الدار البيضاء والقاهرة

تميزت مباريات ذهاب ربع نهاية عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم بالقوة والندية والإثارة، وكل هذه المميزات كانت منتظرة وعكست قيمة الأندية الثمانية إلى درجة يمكن وصف نسخة هذه السنة بالأقوى على الإطلاق.
المباريات الأربعة جرت كلها بمدينتين فقط هما الدار البيضاء المغربية والقاهرة المصرية، واللتان تحولتا إلى عاصمتين لكرة القدم الإفريقية، ليتأكد الثقل الذي أصبحت تمثله شمال إفريقيا في خريطة اللعبة على الصعيد القاري، بتواجد ستة فرق تنتمي لثلاث دول فقط وهي المغرب ومصر وتونس.
أما الفريقان اللذان أكملا العدد فهما تي.بي. مازيمبي الكونغولي الذي واجه فريق الرجاء البيضاوي وخسر في مباراة قدم فيها الفريق المغربي مباراة مثالية على جميع المستويات، بينما رحل ماميلودي صانداوز الجنوب إفريقي إلى القاهرة حيث واجه الأهلي وخسر هو الآخر بنفس الحصة، إصابتان لصفر.
عرفت مباريات هذا الدور حضورا جماهيريا كبيرا ضاقت به مدرجات ملعبي مركب محمد الخامس وسطاد القاهرة الدولي، وهى قيمة أخرى تنضاف إلى المميزات العديدة التي تحفل بها كرة القدم بالبلدين، وإن كانت الحصيلة على مستوى الألقاب تعطي الأفضلية لبلاد الفراعنة بفارق كبير، يلغي أي وجه للمقارنة.
وكالعادة، فإن جمهوري الرجاء والوداد كانا في الموعد، حضورا وتأثيرا ومستوى لافتا من حيث التشجيع والمساندة والإبداع المثير التقدير والإعجاب، والدافع الأساسي للفريقين معا وهو ما شهد به مدربا مازيمبي ونجم الساحل في التعليقات التي أعقبت مباراتي الجمعة والسبت.
والمثير في أوجه التشابه في انتصار الفريقين البيضاويين أن التفوق جاء بنفس الحصة وبنفس الإقناع، والأكثر من ذلك عن طريق الضربات الرأسية، “الوحش” الكونغولي بين مالانغو والعميد بدر بانون للرجاء، في حين تكلف محمد الناهيري العائد لصفوف الوداد بالأمر في مناسبتين.
الأسبوع القادم سيرحل الفريقان معا إلى كل من لومومباشي وتونس العاصمة، للدفاع عن امتياز الذهاب، في مهمة لا يمكن القول إنها ستكون سهلة أو في المتناول، والصعوبة ستكمن في إصرار مازيمبي ونجم الساحل على تجاوز فارق الهدفين، وهو أمر مقدور عليه في حالة واحدة فقط ، ألا وهي ترك الفريقين المغربيين المبادرة لأصحاب الأرض والسماح بممارسة الضغط منذ البداية.
وهذا ما على المدربين جمال السلامي وخوان كارلوس غاريدو تفاديه، وعدم قبول أسلوب الاكتساح والإرهاق والضغط العالي، وذلك بتطبيق تكتيك مغاير لما هو مألوف، والسعي لمباغتة الخصم بعقر داره، فهدف خارج الديار سيكون وزنه ذهبا.

محمد الروحلي

Related posts

Top