد طبيعته كدولة حقيقية في مقابل عصابة مسلحة يحركها نظام عسكري متكلس وغارق في العتاقة واللادولة.
العصابة الانفصالية ورعاتها في الجزائر هم من يفشلون جهود الأمم المتحدة ومساعيها لإيجاد الحل، وهم أيضا من قرروا التنصل من اتفاق وقف إطلاق النار على مسمع من العالم كله، وهم من اقترفوا التجاوز تلو التجاوز وأوقفوا حركة النقل والتجارة بالمعبر، ومن اخترقوا المناطق العازلة وعمدوا إلى تغيير معالم الواقع، وتبعا لكل ذلك لم يكن أمام المغرب سوى إعمال الحزم الضروري أمام كل هذا العبث.
لقد التزم المغرب بالكثير من ضبط النفس، وخاطب الأمم المتحدة وقوى عالمية مختلفة، وبعد كل ذلك تدخل لحماية حدوده الوطنية، وللدفاع عن مصالحه الأساسية، وبقي في ذلك وفيا لالتزاماته تجاه الأمم المتحدة، ولم يتجاوز صلاحياته القانونية.
اليوم تواصل القوات المسلحة الملكية تأمين الحدود والأرض، وتثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة، وفِي المقابل يستمر خصوم المغرب في الترويج للشائعات عبر الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وتعميم سيناريوهات مفبركة ومتخيلة لوقائع غير موجودة.
ما تقترفه الماكينة الدعائية والدبلوماسية الجزائرية، وما يروجه الانفصاليون، يكشف فعلا درجة الاختناق المتفشية لديهم، والدوخة الكبرى التي تلفهم، وما وصلوا إليه من يأس وإحباط.
المغرب اليوم يسهر على جهد ميداني كبير لتأمين الاستقرار وحرية التنقل والتجارة، فضلا عن المشاريع التنموية والاستثمارية والتجهيزية الكبرى المعلن عنها في الأقاليم الجنوبية، والتي يضعها المغرب ضمن سعيه لتقوية التنمية والتقدم بإفريقيا، ومن أجل تمتين وتعزيز الأمن الإقليمي بشكل عام، وهو الأفق الإستراتيجي الذي تسانده قوى دولية وإقليمية عديدة.
وفِي حين يؤطر المغرب خطواته وقراراته ضمن هذا الأفق المنفتح على مصالح الشعوب ومستقبلها، يصر خصومه على الحسابات القديمة الغارقة في التكلس والجمود ومعادلات الحرب الباردة للزمن الذي فات.
ندرك أن النظام العسكري الجزائري يعاني العزلة الإقليمية والدولية، واحتجاجات الشارع، ولم يعد أمامه سوى مواصلة استغلال صنيعته الانفصالية، والاستمرار في الهروب إلى الأمام، وبرغم توالي الفشل السياسي والدبلوماسي، فهو يمعن في الضغط، ويحرك عصابات تيندوف لخرق القوانين والالتزامات الدولية، واقتراف الاستفزاز ضد المغرب، لكن المغرب يستمر في البناء وفِي توسيع امتدادات الأفق، وفِي نفس الوقت يتصدى بحزم لحماية حدوده الوطنية وسيادته الترابية، وللدفاع عن الأمن والاستقرار…
ولكل هذا يكتفي الخصوم بالترويج للوهم…

<محتات‭ ‬الرقاص

[email protected]

Related posts

Top