الدورة 13 لمهرجان إسني ن ورغ الدولي للفيلم الأمازيغي تنتصر للمرأة

تعتزم جمعية إيسني ن ورغ تنظيم الدورة 13 لمهرجان إسني ن ورغ الدولي للفيلم الأمازيغي في الفترة ما بين 29 شتنبر و3 أكتوبر 2022، واختارت الجمعية موضوع “تمثلات المرأة في السينما الأمازيغية” كمحور لأشغال الندوة العلمية للمهرجان داعية كافة الباحثين والصحافيين النقاد والمهتمين بالدراسات ‏العلمية إلى تقديم مقترحاتهم وبحوثهم ودراساتهم العلمية حول الموضوع لنشرها في كتاب جماعي ضمن منشورات ‏المهرجان.
وذكرت إدارة المهرجان في بلاغ لها أنه يشترط أن تتقيد البحوث والدراسات المقدمة بقواعد النشر الجاري بها العمل. فاتحة المجال لمشاركة الأعمال ‏المكتوبة باللغة الأمازيغية والعربية والفرنسية والإنجليزية.‏
كما تجدر الإشارة، يضيف ذات البلاغ، أن الكتاب سيصدر قبل فعاليات الندوة الوطنية التي ستقام في نفس الموضوع، ‏وسيتم تقديم الكتاب ضمن فعالياتها.
ترسل البحوث، مصحوبة بسيرة ذاتية للكاتب عبر البريد ‏الإلكتروني للمهرجان.‏
وحددت اللجنة المنظمة الشروط والضوابط التي يجب أن تتوفر في المقال من قبيل:
– ارتباط المقال بموضوع أرضية الندوة.
– تحمل الباحث مسؤولية الأمانة العلمية.
– الأصالة والجدية في التعامل مع الموضوع.
– إدراج المصادر والمراجع في آخر المقال.
– احترام الضوابط والمعايير المتعارف عليها علميا وأكاديميا.
– تُقدّم المقالات المكتوبة باللغة الأمازيغية بخط TifinagheIrcam Unicode، حجم الخط 13، حجم الخط في الهامش12.
– تُقدّم المقالات المكتوبة باللغة العربية بخط Traditionnel Arabicحجم الخط 14، حجم الخط في الهامش 10.
– تُقدّم المقالات المكتوبة باللغات اللاتينية بخط Times New Rroman حجم الخط 12، حجم الخط في الهامش 10.
– ترسل المقالات في أجل أقصاه 20 غشت 2022
– تنشر المقالات ضمن كتاب جماعي من منشورات المهرجان، بعد موافقة اللجنة العلمية عليه، مع التزام صاحب المقال بإجراء التعديلات التي تقترحها اللجنة.
– تمنح مكافأة عن أي بحث قُدم في الندوة، وللجمعية حقوق الملكية الفكرية للبحوث المقبولة.
– يتوصل الكاتب بنسخة من الكتاب الجماعي أثناء تقديم الإصدار ضمن فعاليات الندوة الوطنية.

أرضية الندوة الوطنية حول “تمثلات المرأة في السنيما الأمازيغية”

