الدورة الخامسة والعشرون لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط

عرض يوم أمس فيلم “التمرد الأخير” للمخرج الجيلالي فرحاتي.
الفيلم الذي تبلغ مدته الزمنية 94 دقيقة، وذلك في إطار العروض الخاصة بالمسابقة الرسمية للأفلام الطويلة برسم الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، وهو من بطولة كنزة صلاح الدين، حكيم نوري، فلورنس رومان الرايس، يونس بنشاقور، فريد الركراكي، خديجة علوش، سناء حمياني، أحمد بلخدير.
يحكي الشريط قصة أيمن، فنان نحات يبلغ من العمر 60 سنة، يلتقي بوفاء، وهي شابة في الخامسة والعشرين من عمرها تبحث عن شقيقها المفقود. أيمن ممزق بين حبه المستحيل لهذه الشابة وعلاقته القوية بزوجته سهى التي تعيش في دار للعجزة فاقدة للذاكرة.
في هذا الفيلم يعود مرة أخرى فرحاتي لملامسة موضوع الاعتقال، وان لم يكن هو المحور الأساسي للفيلم، لكن هناك إشارة لاعتقال البطل في سجن تازممارت حيث أشار المخرج من خلال ذاكرة البطل الى ظروف الاعتقال وما ترتب عنها من اثار نفسية وجسدية.
وان كان فرحاتي قد ابدع في فيلم ” الذاكرة المعتقلة” فان فيلمه الأخير لم يقدم حبكة سينمائية قوية، بالرغم من المجهودات التي بذلها حكيم النوري الذي شخص دور البطولة في الفيلم، حيث عانى الشريط خاصة في وسطه من بعض الرتابة. كما قدم الشريط لمحة عن واقع السجن في المغرب اليوم، من خلال تتبع جوانب حياة احد السجناء.

“الميمات الثلاث، قصة ناقصة “

وعلى مدى 120 دقيقة من العرض، يسرد المخرج سعد الشرايبي من خلال فيلمه “الميمات الثلاث، قصة ناقصة ” قصة عن الصداقة والحب اللذين يتحديان الاختلافات والهويات، عبر رحلة تاريخية تعبر العقود الستة الأخيرة من تاريخ المغرب والعالم العربي.
ويتتبع المشاهد، عبر هذا الفيلم، مسيرة ثلاث أصدقاء، مليكة ومويس وماثيو، ازدادوا ثلاثتهم في نفس اليوم وفي نفس المدينة ونفس الحي، الأولى مسلمة والثاني يهودي والثالث مسيحي، وتربطهم صداقة متينة على الرغم من أوجه الاختلاف بينهم.
إلا أن التطورات السياسية التي تعيشها مختلف أنحاء العالم ستفرق بينهم، حيث سيغادر مويس المغرب متجها إلى إسرائيل، فيما يأخذ ماثيو وجهة فرنسا، ثم شاءت الأقدار أن يجتمع الثلاثة من جديد، محاولين الوفاء بالعهـد الذي قطعوه على أنفسهم، بالرغم من الأحداث الصاخبة التي تمور بها تلك الحقبة، والتي كان لها الأثر الشديد والعنيف في بعض الأحيان في بروز اختلافات بينهم.
ويتعرض سعد الشرايبي في هذا الشريط للأسباب التاريخية التي شكلت شرارة ما سمي ” الربيع العربي “، راصدا الأحداث الصاخبة التي عاش على وقعها العالم منذ خمسينيات القرن الماضي، ومنها على الخصوص الهجرة وقضية البترول والصراع العربي الإسرائيلي.
وقد أنجز سعد الشرايبي العديد من الأفلام والأشرطة الوثائقية حول مواضيع اجتماعية وتاريخية مختلفة.
وحاز على ما يفوق 20 جائزة في مهرجانات وطنية ودولية، وشارك في العديد من لجان التحكيم بصفة عضو أو رئيس لعدد من المهرجانات السينمائية الوطنية والدولية.
وعرفت المسابقة الرسمية الخاصة بالأفلام الطويلة مشاركة أعمال سينمائية أخرى، وهي فيلم “توقف” لطونيا مشيالي، وفيلم “يوم أضعت ظلي” لسؤدد كعدان، وفيلم “سييل” لغيوم جيوفانيتي وكاغلا زنسرسي، وفيلم “التقارير حول سارة وسليم” لمؤيد عليان، وفيلم “الضيف” لهادي باجوري، وفيلم “النادل” لستيف كريكيس، وفيلم “بلا نهاية” لسيزار إستيبان أليندا، وفيلم “إدمان الأمل” لغدواردو دي أنجليس، والفيلم الفلسطيني “مفك” لمؤيد عليان، وفيلم “معاركنا” لغيوم سنيز..
هذا، وكما جرت العادة، خصص مهرجان تطوان الدولي للسينما المتوسطية، في دورته الحالية، برمجة خاصة ومتنوعة لصالح أطفال المدارس، وذلك من خلال عرض اربع أفلام عالمية للرسوم المتحركة.
وتم تقديم هذه العروض بمسرح سينما اسبانيول يوميا، ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال.
حيث تم عرض فيلم “النبي” لروجي الير وطوم مور، الذي صدر سنة 2015 وتقديم العرض السينمائي الموسيقي “العالم المجهري، الحياة الخاصة للحشرات”، بشراكة مع المعهد الفرنسي، والذي تم انجازه سنة 2012، وفيلم “السلحفاة الحمراء”، لمايكل دودوك دي وايت، وهو اخر اعماله لسنة 2016، وكان آخر ما تم عرضه شريط “حياتي في صورة يقطين”، للمخرج كلود باراس، والذي تم انتاجه السنة الماضية.
من أجل تشجيع الأطفال على الانفتاح على الثقافة السينمائية ، إذ يخصص المهرجان في كل دورة من دوراته حيزا كبيرا من برنامجه العام للتكوين والورشات، وللتأطير والمحاضرات والدروس النظرية في مجال السينما، يستفيد منها جمهور الأطفال والشباب، من تلاميذ وطلبة.

> مبعوث بيان اليوم إلى تطوان: سعيد الحبشي

Related posts

Top