الدورة السابعة عشر لـمـهــــرجان موازين بالرباط وسلا

تختتم مساء يومه السبت عروض الدورة السابعة عشر لمهرجان «موازين.. إيقاعات العالم» التي تسهر على تنظيمها جمعية مغرب الثقافات والتي امتدت من الثاني والعشرين يونيو.
أزيد من أسبوع حافل بالعروض الغنائية لنخبة كبيرة من الفنانين القادمين من مختلف القارات.
على غرار الدورات السابقة، اتسمت هذه الدورة بتنوع الإيقاعات والاتجاهات الموسيقية، حيث دأب المنظمون على الانفتاح على كل الفنون الغنائية، سواء ما يتصل منها بالحاضر أو ما يدخل في خانة تراث الشعوب.

الفنان البريطاني جاميروكواي: السفر في رحاب أنغام الفانك والغروف والبوب والإلكترو

قدم الفنان البريطاني جاميروكواي، صاحب أزيد من 35 مليون ألبوم مباع، خلال ثالث أيام مهرجان موازين – إيقاعات العالم، عرضا احتفاليا على منصة السويسي سيظل موشوما في ذاكرة عشاقه.
خلال أزيد من ساعة ونصف، قدم جاميروكواي، أفضل أغانيه منها: “وين يو غونا ليرن ؟” و”سبايس كوبوي” و”كوسميك غيرل”، وبالفعل، نجح في السفر بجمهور متعطش للقائه في رحاب أنغام الفانك والغروف والبوب والإلكترو.
وشهدت منصة النهضة حفلا للفنان ملحم زين الملقب بـ”الريس” أحد الأصوات اللبنانية الطربية الأكثر تقديرا، حيث قدم، بموهبة كبيرة، مختارات من أغانيه المستوحاة من الفولكلور اللبناني مع مزيج من البوب والفانك والأغاني الشعبية الشرق أوسطية، تلته الفنانة السورية رويدة عطية خريجة النسخة العربية من برنامج المواهب “سوبر ستار”. وبالمسرح الوطني محمد الخامس، فقد كان الجمهور ذاته، على موعد مع فرقة “بابيلون” الجزائرية التي تأسست سنة 2012 بقيادة المغني وكاتب الكلمات محمد جمال.
وتعد أغاني بابيلون رمز تجديد الموسيقى الجزائرية، استلهمت من الموسيقى المحلية الجزائرية، حيث تمزج بين التأثيرات الأندلسية والعربية والمتوسطية والشرقية والإفريقية، كل ذلك من أجل إمتاع أكبر لجمهور المهرجان.
وسحرت لاس مارافيلاس من مالي، الجمهور بأنغام الرامبا المستوحاة من موسيقى السود بكوبا، بمنصة أبي رقراق، وقدمت ترنيمة إفريقية لأوركسترا يخلط إيقاعات كوبية رائعة مع التقاليد الموسيقية للقارة.
وفي الوقت ذاته، كانت أكبر النجوم في سماء الأغنية المغربية تلمع بمنصة سلا، حيث قدمت مجموعة ناس الغيوان أشهر أغانيها التي رددها معها حشد استثنائي، تلاها حسن بوسو الذي اشتهر بالأغاني الكناوية، بأسلوب والده المرحوم المعلم حميدة بوسو، في حين أبان الفنان الشاب طارق فريح، المتوج باستوديو دوزيم، عن جدارته بالمتابعة في المغرب.
ولتقريب ومعانقة الثقافات البعيدة، أتاح موازين للجمهور فرصة اكتشاف إيطاليا على منصة فضاء شالة التاريخي، حيث استعرضت باتريسيا لاكيدارا، مرفوقة بموسيقيين اثنين، بسعادة كبيرة، الموسيقى التقليدية من “البوت” إلى الجاز والموسيقى المعاصرة.
ولم يغفل مهرجان موازين إمتاع ساكنة العدوتين، حيث عاشت شوارع مدينة الرباط على إيقاع المجموعات والفرق المغربية مع عروض “غروب دو سولاي”، فرقة تم تأسيسها سنة 2012 من قبل فنانين شباب من سلا وتتألف من متخصصين في الأكروبات، وممن يتقنون فن المشي على السيقان الطويلة، استفادوا من تكوين في المدرسة الوطنية لسيرك شمسي.
كما قدمت فرقة تايمين بويز، التي تم تأسيسها بسلا، عرضها بمشاركة العشرات من العازفين على الطبول على أنغام السامبا والهيب هوب والسالسا والهاوس والشعبي.

*****
المغنية الإيطالية باتريسيا لاكيدارا تحيي روح فضاء شالة الأثري

بصوتها الآسر، أعادت المغنية الإيطالية باتريسيا لاكيدارا إحياء روح ورونق فضاء شالة الأثري.
بصوتها الساحر نجحت لاكيدارا في تطويع الألحان من خلال أسلوب فني ي بحر في ريبيرتوار الموسيقى الشعبية والتقليدية المشتركة لثقافة وحضارات شعوب البحر الأبيض المتوسط، راسمة لوحة كوريغرافية حافلة بالمعاني التاريخية والكونية.
حتى العصافير تحلقت على الشجر تتأمل معزوفات خلابة نسجها الصوت الذهبي للديفا الإيطالية، محفوفة بالقيثيارة الكلاسيكية لدانييل سانتيمون، وأنريكو تريانيولي على آلة الباس.
أمام جمهور عالي الحماسة، سافرت المغنية الإيطالية كثيرا، وأثرت في كل محطة خصائص ريبيرتوار وموسيقى البلد الذي تحط به الرحال، سفر كان في كل مرة مرآة عاكسة لموهبتها الفذة، ثقافتها الفنية الواسعة وقدراتها على الآداء، من خلال أغان ك “روز”، “سكامبيو”، “كانت غيت يو أوت أوف ماي هيد” للفنان الأسترالي الشهير كايلي مينيوغ، إلى جانب أغان قامت بترجمتها عن لغات عديدة. بسحر فني عال تنبض به الفنانة الإيطالية، صدحت ثقافات عديدة متخمة بتراث ومشاعر وتعبيرات موسيقية وقيم مشتركة. تراث مشترك، ترجمته بروعة، وأكدت تجذرها في التاريخ المشترك في البحر الأبيض المتوسط.
وأتاحت ابنة جزيرة صقلية، الفرصة لجمهور مهرجان موازين، للتمتع بإيقاعات آلات العازفين المتمرسين “دانييل سانتيمون” و”إنريكو تيرانغولي” تحت تصفيق الجمهور المولع بجمال الموقع، والصوت الإيطالي الساحر وعازفي القيثار.
في ثوبها العائم، تحركت الفنانة الإيطالية برشاقة على إيقاع أوتار القيثارات، وفسرت كل أغنياتها بكلمات مقتضبة، بشغف باد، قبالة جمهور متعطش، مولع بالصوت الملائكي أحيانا والطربي أحيانا أخرى.
ابنة صقلية تركت المجال أيضا لجمهور موازين، للاستمتاع بالعزف الاحترافي دانييل سانتيمون وأنريكو تيرانيولي.