يعتبر الفن السينمائي من الفنون التي تعالج المواضيع الحساسة عبر العالم، ووسيلة تعبيرية لاستيعاب الفرد أو الجماعة للآخر والمجتمع والكون بشتى تجلياته وتمظهراته الفكرية والنفسية والسلوكية..، وقد استقى فن السينما مناهجه من العلوم الإنسانية والاجتماعية وخصوصا علم الاجتماع والتاريخ والأنثروبولوجيا. كما تعتمد هذه العلوم على السينما في استخدام الصورة السينمائية للتوثيق والتسجيل والوصف. أمام هذا التبادل المعرفي بين السينما والعلوم الإنسانية والاجتماعية، أصبح المبدع يتعامل مع قضايا حساسة، ويتخذ من العلوم التي اهتمت بهذه المواضيع دليلا ينير طريقه لبناء النص الدرامي. وموازاة مع تطور هذين الحقلين (السينمائي والعلمي) ظهرت جملة من النقاشات الفكرية التي تناولت مواضيع حساسة كموضوع “قضية المرأة” ولاسيما الشق المتعلق بـ: “الذكورية”، الذي يشكل تحديا كبيرا للمرأة، حتى أصبح هذا الموضوع، موضوعا خاصا بعلم الاجتماع، الذي أنتج مادة معرفية مهمة في مقاربة المسألة الجندرية. لتمتد هذه المسألة إلى المجال السينمائي باعتباره حقلا معرفيا، يتخذ من الكاميرا أداة لإنتاج المعرفة.
تواجه المرأة اليوم الكثير من التحديات، سواء كانت صادرة من جنسها أو من الجنس الآخر. فتحول تلك التحديات دون تحقيق ذاتها، حيث تصير بذلك عرضة للتعامل غير اللائق وهضم الحقوق. فالمجتمعات المحافظة تضع المرأة تحت الوصاية والرقابة، ما يشكل حاجزا يمنعها من التقدم في مساراتها. فإذا كان كل من الأنثى والذكر يولدان بنفس الخصائص الإنسانية والقدرات الذهنية، والتنشئة هي التي تحدد مصير كل منهما ككائنات اجتماعية، ما تؤكد عليه بوفاري في مقولتها الشهيرة: “لا نولد نساء وإنما نصير كذلك”. فهل امتدت هذه الفكرة إلى المجال السينمائي بشكل عام؟ باعتباره مجالا خصبا لاستقراء وضعية المرأة، ووضع الأصبع على الممارسة النسائية في السينما الأمازيغية بشكل خاص وتمثلاتها في الشاشة ودلالاتها الفنية والثقافية والرمزية والتاريخية وصورتها المسوقة عبر المادة الدرامية.
مكنت القصص الواقعية والمتخيلة السينما من استلهام مادتها الدرامية، التي تبنى في قالب فني متفاوت في الإبداعية. ما يزود الشاشة بمادة درامية، موجهة لجمهور عريض متباين في الوعي بقضية المرأة، ومختلف في نظرته إليها. منذ صدور فيلم “تامغارت ن وورغ” لمخرجه الحسين بيزگارن، الذي يعطينا عنوانه انطباعا عن تناوله لقضية المرأة، فبالرغم من ذلك أصبح لزاما علينا اليوم مساءلة التراكم الكمي والنوعي في هذا المجال المؤلف من مئات الأفلام، واستقراء مدى مقاربته لهذا الموضوع؟
كما صار واجبا علينا مساءلة المكتبة الفيلمية الأمازيغية، حول الأعمال التي تركز على المرأة وقضيتها المصيرية كمركز الحكاية الدرامية. فهل للمرأة دور أساسي في النهوض بقضيتها أم أنها مساهمة في تكريس الذكورية المرتبطة بالنسق الاجتماعي العام؟ فانطلاقا من مبدأ أن السينما باعتبارها فنا وثقافة لها القدرة على القطع مع السلوكيات الماضوية وخلق تطور حقيقي في العلاقة بين الجنسين وفي أدوارهما في المجال السينمائي، يحق لنا إحاطة الإنتاج السينمائي بالفحص والتحليل، لسبر أغواره، والتنقيب عن هذه التمثلات سواء كانت إيجابية أو سلبية.. باعتبار قضية المرأة قضية جوهرية في المجتمعات المتقدمة والتي تسير نحو التقدم. كما يحق لنا أيضا مساءلة السينما الأمازيغية عن موقع المرأة ذات البشرة السوداء والمرأة المشاركة في المقاومة والشخصيات التاريخية في منتوجها الفني. وحتى على مستوى بلاطو التصوير يمكننا التساؤل حول توزيع الوظائف بين الجنسين؛ هل يتميز بالإنصاف والمساواة واعتماد الكفاءة والمهارات؟ أم أنه لا يتعدى إعادة إنتاج نفس النسق، من خلال التكريس لسلوكيات الماضي الملتصقة مع الذهنية السائدة، والتي تصنف المرأة في خانة الدونية والرضوخ، وعدم اعتبارها عنصرا تنمويا مهما، وربط وجودها بالصور النمطية المترسبة في المجتمع عبر مؤسسات التنشئة الاجتماعية، كتوزيع العمل والمسؤوليات بصورة نمطية، وتوزيع أدوات اللعب، إذ تخصص للذكور ألعاب تنم عن الحس بالتفوق والمسؤولية والفحولة. وعلى عكس ذلك تخصص للأنثى أدوات عبارة عن دمى رضع وأواني مطبخية. أمام هذا الوضع، الذي يتسم باحتكار الرجل للإنتاج السينمائي يصعب الحديث عن نساء راكمن تجارب في الصناعة السينمائية. إذن ما هي الأسباب التي حالت دون ذلك؟ وما هي تمثلات المرأة في المجال السينمائي قبل إنتاج العمل السينمائي وما بعده؟

Related posts

Top