الذكاء الاصطناعي يتتبع سلاسل عدوى كورونا

تكشف الإمكانيات الهائلة التي تتوفر عليها الأجهزة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي فرصا هامة للسيطرة على الوضع الصحي في ظل الانتشار الكبير لفايروس كورونا، وهو ما يثبته تطبيق جديد يعمل على تطويره خبراء ألمان قادر على تتبع سلاسل عدوى فايروس كورونا.
وأكدت الحكومة الألمانية أن التطوير والاستخدام الطوعي لتطبيق مكافحة كورونا المنتظر على الهواتف الذكية سيساهمان بشدة في تقليل أعداد الإصابات الجديدة بالفايروس.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت، الاثنين في برلين، إن “مثل هذا التطبيق للهواتف الذكية سيكون لبنة محورية تماما في المساعي الرامية إلى خفض معدل العدوى”.
وأوضح المتحدث أن التطبيق الألماني سيكون ملائما للاستخدام على تطبيقات برمجية في دول أخرى بالاتحاد الأوروبي، وسيكون متاحا للتنزيل في غضون الأيام أو الأسابيع المقبلة.
ويعمل هذا التطبيق المنتظر كأنه كتاب يوميات رقمي، بحيث أنه إذا جاءت نتيجة فحص فايروس كورونا إيجابية بالنسبة لصاحب الهاتف الذي عليه التطبيق، يتم إرسال تحذيرات إلى الأشخاص الذين يحتمل أن يكون قد التقى بهم في آخر أسبوعين.
وستقوم إتاحة مثل هذا التطبيق على نحو سريع بدور مهم في الحد من انتشار الفايروس عند تخفيف إجراءات تقييد الحياة العامة السارية حاليا في وقت ما.
وأكد زايبرت أنه ستتم في كافة الأحوال مراعاة حماية البيانات الخاصة خلال تطوير التطبيق، الذي أجرى الجيش الألماني في برلين اختبارات عليه الأسبوع الماضي. وهناك توافق سياسي عريض على استخدام التطبيق الذي يعمل عبر خاصية البلوتوث ولا ينقل بيانات الموقع إلى جهات أخرى في الدولة.
من جهة أخرى، يؤكد الخبراء أن الأجهزة القابلة للارتداء يمكن بدورها أن تساعد في كشف أعراض الإصابة بمرض كوفيد- 19 باعتبار أنه من بين مهامها المحافظة على صحة الإنسان ومراقبة نشاطه اليومي.
وتشمل الأجهزة القابلة للارتداء الساعات الذكية وأجهزة اللياقة البدنية والملابس الذكية والنظارات الذكية وسماعات الرأس. وتتنافس الشركات التكنولوجية العملاقة لتطوير هذه الأجهزة الذكية مثل سامسونغ وآبل وفيتبيت وغيرها.
وتأتي الاستعانة بالقدرات الهائلة للأجهزة الذكية القابلة للارتداء التي تعمل بأنظمة الذكاء الاصطناعي في ظل عجز السلطات الصحية في مختلف أنحاء العالم عن السيطرة على جائحة كورونا، لاسيما أن الكثير من المصابين بالفايروس المستجد ينقلون العدوى إلى غيرهم قبل أن تظهر عليهم أعراض المرض.
ويصعب على أنظمة الرعاية الصحية في العالم أن تعرف عدد المصابين بفايروس كورونا المستجد بشكل دقيق ما يمثل أكبر تحدّ يواجهها إلى جانب ضرورة إيجاد العلاج.
وفي محاولة لتخفيف العبء عليها، لجأت المستشفيات الأميركية إلى دمج الأجهزة القابلة للارتداء ضمن جهودها للتصدي لتفشي فايروس كورونا، وهو ما يساعدها على تتبع انتشار الوباء داخل الولايات المتحدة، إلى جانب التحديد السريع لأفراد الفرق الطبية والصحية الذين انتقلت إليهم العدوى.
كما تستهدف المستشفيات الأميركية مراقبة تطور حالات المرضى المصابين بكوفيد- 19، ما يكون في مرحلة لاحقة عاملا مساعدا على اتخاذ قرارات بشأن من يجب إدخاله إلى المستشفى وفي أي توقيت تحديدا.
وكان معهد سكريبس للأبحاث الأميركي قد أعلن الأسبوع الماضي عن دراسة أجراها حول الأجهزة القابلة للارتداء مصممة للمساعدة في اكتشاف الأماكن التي قد ينتشر فيها فايروس كورونا بسرعة.

Related posts

Top