*****
الفنان البريطاني جاميروكواي:

أكثر من عرض مبهر، غناء، عزفا وأداء، كان الفنان البريطاني جاميروكواي في الموعد، وقدم حفلا عالميا على إيقاعات الفانك والبوب والجاز، بمنصة السويسي.
“سلام موروكو، هيلو بيبول” هكذا استقبل جاي كاي الجمهور المغربي، قبل أن يفتتح حفلا عاجا بالحركة والإيقاعات، محفوفا بخمسة عازفين وكورال نسائي يتمتع بحرفية فنية عالية.
لما يقارب الساعتين ألهبت هذه المجموعة، بقيادة جاي كاي الذائع الصيت، حماسة جماهير غصت بها جنبات منصة السويسي، هذا الفضاء الذي أضحى وجهة لألمع نجوم العالم، بلا منازع .
أغنية تلو الأخرى، لم يكن هذا النجم البريطاني يتوقف إلا لأخذ جرعة ماء، يذرع المسرح جيئة وذهابا في حماس ظاهر، يتفاعل مع الفرقة الموسيقية حينا، ومع الجماهير حينا آخر، م رددا “سعيد بالتواجد هنا.. شكرا على حضوركم” .
وهكذا قدم جاميروكواي، الذي كان يرتدي قبعة غريبة من وحي الإلكترو، باقة من أشهر أغانيه بدءا بـ”كوسميك غيرل” الأكثر طلبا من قبل الجمهور، “ناو وي آر ألون”، و “يو غيف مي سامثيتغ”، و”وين يو غانا لورن” وغيرها من إبداعاته الموسيقية .
لقاء جاميروكواي كان الأول من نوعه بالجمهور المغربي، لكنه لن يكون الأخير لا محالة، حظي بتجاوب كبير، وتفاعل باد مع لون موسيقي من بين الأكثر شيوعا في العالم.
وكان النجم البريطاني قد أعرب في لقاء صحفي قبيل هذا الحفل عن حماسته للقاء الجمهور المغربي، ولم يخلف الوعد الذي أعطاه بتقديم حفل عالمي، معتبرا أن الغناء في مهرجان موازين إيقاعات العالم ، “محطة هامة” في الأجندة الفنية للمجموعة.
وتمكن جاميروكواي بفضل شخصيته الكاريزمية وفرقته المتمرسة في العزف على القيتارة والكمان وآلة الباس والأورغ، من فرض أسلوبه المتميز، إذ عكس هذا النجاح مبيعات هذا الفنان ومجموعته والتي بلغت أزيد من 35 مليون ألبوم عبر العالم مما زاد من ألقه ووسع رقعة محبي فنه .

*****
المغني الجزائري أمين جمال: موازين مهرجان لا يمكن وصفه

أكد مغني الفرقة الجزائرية بابيلون، أمين محمد جمال، أن مهرجان “موازين إيقاعات العالم”، مهرجان” فريد” و”لا يمكن وصفه”.
وأعرب المغني الجزائري، خلال ندوة صحفية، في إطار فعاليات المهرجان، عن مدى سعادته، و”فخره الكبير” بالمشاركة رفقة فرقته بحدث هام من هذا الحجم، مؤكدا أنه “انتظر منذ مدة طويلة بفارغ الصبر” المشاركة في هذا الحدث الثقافي البارز.
وفي رده على سؤال حول اعتقاد الكثير من المغاربة، بأن فرقة بابيلون هي مجموعة مغربية، أبرز أمين إن “البلدان المغاربية كلها متشابهة، وتتقاسم اللغة والثقافة نفسها”، مضيفا أن ” موسيقيا، أنا مغربي، وجزائري، وتونسي، ومصري”.
وبخصوص أغنيته الأكثر انتشارا ونجاحا “زينة”، أكد أمين أنه كان متفاجئا بهذا النجاح الكبير، معترفا بمدى صعوبة تحقيق هذا المستوى من النجاح، لكنه سيواصل الاجتهاد والعمل في المنحى نفسه.
وفي حديثه عن التعاون المشترك مع فنانين مغاربيين آخرين، قال أمين أنه “منفتح على جميع الألوان الموسيقية”، مشيرا إلى أنه في صدد التحضير لعدة أغاني بتعاون مع فنانين آخرين، والتي سيتم الإعلان عنها فور إتمامها.
يذكر أن فرقة بابيلون الجزائرية التي رأت النور سنة 2012، تضم بالإضافة إلى المغني وكاتب الكلمات أمين محمد جمال، كلا من عازفي القيثارة رحيم الهادي، و رمزي عيادي ورفيق الشامي، وقارع الطبول فؤاد توركي وعازف آلة الباص رضوان نيهار.

****
تنوع الموسيقى المغربية يؤسس قيم التعايش وتلاقح الحضارات

أكدت المغنية اللبنانية الشابة، هبة طوجي، بالرباط، أن الاختلاف والتنوع الذي يطبع الموسيقى المغربية يؤسس لقيم التعايش وتلاقح الحضارات التي تستضيفها منصات مهرجان موازين إيقاعات العالم كل سنة.
وأوضحت طوجي، خلال مؤتمر صحفي عقدته في إطار فعاليات الدورة السابعة عشر للمهرجان، أن مهرجان موازين يعتبر من أهم المهرجانات على المستوى الدولي التي تستقطب مغنيين وفنانين من مختلف بقاع العالم في قالب يجمع كافة الحضارات والثقافات التي تنادي على أرض المغرب بقيم التسامح والتعايش.
وقالت إن الموسيقى المغربية تنهل الكثير من الثقافة الغربية والأجنبية وتبقى مشبعة بجذورها العربية، مسجلة أن هذا المزيج والتنوع الذي تتسم به الموسيقى المغربية يحافظ على الحضارة العربية ويخلق هوية خاصة.
وأضافت أنه بالرغم من أنها المرة الأولى التي تلتقي فيها بجمهور موازين، إلا أن الحفلات التي أقامتها سابقا بالمغرب كانت حفلات ناجحة لاقت تفاعل الجمهور المغربي رفيع الذوق والمتعطش لاكتشاف ثقافات جديدة والتواصل مع عوالم عديدة.
وبخصوص مشاركتها ببرنامج “ذا فويس” النسخة الفرنسية، أكدت الفنانة اللبنانية الشابة أن هذه المشاركة شكلت منعطفا حقيقيا في حياتها المهنية ولحظة هامة في انتشارها أكسبتها شهرة في العالم العربي، إلا أنه، تقول هبة، الفنان الذي يؤمن بفنه ويحترم عمله ويستميت في إنجاحه سيحقق لا محالة الشهرة التي ينشدها.
وعن جديدها تحدثت هبة عن سهرات فنية بتونس بكل من صفاقس والحمامات وعن جولة لتقديم المسرحية الغنائية “نوتر دام دو باريس” بكندا تستمر لشهرين ونصف ثم عن انتهائها من تصوير فيديو كليب بمناسبة مرور سنة على السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة.
من جانبه قال الموسيقي والملحن والمخرج اللبناني أسامة الرحباني ، إن أول مزيج فعلي ناجح للحضارات عبر التاريخ تترجمه الحضارتان المغربية والإسبانية سواء من حيث تداخل اللغة أو الموسيقى أو العادات والتقاليد أو الهندسة المعمارية، موضحا أن المغرب هو البلد الوحيد الذي يشهد تنوعا ثقافيا وانفتاحا على باقي الثقافات منقطع النظير.
وأكد الرحباني من ناحية أخرى أن الفنانة هبة طوجي كانت مميزة منذ البداية فهي فنانة ذكية ومثقفة ، لديها حضور على المسرح وواثقة من اللون الذي تقدمه، مشيرا إلى أن فرنسا شكلت أفقا لهبة منحها الفرصة لأداء دور إزميرالدا في رائعة فيكتور هيغو على المسرح وكذا ترشيحها لأداء شريط يروي حياة الراحلة داليدا.
*****
الفنان المصري محمد حماقي: المغرب بلد الفن والفنانين

