الدكتور الطيب حمضي: مازال بإمكاننا تفادي الأسوأ

قال الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، إن الوجه الجديد للوباء شرس، وكذلك عواقبه وتداعياته، داعيا إلى ضرورة العمل من أجل “تجنب هذا الوضع الذي أصاب عدة دول في مقتل وشل الحياة فيها، وموجها نداء إلى المواطنين المغاربة بقوله “دعونا نعمل بجد الآن لتجنب الأسوأ من حيث الحالات الحرجة والوفيات والضغط على المنظومة الصحية، وعدم تعريض الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي للخطر الذي نعول عليه كثيرا في فصل الصيف”.
وأبرز حمضي، ضمن مقالة توصلت بها بيان اليوم، أن الوضع الوبائي في فرنسا كان مستقرا وتحت السيطرة لمدة 10 أسابيع، وكانت حملة التطعيم متقدمة جدا حينما انتشرت الموجة الجديدة للمتغير الوبائي. وكذلك الشأن بالنسبة للبرازيل وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وايرلندا والبرتغال وفرنسا ودول أخرى في وسط وغرب أوروبا التي تعمها “الفوضى”، ما دفع سلطاتها إلى اتخاذ تدابير تقييدية صارمة وحجر صحي عام مع إغلاق المدارس في الكثير منها لوقف تفشي السلالات الجديدة.
وتساءل قائلا: “هل هذا السيناريو الأوروبي يمكن منعه؟”. وحذر من أن “خطر رؤيته يتكرر فينا محتمل للغاية، لكن إمكانية تجنبه ليست ممكنة فحسب بل ضرورية”.
وحسب حمضي، فقد أدى انتشار متغيرات الفيروس، والمتغير البريطاني بشكل أساسي، إلى زيادة هائلة في الحالات الجديدة، وبالتالي الزيادة تلقائيا في عدد الحالات الشديدة وسط الصغار والكبار.
وأبرز أن هذا المتغير معدٍ بنسبة 60٪، وفقا لعدة دراسات. كما يشتبه بشكل متزايد في أنه أكثر ضراوة وأكثر خطورة من السلالة الكلاسيكية. وأشار أن دراسة حديثة كشفت أن المتغير البريطاني أكثر خطورة وأكثر فتكا بنسبة 64٪، وبالنسبة لـ1000 حالة تم اكتشاف إصابتها بهذا المتغير، فإنه تسبب في 4.1 حالة وفاة، مقابل 2.5 حالة وفاة بالنسبة لفيروس كورونا التقليدي.
واستند حمضي إلى دراسة باللغة الإنجليزية نشرت في نهاية عام 2020، خلصت إلى أن معدل الإصابة بالفيروس مرة ثانية سيكون 0.7٪ مقابل 0.11٪ بالسلالة الكلاسيكية.
واعتبر حمضي أن الوضع الوبائي ببلادنا مستقر وتحت السيطرة لمدة تزيد عن 10 أسابيع، وحملة التلقيح متقدمة، لكنه نبه إلى أننا “ما زلنا بعيدين عن المناعة الجماعية”، على حد قوله.
ولتحقيق هذا الهدف، وتجنب السيناريو الأوربي، دعا الدكتور حمضي المغاربة إلى مزيد من الاحترام السليم والصارم للإجراءات الحاجزية، من خلال استعمال الكمامات بشكل سليم، التباعد، تطهير اليدين، تجنب الازدحام وتهوية الأماكن المغلقة، احترام التدابير الترابية، وتجنب السفر غير الضروري، والتجمعات العائلية وغيرها، والامتثال الصارم للعزل من قبل المرضى الذين ثبتت إصابتهم والمخالطين.
وشدد حمضي على أن “الأسابيع المقبلة ليست مناسبة للتراخي، فحياتنا وصحتنا وسلامة منظومتنا الصحية واعادة فتح اقتصادنا، ومدارسنا، وحياتنا الاجتماعية، وسياحتنا في أشهر الصيف متوقفة على سلوكنا اليوم.. كل الحذر واليقظة لتجنب موجة شرسة، وتجنب تدابير ترابية أكثر تشددا، من أجل السماح بانتعاش واسع في أشهر الصيف”.

Related posts

Top