الدورة 11 لمهرجان فاس للمسرح الجامعي تكرم المسرحي الإماراتي عمر غباش والممثلة الحسانية دستورة

احتفى مهرجان فاس للمسرح الجامعي في دورته 11 التي انطلقت الثلاثاء الماضي بمركب الحرية بفاس بوجهين مسرحيين عربيين هما الفنان المسرحي الإماراتي عمر غباش والفنانة المسرحية المغربية فاطمة الغالي شرادي المعروفة بـ (دستورة) التي تنحدر من مدينة الداخلة بالأقاليم الجنوبية للمملكة .
وأشاد مجموعة من الفنانين والمبدعين خلال حفل افتتاح هذه التظاهرة الثقافية والفنية، المنظمة من لدن جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس وكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، بالمسار المتألق للمحتفى بهما المسرحي الإماراتي عمر غباش والفنانة المغربية دستورة التي كانت أول امرأة بالداخلة اقتحمت عالم الركح وقدمت أعمالا فنية وإبداعية ظلت راسخة في الأذهان .
وقال الدكتور سعيد الناجي، مدير التظاهرة، في احتفالية الافتتاح، إن هذا المهرجان يصل اليوم إلى دورته الحادية عشر بفضل إمكانياته الخاصة وبفضل الإمكانيات المادية والبشرية التي توفرها كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بفاس التي تضم أزيد من 31 ألف طالبا، معتبرا كذلك أن المهرجان تصاحبه مؤسسات مانحة على رأسها وزارة الخارجية والتعاون، ووزارة الثقافة ومديريتها الجهوية، والمسرح الوطني محمد الخامس، والمجلس الجماعي لفاس، وجهة فاس مكناس، معولين، وفق كلامه، على مصاحبة دائرة الثقافة والإعلام بإمارة الشارقة العربية المتحدة التي تسطر سنويا برنامجا مسرحيا غنيا. مؤكدا أنه يظل الطلبة القوة الأكثر إبهارا في المهرجان، الذي وصل إلى احترافية كبيرة باستقطاب فرق مسرحية من بلدان نائية لم يسبق لها المشاركة في مهرجان جامعي بالمغرب.
واعتبر الدكتور عبد العزيز الصقلي رئيس المهرجان وعميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بفاس، بأن المسرح الجامعي أضحى يشكل مكونا لا غنى عنه ضمن المشهد المسرحي المغربي خصوصا بعد تفعيل وتكريس الممارسة المسرحية في فضاء الجامعة المغربية، من خلال انخراط العديد من المؤسسات الجامعية في بلورة ملامح تجربة مسرحية جامعية ناجحة ومن ضمنها تجربة المسرح الجامعي لمدينة فاس والتي استطاعت، حسب ذات المتحدث، بعد مرور إحدى عشرة دورة أن تأخذ بعدا دوليا، بانفتاحها على تجارب دولية أخرى وتحقيقها لاستمرارية تجربة المهرجان، ما يدل، حسب عميد الكلية، على أثر المسرح الجامعي وأهميته كأحد منابر الأدب والثقافة داخل الفضاء الجامعي.
ومن جانبه قال ابراهيم أقديم نائب رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس بأن المهرجان دخل في عقده الثاني بفضل الإيمان القوي بدور مثل هذه الأنشطة الثقافية والفنية المنظمة لفائدة الطلبة، وأثرها الإيجابي كذلك في تكوين شخصيتهم وتهذيب سلوكهم وصقل مواهبهم، وأيضا بفضل الانخراط الكبير للطلبة في هذه الدينامية والسعي إلى الجمع بين الانشغال بالتكوين والبحث والتفتح على الفن والثقافة ومختلف الأنشطة الإبداعية.
إلى ذلك أشاد الدكتور سعيد الناجي مدير المهرجان في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمسار الفني المتميز للفنانين عمر غباش ودستورة، مؤكدا على أنهما لعبا أدوارا طلائعية في تكريس الفعل المسرحي وتجديره سواء على الصعيد الوطني أو العربي.
وأشار إلى أن غباش ودستورة قدما خلال مشوارهما الفني الطويل أعمالا رائدة طبعت مرحلة متميزة من تاريخ المسرح العربي .