صرح الفنان المصري محمد حماقي، أن المغرب يعد “بلد الفن والفنانين”، مؤكدا أن “المغرب بلاد ولادة”.
وأوضح حماقي، خلال ندوة صحفية عقدت لتسليط الضوء على مشاركته في مهرجان موازين – إيقاعات العالم، بإحيائه بمنصة النهضة حفلا موسيقيا رفقة الفنانة بوسي، أن المغرب يزخر بأصوات جميلة وخامات فريدة من نوعها، ذاكرا في هذا السياق الأصوات المغربية التي أتحفت الجمهور العربي خلال برنامج “ذي فويس”.
وعن مشاركته في مهرجان موازين هذه السنة، أعرب الفنان المصري عن سعادته بالغناء للمرة الثانية على منصة موازين، التي يكن لها ولجمهورها، وللجمهور المغربي عامة، الكثير من الحب والتقدير.
وبسبب حبه الكبير لكرة القدم، حازت فعاليات كأس العالم 2018 المقامة حاليا بروسيا، وخاصة مشاركة المنتخبات العربية في هذا الحدث الكروي البارز، على حصة كبيرة من هذه الندوة، حيث عبر حماقي عن إعجابه الكبير بالمنتخب المغربي وبالأداء البطولي لأسود الأطلس، معتبرا أن الحظ لم يكن بجانب المنتخب المغربي الذي كان “الأفضل في المبارتين”.
وعن جديده، قال حماقي، إنه يعمل على وضع اللمسات الأخيرة لألبومه الجديد، الذي سيخرج قريبا، لكنه لم يستقر بعد على اسم للألبوم، الذي تعامل فيه مع عدة أسماء كبيرة مثل عمرو مصطفى ومحمد يحيى، بالإضافة إلى أسماء شابة بهدف التجديد وإعطاء فرصة للمواهب الشابة.
وأعلن الفنان المصري المتعدد المواهب، عن تحضيره لمشروع سينمائي قريب، دون الإفصاح عن تفاصيل بشأن هذا العمل.

*****

بعض من عراقة فن الفلامينكو الإسباني:

نغمات غيتار نسجتها أنامل ذهبية غاية في الحرفية، بعض من عراقة فن الفلامينكو الإسباني، امتزجت بزخم طاغ لتاريخ فضاء شالة الأثري.. أجواء مفعمة بالجمال في حفل أمير جون حداد الملقب بـ”الأمير”.
على إيقاعات متقنة تجولت جماهير موازين بين شوارع غرناطة، قرطبة وقاديس، معالمها، حواريها الضيقة، في سفر فني أعاد مد جسور التواصل بين ضفتي الأندلس.
“أولي أولي” تعالت الصيحات وتوالت الأغنيات، وترى “الأمير” متنقلا بين الغيتار والعود وآلة البوزوكي التركية، في تفاعل خيالي وحرفية عالية.
هذه الجذبة الموسيقية المتفردة لم تكن لتبلغ أوجها لولا حضور مطربة الفلامينكو إيفا دوران، مع صوتها الجهوري المدوي، تراقصت جدران فضاء شالة الأثري، وكأنها تقتنص لحظات فرح لن تتكرر.
“غران أهيلا” “سوليا بور بولرياس” كومو بيدا ميا” “أندلسيا خيريس” أو “نويبي غيتاراس”، توليفة من أغان تقليدية إسبانية تحتفي بمعان الوجد والفراق، الحياة والوطن والأرض.
وتخليدا لحضوره في موازين، أدى الأمير رفقة إيفا والعازف كيكي طيرون، أغنية “بنت الشلبية” حملت رسائل حب “زريابية” لشمال إفريقيا وبلاد فارس.
أمير حداد الذي سبق وأن أحيى حفلات في المغرب، أعرب عن سعادته بالمشاركة في مهرجان عالمي كموازين. وهو عازف بارع على الغيتار والعود وآلة البوزوكي التركية والساز.
وولد أمير حداد بألمانيا سنة 1975 من أم كولومبية، قبل أن ينتقل للعيش في إسبانيا، حيث تشبع بحب الفلامينكو والتعابير الغنائية الإسبانية.
*****
على إيقاعات موسيقى التانغو:

وكان المسرح الوطني محمد الخامس، فضاء لعرض ممتع على إيقاعات موسيقى التانغو، أحياه، ببراعة، عازف القيتار الأرجنتيني فيرناندو بابلو إيكوزكو.
هذا العازف الذائع الصيت بذل ما بوسعه لإسعاد الجمهور الرباطي وزوار عاصمة المملكة، بحفل امتزج فيه التانغو الكلاسيكي والميلونغا والإلكترو تانغو بشكل رائع .
وإذا كان حضور الراقصين شرطا أساسيا لاكتمال احتفالية التانغو، فقد كان بابلو إيكوزكو محفوفا بثنائي قدم عرضا احترافيا في الرقص على أنغام التانغو، ألهب الجمهور بطاقته الطاغية وانسجامه العالي.
وهكذا، استعادت المجموعة أغان لأشهر أعلام التانغو الأرجنتيني ، بدءا بالملحن أسطور بيازولا من خلال “أطونيو بورتينيو” و”ليبيرتانغو”، والأيقونة كارلوس غارديل، قبل الانتقال إلى الإيقاعات البهيجة لـ”الميلونغا”، إرضاء لجمهور متعطش يضم بين صفوفه مهاجرين أرجنتينيين وبعض عشاق هذا الفن الذي صنفته اليونسكو، قبل سنوات، موروثا ثقافيا للإنسانية بمبادرة مشتركة بين الأرجنتين وجارتها الأوروغواي .
وساهمت آلات القيتارة والباس ، كل على طريقتهما ، في هذه الاحتفالية الأرجنتينية، الغنية بالإيقاعات والأحاسيس .
ولم تقتصر فقرات الحفل على كلاسيكيات التانغو، بل برعت المجموعة في أداء باقة من أفضل أعمالها منها “سيتواسيونيس”، و “ألفونسيا أي إلمار”، و”سيردوس”، و”فانتاسياس إيبيريكاس”، و”لاغريماس دي سيرا” أو “فيخوس أيريس”، قبل أن تختتم بـ”برازيل”.
إحدى اللحظات المرحة في الحفل عندما سجل المنتخب المغربي لكرة القدم الهدف الثاني في مباراته ضد منتخب “لاروخا” في كأس العالم. في هذه اللحظة أبى عازف القيتار الأرجنتيني إلا أن يتقاسم الفرحة مع الجمهور المغربي الذي اعتقد أن المباراة انتهت بانتصار منتخب بلاده.
ويعتبر فيرناندو بابلو إيكوزكو المزداد ببوينوس أيريس بالأرجنتين سنة 1959، من أشهر العازفين على القيتارة، وساهم في إخراج فرق أرجنتينية عديدة إلى الوجود.
وطوال مشواره الفني، قدم هذا الفنان أعمالا لاقت نجاحا وإقبالا كبيرين لدى الجمهور.
ومن خلال دمجه بين الإرث الموسيقي الكلاسيكي وبعض من موسيقى الجاز والموسيقى المعاصرة، نجح بابلو إيكوزكو في تقديم نوع موسيقي متفرد وحصري في الآن ذاته، وهو نجاح حقق من خلاله انتشارا في القارات الخمس، وأحيى حفلات عبر العالم.

*****
فرقة “تشيغي” والفنان الجامايكي “كرونيكس”: صوت قرع الطبول ووقع الإيقاعات الإفريقية الجامحة

وقدمت فرقة “تشيغي” والفنان الجامايكي “كرونيكس”، بمنصة “أبي رقراق”، حفلا فنيا جعل الجمهور يتفاعل مع صوت قرع الطبول ووقع الإيقاعات الإفريقية الجامحة.
فقد قام الثنائي “تشيغي” المكون من فاتي وداكو والقادم من باريس، بظهور مذهل على المسرح أخذ على حين غرة الحضور الذي لم يتوقع بداية عرض مذهلة بل ملفتة للنظر .
بما لا يقل عن اثنين من الطبول والعديد من آلات “الكونغا”، أرعشت المجموعة الضفة الشرقية لنهر أبي رقراق، وحملت الجمهور العاشق لهذا اللون الموسيقي على التجاوب وتأدية رقصات مجنونة .
وأسرت فاتي، من جانبها، لب الجمهور بطاقتها الكبيرة وروحها المفعمة بالحيوية، غير آبهة مطلقا بمكبرات الصوت المدوية تحت وقع قرع الطبول.
“تشيغي” ، و”وين يو واك” و”موانابوتو”، بعض الأغنيات التي تم تقديمها من قبل هذا الثنائي أمام جمهور منبهر بما يسمعه من موسيقى ، فاختتم حفله الساهر بأغنية “سورفايفر” ، الأكثر شهرة على الإطلاق. لحظة سكون عاشها الجمهور، بالكاد التقط خلالها أنفاسه، ليهتز من جديد على إيقاعات “كرونيكس” المحمومة، التي تحمل بين طياتها أحاسيس حقيقية من الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي.

بصوت متكامل وإتقان فريد لفن “الريغي”، انتزع الفنان الجامايكي، منذ صعوده على المسرح، صيحات وهتافات الجمهور المتشوق والمتعطش للاستماع إلى أعماله الناجحة من قبيل “لايكس” أو “آي كان”.

*****
كوكتيل مشوق وفريد:

وكان جمهور الأغنية الشرقية، على موعد، مع كوكتيل مشوق وفريد، جمع بين فنان الرومانسية المصري محمد حماقي، ومواطنته الفنانة الشعبية بوسي، في حفل عاشت فيه الجماهير الحاضرة مزيجا من الأحاسيس الجياشة، والإيقاعات الحماسية.
ابتدأ الحفل بصعود المطربة الشعبية بوسي على منصة النهضة، وقدمت مجموعة كبيرة من أجمل أغانيها، والتي تفاعل معها الجمهور بالرقص والغناء.
وافتتحت بوسي الحفل على إيقاع أشهر أغانيها، “آه يا دنيا”، الذي لاقى نجاحا منقطع النظير في المغرب والعالم العربي، لتقدم بعدها جملة من الأغاني الحماسية التي ألهبت المسرح وخلقت أجواء احتفالية بامتياز . ومن أبرز الأغاني التي قدمتها “دلعني”، و”لو في منك مرة كمان”، و”إجازة”، و”مش مهم”، و”حط إيدو”، و”شكلاطة”، وغيرها من الأغاني المصرية الشعبية.
كما قدمت الفنانة المصرية التي عبرت عن سعادتها الغامرة بالمشاركة في موازين ، أغنية “جنة جنة”، التي أهدتها للمغرب وللشعب المغربي.
واستطاعت الفنانة بوسي بخفة دمها وبطريقتها الخاصة في أداء اللون الشعبي الذي تتميز به، من جذب الجمهور الحاضر الذي تفاعل بكثير من الحماسة مع مجموعة من الأغاني الإيقاعية بامتياز.
وعلى المنصة ذاتها، أتحف الفنان المتألق محمد حماقي، صاحب الإحساس المرهف، الجمهور الحاضر بباقة من أجمل أغانيه، التي تغنى على إيقاعها ورددها معه الجمهور في لحظة انسجام مميز.
والفنان حماقي الذي سبق وأن استضافته منصة النهضة في دورة سابقة لمهرجان موازين ، شكل بصوته الشجي واحساسه الجميل والمؤثر ، الوصفة الناجحة التي استطاعت أن تأسر الحضور وتسافر بهم إلى عوالم موسيقى شبابية من نوع آخر.
“نفسي أبقى جنبو”، و”أجمل يوم”، و”اللي اختارو قلبي”، و”جرى إيه”، و”مايني”، و”واحدة واحدة”، وغيرها من الأغاني التي تنوعت بين الرومانسي والإيقاع الشبابي، كلها أغاني قدمها الفنان المصري في هذه السهرة المميزة .
وفي لفتة جميلة، صفق لها الجمهور طويلا، قدم الفنان المصري خلال هذا الحفل، تحية خاصة للمنتخب المغربي لكرة القدم منوها بأدائه واعتبر أنه “شرف المغرب والعالم العربي” في مشاركته في كأس العالم روسيا 2018، مؤكدا أن “الحظ خان أسود الأطلس”، وأنهم كانوا يستحقون العلامة الكاملة في كل مبارياتهم.
وكان ختام هذه الحفلة المصرية بامتياز مسكا، مع عودة الفنانة بوسي لاعتلاء المسرح رفقة حماقي، ليتشارك الفنانان الغناء في دويتو ساحر يحمل عنوان “أم الدنيا”، تفاعل معه الجمهور بحماسة.
والفنان المصري حماقي واسمه الكامل ، محمد إبراهيم محمد حماقي ، مزداد يوم 4 نوفمبر عام 1975 في محافظة القاهرة، حصل على ليسانس التربية الموسيقية من أكاديمية القاهرة للفنون والموسيقى، له موهبة غنائية وموسيقية متميزة ، مكنته من إيجاد موطئ قدم بين مطربي جيله في وقت قياسي إذ حققت أغانيه شهرة كبيرة في البلدان العربية ، وقد حصل بفضلها على العديد من الجوائز .
أما مواطنته بوسي، التي تعد من أهم المطربين الشعبيين بمصر، فهي من مواليد سنة 1987 بمدينة الزقازيق المصرية، دخلت الوسط الفني في سن صغير، لكن بدايتها الفعلية كانت سنة 2011 ، اختارها المنتج أحمد السبكي ضمن أبطال فيلم “الألماني” عام 2012، حيث أدت أغنية “آه يا دنيا”، هي الأغنية التي لاقت نجاحا باهرا وكانت السبب وراء سطوع نجم بوسي في مصر والعالم العربي.
*****
الفنان الفرنسي ايسكا والبلجيكي دامسو:  على إيقاعات موسيقى “الراب”