ونوه بقدرة هذين الفنانين على الخلق والإبداع من خلال مجموعة من الأدوار التي أدياها في إطار العديد من الأعمال الفنية التي قدمت سواء على خشبة المسرح أو في التلفزيون مع حفاظهما على التميز من خلال أداء أدوار اعتبرت رائدة ضمن العديد من المسرحيات التي عالجت قضايا ومواضيع لها ارتباط بالمعيش اليومي وكذا ببعض قضايا الساعة .
وتميز حفل افتتاح هذا الحدث الثقافي والفني الذي حضره العديد من المبدعين والفنانين المسرحيين والباحثين والمهتمين بقضايا الركح بتقديم عرضين مسرحيين خارج المسابقة الرسمية للمهرجان هما مسرحية “الحلاج وحيدا” التي هي من إعداد وإخراج وتمثيل الفنان الإماراتي المكرم عمر غباش، ثم مسرحية “البيادق” لفرقة مسرحية تابعة لكلية العلوم الإنسانية (ظهر المهراز) بفاس .
وتشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان 10 فرق مسرحية تنتمي للعديد من الدول من أوربا وإفريقيا وآسيا والعالم العربي بالإضافة إلى المغرب ستتبارى بأعمالها الفنية المشاركة من أجل الظفر بجوائز المهرجان .
وتتميز دورة هذه السنة من المهرجان، الذي تكرس كموعد للاحتفاء بالفرجة المسرحية وبالفنانين الذين ساهموا من خلال أعمالهم الإبداعية والفنية في تطوير الممارسة المسرحية بمختلف بلدان العالم، بتقديم العديد من العروض المسرحية لفرق فنية جامعية من المغرب وكوريا الجنوبية وإيطاليا والدنمارك وفرنسا وإستونيا إلى جانب فرق عربية من فلسطين ولبنان والجزائر وتونس والسودان ومصر وغيرها .
وموازاة مع هذه العروض المسرحية التي يحتضنها مركب الحرية بفاس، سيعرف هذا الحدث الثقافي والفني في شقه الأكاديمي تقديم محاضرة حول موضوع “المسرح والنقد” ينشطها جون بيير هان نائب رئيس الجمعية الدولية لنقاد المسرح .
ويترأس لجنة تحكيم هذه الدورة الباحث عبد الكريم جواد من سلطنة عمان وعضوية كل من الفنانين نادية برشيد وعبد الجبار خمران والمخرج المسرحي حسن مراني علوي من المغرب .
كما ستنظم على هامش المهرجان مجموعة من الورشات يؤطرها الفنان المصري علاء قوقة أستاذ التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية بمصر، والمخرج البوسني كاليف كودو المدير الفني بجامعة تارتو بإستونيا.. إلى جانب توقيع العديد من الإصدارات المسرحية الجديدة .. ومنها: “حوارات في المسرح العربي” لعبد الجبار خمران، وكتاب “الإيقان والارتياب أو يوربيدس الجديد، تجريب في المسرح الكوانتي” لفهد الكغاط، ومؤلف “قصر البحر/ صخور سوداء” لمحمد زيطان، وكتاب “نقاد ونقود، حول أعلام النقد المسرحي المغربي” لمرية المطيع.
ويشكل مهرجان فاس للمسرح الجامعي الذي ترسخ كتقليد سنوي للاحتفاء بالإبداعات والأعمال المسرحية الجامعية مناسبة لتقديم مسرحيات في المسابقة الرسمية تتوج بتوزيع العديد من الجوائز على الفرق الفائزة إلى جانب تنظيم لقاءات وعروض وعدة أنشطة ثقافية وفنية تصب جميعها في تحقيق المتعة والتعريف بالأعمال الإبداعية مع الاحتفاء بالعديد من الفنانين والمبدعين الذين ينتمون لمختلف الجامعات سواء المغربية أو الأجنبية .
ويروم مهرجان فاس للمسرح الجامعي الذي دخل عقده الثاني تمكين مجموعة من الفرق المسرحية والممثلين والمبدعين من المغرب والخارج من الالتقاء وفتح حوار حول مختلف القضايا التي تهم الإبداع المسرحي مع تبادل الخبرات والتجارب .

فاس: زكريا العكاري

Related posts

Top