وأحيى كل من الفنان الفرنسي ايسكا والبلجيكي دامسو، حفلا فنيا صاخبا حولا معه فضاء السويسي إلى ساحة مفتوحة للغناء والرقص والهتاف على إيقاعات موسيقى “الراب”.
هتف الجمهور الفتي طويلا قبل أن يعتلي نيسكا المسرح، وعندما انطلق الحفل، ارتفعت آلاف الأيادي لتعانق السماء وتطلق العنان للهتاف والصياح والرقص في حفل استثنائي.
ورقص جمهور منصة السويسي، الذي لا يقل حماسة عن عشاق الإيقاعات الصاخبة للنجم الفرنسي ذي الأصول الكونغولية حول العالم، بحيوية وطاقة هائلتين على أشهر أغانيه : “ريزو” و”سابي كوم جامي”.
وألهب نيسكا خلال زهاء ساعة ونصف ، الحضور المولع بأغانيه وأهداهم أفضل أعماله مثل “سالي” و”فيرسوس” و”توبا لايف”، واستطاع التحليق عاليا بجمهور مولع بفن “الراب” وإيقاعات “البوب” و”الإلكترو”.
ولم يأب نيسكا توديع محبيه ومعجبيه في المغرب إلا على نغمات الشعار الوطني للمملكة التي ردد الحضور كلماته على إيقاعات الدي جي المرافق للفنان الذي التحف بالعلم المغربي.
ولم ينطفئ حماس الجمهور ولا وهنت حيويته أونضبت طاقته عند استقبال فنان “الراب” البلجيكي دامسو، بل على العكس من ذلك اهتز الجمهور وانتفض وقفز وهتف وغنى ورقص على موسيقى أغاني هذا الفنان المتفرد بأسلوبه وأدائه وحضوره.
أمام جمهور غفير، قدم “دامسو” عرضا استثنائيا أدى فيه أقوى أعماله من قبيل “بيريسكوب” و”لوفي” و”سينيالي” وغيرها أثارت حماس الجمهور الذي لم يتوان عن ترداد كل كلمات الأغاني التي يحفظها عن ظهر قلب .
توالت الإيقاعات والأغاني وانقلب معها فضاء السويسي إلى ساحة مختلفة لا تعرف سوى المرح والسرور والبهجة، ثم على إيقاعات “ماكارينا”، عمت موجة من الهستيريا بين صفوف الجمهور الشاب الذي كانت لديه رغبة واحدة : الاحتفال بصخب.
ودامسو، واسمه الحقيقي ويليام كالوبي من مواليد 10 ماي 1992 بكينشاسا بجمهورية الكونغو الديمقراطية، هو مغني راب كونغولي بلجيكي وكاتب أغاني ، بدأ مشواره الفني سنة 2006.
ويرى دامسو أن مشواره الفني انطلق فعليا في سنة 2015، عندما ضم فنان الراب “بوبا” ، أغنية “بوسيدون” إلى شريطه الغنائي “أو كا إل إم”.
ويتميز دامسو بحرصه على جودة كتابة كلماته وكل الجوانب التقنية المتعلقة بآدائه الفني، كما يعتبر فنانا متفردا بالنظر إلى رؤيته الفنية ونجاحه وعلاقته بإفريقيا.
أما نيسكا فقد اشترك بعمل فني في سنة 2015 مع المغني “ميتغ غيمس” بعنوان “سابي كوم جامي” كان انطلاقته إلى عالم الشهرة، ثم بفضل أغنيته الشهيرة “ريزو” حصد جائزة أغنية صيف 2017 ليعتلي بذلك المرتبة الأولى على قائمة أفضل الأغاني المنفردة و” توب شازام ” و” توب يوتوب ” و “وتوب ستريمينغ” أمام أغنية الهيت العالمية ديسباسيتو.

*****

نجم الراب الأمريكي فرانش مونتانا: فن الراب بمثابة “لعبة صعبة”
أعرب نجم الراب الأمريكي من أصول مغربية، فرانش مونتانا، عن سعادته بالعودة إلى المغرب للغناء أمام جمهور غفير متعدد المشارب.
وأعرب مونتانا، واسمه الحقيقي كريم خربوش، خلال ندوة صحفية عقب يومين من الحفل الذي أحياه بمنصة السويسي، عن سعادته بأن يكون من بين الفنانين المغاربة ذائعي الصيت عالميا، مؤكدا ولعه منذ الصغر بأغاني الشاب حسني، أيقونة الراي.
وبالعودة إلى مرحلة الطفولة، قال مونتانا، الذي نجا من الموت سنة 2003 بعد إصابته برصاصة في الرأس، إن شيئا لم يتغير عن ماضيه وحياته ووضعه كمهاجر، وهي كلها عوامل “جعلت مني الرجل الذي أنا عليه اليوم”.
وبخصوص وفاة أحد نجوم الراب الأمريكيين بسبب إصابة بالرصاص، أكد مونتانا أن فن الراب بمثابة “لعبة صعبة”، ونجومه يتعاملون مع الكثيرين ممن يرغبون في أخذ مكانهم، وهو ما قد يؤدي إلى بعض الاغتيالات، مشيرا إلى أن “الصلاة هي أفضل ما يمكن القيام به في مواجهة هذه المآسي”.
وفي رده على سؤال بخصوص اسمه الفني، أوضح أنه مستوحى من “طوني مونتانا” الشخصية الشهيرة بفيلم “سكارفيس”، فيما توحي “فرانش” إلى المغرب، حيث اللغة الفرنسية واسعة الانتشار.
وولد فرانش مونتانا بالرباط وترعرع بالدار البيضاء، قبل أن ينتقل للاستقرار بالولايات المتحدة الأمريكية في سن الثالثة عشرة.
وخلال مساره الفني تعاون مونتانا مع أشهر الفنانين ونجوم الراب، أمثال دريك، ريك روس، لي وايان ونيكي ميناج. وأصدر أغنيته الأولى سنة 2012.
******
على إيقاع نغمات الستار والطبلة:

عاش جمهور فضاء شالة التاريخي، على إيقاع نغمات الستار والطبلة، التي أدتها بكل مهارة مجموعة “تريو أنداز”، آخذة الحاضرين في جولة سحرية بين ثنايا الموسيقى الهندية التقليدية.
المجموعة القادمة من الهند ، المكونة من ساهانا بانيرجي (السيتار) وبرابهو إدوارد (الطبلة) وشيرانجيب شكرابورتي (الصوت)، أتحفت الحاضرين بباقة من المقاطع المرتجلة، أطلقت فيها العنان لإبداعات أعضائها ومواهبهم الفنية غير المحدودة، بين جنبات منصة الموقع الأثري لشالة ، التي تحرص دائما على تكريم أعرق الأنواع الموسيقية العالمية.
وبدأ الحفل بمقطوعة هادئة وساحرة مبنية على المقام الموسيقي الهندي “راغا العشية”، عزفتها ساهانا بانيرجي، حافية القدمين ومرتدية زي الساري البهيج، على ستارها، طالبة من الجمهور إغلاق أعينهم لكي تتمكن كل حواسهم من الاستمتاع بالمقطوعة، وهذا ما فعله هذا الجمهور.
وبعد عدة دقائق، بدأ برابهو إدوارد في مرافقة إيقاعات الستار السحرية بالعزف على آلة الطبلة، التي انسجمت مع نغمات الستار وشكلت مزيجا أبهر الحاضرين، وما زادهم انبهارا هي الطريقة التي كان يعزف بها إدوارد، حيث كان يتفاعل بكل جسمه وحواسه مع إيقاعات آلته.
ولكي تكتمل اللوحة الفنية، اعتلى المنصة شيرانجيب شكرابورتي الذي أسر بصوته الملائكي جمهور شالة النخبوي المحب لهذا النوع من الموسيقى، بتأديته لمقاطع لا يمكن وصفها بالأغاني، بل بدندنات تارة تكون مرفوقة بكلمات وتارة يكتفي الموسيقي بأصوات منبثقة من أعماق أنفاسه، والكل مبني على مقامات “الراغا” المختلفة، من قبيل “راغا يمن” و”راغا خماج”.
وتنحدر ساهانا بانيرجي، التي رأت النور بمدينة كلكتا الهندية سنة 1973، من عائلة موسيقية معروفة أصرت على تكوينها في الموسيقى الهندية الكلاسيكية، فتمكنت بفضل أبيها من إتقان العزف على آلة الستار، وتعد من بين النساء القليلات التي تعزف على هذه الآلة، مما جعل منها وجها مألوفا في المهرجانات الدولية ، فحازت بفضل موهبتها على عدة جوائز خاصة في بلدها.
أما برابهو إدوارد، فهو هندي الأصل ترعرع في فرنسا، ويعتبر واحدا من أفضل عازفي الطبلة في جيله وأكثرهم براعة وإبداعا، لقى تكوينه على يد المايسترو الشهير بانديت شانكار غوش، وتعاون مع فنانين من العالم كله، مثل الموسيقار المغربي الراحل سعيد الشرايبي.
وبالنسبة لشيرانجيب شكرابورتي، الذي يعيش حاليا في لندن، فهو أيضا منحدر من مدينة كلكتا، ويعتبر أستاذا للغناء الهندي الكلاسيكي، طور أسلوبا خاصا به، راق للجمهور الهندي والعالمي، فتمكن من إحياء عدة أمسيات فنية عبر العالم، وقام بتأليف وتوضيب عدة مشاريع موسيقية في أوروبا والهند.
*****
وائل جسار: عهد الأغنية الرومنسية الطربية الراقية

وقع الفنان اللبناني، وائل جسار، حفلا استثنائيا، نثر خلاله الحب على معجبيه ومحبيه الذين حجوا بكثافة إلى فضاء النهضة للقائه من جديد على منصة مهرجان موازين إيقاعات العالم.
وجدد وائل جسار مع جمهوه، الذي يلتقيه بعد أربع سنوات على مشاركته، عهد الأغنية الرومنسية الطربية الراقية، حيث ردد مع عشاقه أشهر أغانيه العاطفية مثل “وبتسأليني” و “مشيتي خلاص” و”لو عشت بعدي” وغيرها.
وألهب أيقونة الأغنية الرومانسية، لقرابة الساعة والنصف، حماس جمهور احتشد بالآلاف أمام المنصة بحفل فني ساحر رحل به إلى عوالم الرومانسية والإحساس القوي.
بصوته الشجي والقوي، حيى الفنان وائل جسار الجمهور، الذي قدم من مختلف جهات المملكة ومن مختلف الأعمار، باللهجة المغربية ثم أدى أغنيته الشهيرة التي لاقت نجاحا جماهيريا واسعا “موجوع”.
ووسط تفاعل جماهيري كبير، أدى الفنان وائل جسار “بتوحشيني” و”خلي الفراق” و ” غريبة الناس ” ، بإحساس مرهف وأداء احترافي كبير حمل معه الحضور إلى ترديد كلمات الأغاني التي يحفظها عن ظهر قلب.
وقبيل اعتلاء الفنان اللبناني وائل جسار المنصة، أدى أمير دندن، خريج برنامج أراب آيدول في دورته الرابعة، فقرة فنية أمام جمهور فضاء النهضة، قدم خلالها أغان متنوعة من التراث اللبناني “الدبكة”.
وأهدى أمير، الذي يلتقي جمور مهرجان موازين إيقاعات العالم للمرة الأولى، الحضور أغنية “واكدلالي”، وهي أغنية للفنان الاماراتي حسين الجسمي الذي استلهمها من التراث المغاربي، أبى الفنان الشاب إلا أن يؤديها كتحية لمحبيه ومعجبيه على أرض المغرب.
وسطع نجم أمير دندن الفلسطيني والمنحدر من عائلة فنية ، خلال الموسم الرابع من برنامج اكتشاف المواهب “أراب آيدول” . ودرس أمير، البالغ من العمر 27 سنة، في دار الموسيقى في فلسطين، حيث تعلم الغناء والعزف على العود.
أما وائل جسار، المزداد سنة 1972 ، فبدأ مشواره الفني وهو طفل حيث كان يردد أغاني عمالقة الغناء العربي السيدة أم كلثوم والعندليب عبد الحليم حافظ والموسيقار محمد عبد الوهاب.
وكانت بدايته من خلال مشاركته في أحد المهرجانات المحلية التي أقيمت في محافظة البقاع بلبنان وحقق فيها المركز الأول ثم اشترك في البرنامج الشهير “الحروف تغني” وأشاد الحاضرون بإمكانياته الصوتية وأطلقوا عليه لقب (الطفل المعجزة) . ولدى وائل جسار جمهور عريض من المحبين في المغرب مما جعله يزور المملكة بانتظام منذ سنة 2000 حيث شارك في العديد من التظاهرات الفنية من ضمنها مهرجان موازين وهو الجمهور الذي ساهم في نجاحه منذ بداية مساره الفني.

*****
الطابع الروحي والديني لمجموعة غوسبل يمس شغاف المتفرجين

في إطار حميمي بالمسرح الوطني محمد الخامس، قدمت “لندن كومينيتي غوسبل شوار”، أداء رائعا أمتع الجمهور الحاضر.
واعتلى أعضاء مجموعة غوسبل، القادمون لتوهم من بريطانيا، والذين يحتفلون هذه السنة بالعيد الثلاثين للفرقة، المنصة بأغنية “إيفرلاستينغ غود” ذات الطابع الروحي والديني، مس شغاف المتفرجين المتعطشين للاكتشافات الموسيقية والثقافية.
وواصلت “لندن كومينيتي غوسبل شوار”، المعروفة بشكل كبير في أوروبا، والتي تعاونت مع عدد من أكبر الأسماء في عالم الموسيقى، من أمثال ستيفي ووندر وديانا روس وجيمس براون ومادونا وستينغ وإلتون جون وكذا بول ماكرثني، حفلها الساهر بتقديم عددا من أفضل أغانيها ، من بينها “بريسيوز لورد” و”كيب موفينغ” و”ليتيت بيو” و”كود إز لوف” وسط هتافات رواد المهرجان وتصفيقاتهم.
وبهر أعضاء الفرقة الإنجليزية، وهم ينتقلون من الروحي إلى العاطفي، مرتدين أزياء بيضاء في دلالة على الاتحاد والصفاء والبراءة، بأدائهم “آ فاوند أن أندسر” و”ريتش أوت أند واتش” و”برايز” الجمهور ، الذي كان يتمايل راقصا، بأيدي مرفوعة، يصفق للحب والسلام والتسامح.
وبلغت السهرة أوجها بالأغنية الشهيرة “أو هابي داي”، التي أدتها “لندن كومينيتي غوسبل شوار” التي يوجد في رصيدها أزيد من تسعة ألبومات، بتألق مواكبة بالجمهور المتحمس والمتفجر طاقة .
وبعد أزيد من ساعة من الحفل، أدت المجموعة أغنيتها الشهيرة “فيث”، قبل أن تحيي معجبيها الذي سعدوا بمشاطرة هذه اللحظة الموسيقية الاستثنائية التي شهدتها مدينة الرباط.

*****
نجاة عتابو.. البلدان العربية لا تقوم بدعوة الفنانين المغاربة لمهرجاناتها

أكدت الفنانة المغربية نجاة عتابو، أن المهرجانات الفنية، على غرار مهرجان موازين – إيقاعات العالم، تعد فضاء للاكتشاف والالتقاء، معبرة عن امتعاضها من عدم دعوة المهرجانات العربية للفنانين المغاربة.
وأوضحت الفنانة المغربية، خلال ندوة صحفية عقدت قبيل الحفل الذي أحيته بمنصة سلا، ردا على سؤال حول قلة تواجد الفنانين المغاربة في الشرق، أن القائمين على المهرجانات بالمغرب، يقومون بدعوة الفنانين العرب والغربيين، في حين أن البلدان العربية لا تقوم بدعوة الفنانين المغاربة لمهرجاناتها.
وأبرزت “ديفا” الأغنية الشعبية، التي أعلنت أنها ستحيي عدة حفلات بأوروبا، وكتدا، والولايات المتحدة الأمريكية، أنه ” لم تتم دعوتي مطلقا لأي مهرحان سواء بلبنان أو مصر”، مستبعدة بشكل قاطع أن تكون صعوبة اللهجة المغربية هي السبب وراء ذلك.
وفي حديثها عن الأغنية المغربية العصرية، أكدت عتابو، أن المغرب يزخر بـ “إمكانيات مهمة ومتنوعة “، لكن ينقصه “القليل من العمل”، ليتمكن من التطور والانتشار خارج حدود المملكة.
وعن التطورات التي تعرفها الأغنية المغربية، أكدت نجاة عتابو، أنه من الضروري بالنسبة للأغنية وفناني جيلها، مواكبة هذه الطفرة النوعية التي يعرفها المشهد الفني، دون التخلي عن الأصالة والتراث المغربي.
وبخصوص مشروع فيلم عن سيرتها الذاتية، كانت أعلنت عنه في وقت السابق، قالت عتابو إن نص السيناريو قد اكتمل ، وأنها حصلت على موافقة مبدئية، لكن العمل لم يبدأ بعد.
وقد وعدت الفنانة المغربية جمهور موازين إيقاعات العالم ، بتقديم حفل متميز ، ومفاجآت كبيرة للجمهور السلاوي مفاجآت .
وقد اشتهرت نجاة عتابو، وهي من مدينة الخميسات، إذ تعتبر المغنية والملحنة وكاتبة الأغاني، التي اشتهرت في الثمانينات بأغانيها الشعبية، حتى صارتمن أعمدة الأغنية الشعبية المغربية، حيث تتوفر هذه الفنانة على قاعدة جماهيرية كبيرة.
ويزخر تاريخها الفني بعدة ألبومات وأغاني حققت نجاحا باهرا في المغرب، على رأسها “هاذي كذبة باينة”، و”شوفي غيرو”.

*****
المغنية الجزائرية سعاد ماسي: أنغام آسرة ضاجة بالأحاسيس

أنغام آسرة ضاجة بالأحاسيس، أغان عن الحب والاشتياق، مناجاة للطبيعة، عتاب لها على قدر المحبة، هكذا كان حضور المغنية الجزائرية سعاد ماسي، في موازين – إيقاعات العالم، في حفل بهيج ستتذكره جماهير الرباط طويلا.
بالمسرح الوطني محمد الخامس، شنفت بصوتها الملائكي العذب، عازفة القيتارة ومستلهمة الفولك الفنانة ماسي، مسامع جمهور انتظرها طويلا، هي التي عادت بعد غياب لتشدو بتوليفة رائقة بديعة على إيقاعات تنهل من التراث الموسيقي الجزائري.
وبعنفوان الكلم والنغم، نثرت هذه القبايلية الموهوبة شذرات من بعض أغانيها الذائعة الصيت، “يما نكذب عليك، لازم نكذب عليك.. الدموع متعرفنيش” ، و”مسك الليل”، و”طليت عالبير”، و”غير انت”، لحظات م فعمة بالإبداع، بل وتأكيد على صمود الفن الراقي في مواجهة موجات دخيلة مبتذلة.
بحرفية عالية، تداعب قيتارة تحتضنها بحب بين ذراعيها، تتمايل، وتردد في كل مرة “أنا هنا كما وعدتكم.. يعطيكم الصحة، شكرا لحضوركم”، أمسية أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع عاشها جمهور متوثب للفن.
بالعامية الجزائرية وبالأمازيغية، “وحدي عايشة في طرف الدنيا”، و”أنا قلبي ذاب”، و”كي اليوم راني نجي ونشوفك”، هكذا غنت سعاد عن الطبيعة والحب والسجية، محفوفة بعازف العود مهدي دليل، ورابح خلفة، المؤدي وعازف الرق والطبلة والدف، الذي خلق جذبة روحانية تهاوت معها الحواجز بين الآلة والعزف.
وفي عبورها بموازين استحضرت سعاد ماسي ذكرى الشاعر العراقي أحمد مطر من خلال قصيدة “الرئيس الم ؤتمن” من ألبومها الأخير “م تكلمون”، بعثت عبرها رسائل عن الحرية، في قالب موسيقي يزاوج بين الأصالة والحداثة.
لساعتين من الزمن كانت سعاد وجمهورها صوتان في شفة واحدة، هي تغني وهو ي ردد، يتفاعل مع أغانيها، يرفض مغادرتها، ثم يقف لتحيتها على أنغام “خلوني، خلوني نبكي على رايي”.
فسعاد ماسي مغنية وعازفة قيتارة جزائرية من مواليد الجزائر العاصمة وأصولها من منطقة القبايل، ترعرت وسط عائلة مولعة بالموسيقى حيث تشبعت بحب الفن الشعبي العاصمي والروك والكاونتلري والفادو.
وانطلقت مسيرتها الفنية مع فرقة “تريانا” الجزائرية عام 1989، ثم التحقت بفرقة “أتاكور”، قبل أن تستقر بفرنسا سنة 1999 وتصدر ألبوما يحمل عنوان “راوي” لاقى نجاحا كبيرا، تلاه ألبوم “داب” سنة 2003.
وتميزت أغاني سعاد ماسي بالمزج بين الموسيقى التقليدية والموسيقى المعاصرة، معظمها باللهجة العاصمية الجزائرية، واللهجة القبايلية واللغة الفرنسية.
*****
الفنان التونسي صابر الرباعي يعيد جمهور فضاء النهضة إلى زمن الأغنية العربية الراقية

أحيا نجم الأغنية العربية، الفنان التونسي صابر الرباعي، سهرة استثنائية بكل المقاييس على منصة النهضة، ستبقى خالدة في ذاكرة جمهوره الذي حج بكثافة للاستمتاع بنجمهم المفضل.
واستطاع النجم التونسي أن يعيد جمهور فضاء النهضة الغفير، إلى زمن الفن الجميل والأغنية العربية الراقية التي تحتفي بالكلمات المختارة بعناية تامة والموسيقى والإيقاع الطربي الجميل، عبر مجموعة من الأغاني التي قدمها خلال حفله البهيج.
وعند اعتلائه للمنصة، استقبله الجمهور بحفاوة لا مثيل لها، هاتفا باسمه ومعبرا عن حبه الكبير للنجم التونسي، وبدوره، لم يخذل صابر الرباعي انتظارات جمهوره المغربي، حيث أدى بصوته الدافئ والشجي وحضوره المتألق على الخشبة، أشهر أغانيه المستوحاة من ريبرتواره الغني من قبيل “نوكل عليك ربي” و”عزة نفسي” و”مزيانا”. وفي لحظة قوية من السهرة، أدى النجم التونسي في جو مفعم بالرومانسية، أغنية “أجمل نساء الدنيا” أسر بها قلوب الحاضرين، وكان مرفوقا بنغمات الساكسفون وإيقاعات البيانو الساحرة، وأهدى صابر الرباعي هذه المقطوعة إلى روح الملحن الراحل خالد البكري، الذي وافته المنية مؤخرا. وتلت هها بتوذه القطعة توليفة من أغانيه الصادرة في حقبة تسعينيات القرن الماضي من قبيل “رحت وجيت “، و”ولا كلمة” ، و”أتحدى العالم”، موضحا لجمهوره أن لهذه الحقبة مكانة خاصة في قلبه، حيث شهدت أولى نجاحاته الفنية. وختم النجم حفلته المتميزة، بتلبية رغبة الجمهور الملحة، الذي لم يفتأ منذ بداية السهرة في طلب أغنيتي “برشا” و”سيدي منصور”، المحبوبتين لدى الجمهور المغربي، وأدهما صابر الرباعي كعادته بكل حيوية ونشاط، ملتحفا بالعلمبن المغربي والتونسي.
ويعد صابر الرباعي، الذي تأثر في شبابه بكبار المغنين العرب أمثال محمد عبد الوهاب ووديع الصافي وعبد الحليم حافظ، أحد أبرز النجوم في سماء الأغنية العربية، حيث بدأ مساره الفني بالقاهرة منذ تسعينيات القرن الماضي وتعاون مع أكبر ملحني وكاتبي كلمات الأغاني في العالم العربي، وتنبثق موسيقاه، التي تجمع بين التقليدي والعصري، من التراث المحلي التونسي.
وفاز النجم الرباعي، الذي يضم ريبرتواره العديد من الألبومات، عدة جوائز وتوشيحات وطنية وعربية، وقام بجولات عالمية عديدة وقدم عروضا في القاعتين المرموقتين الأولمبيا بباريس والأوبرا بالقاهرة.

Related posts

Top