الرجاء والخطأ الجسيم

يتواجد منذ يوم الاثنين فريق الرجاء البيضاوي بالديار النيجيرية، حيث يخوض اليوم الأربعاء مقابلة هامة ضد إنييمبا برسم نصف نهاية كأس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم.
وقد أثارت بعثة الرجاء التي يترأسها صاحب التجربة الكبيرة القيدوم عبد السلام حنات مشكلة تطلبت حسب رؤية إدارة الفريق المغربي التقدم باحتجاج رسمي لدى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) بصفتها الجهة المشرفة على هذه التظاهرة القارة السنوية الخاصة بالأندية.
وجاء الاحتجاج الرسمي لدى (الكاف)، بسبب ما أسمته الرسالة إخلال إدارة إنييمبا بالقواعد والإجراءات التنظيمية المنصوص عليها في لوائح الاتحاد القاري، خاصة تلك المتعلقة بظروف حسن الاستقبال والإجراءات اللوجيستيكة والأمنية المرافقة، حيث فوجئ الفريق المغربي بعد وصوله إلى المطار في حدود الساعة الثانية والنصف من صباح يوم الاثنين، بغياب أي مسؤول لا من إنييمبا أو الاتحاد النيجيري لكرة القدم.
وحسب رسالة الاحتجاج دائما، فلم تجد بعثة الفريق الأخضر، والمتكونة من 30 فردا، والتي غادرت مساء الأحد، مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، في اتجاه بورت هاركورت، في رحلة مباشرة شاقة دامت أزيد من خمس ساعات، (لم تجد) أي مسؤول في استقبالها، كما لم يتم توفير أي وسيلة نقل للفريق تنقل البعثة إلى فندق الإقامة، كما هو متفق عليه خلال مثل هذه المقابلات.
وحسب إدارة الرجاء، فإنها عملت على احترام جميع الإجراءات المسطرية المنصوص عليها بلوائح الإتحاد الإفريقي، وخاصة المتعلقة بإلزامية إخبار الفريق المضيف والجامعة النيجيرية والإتحاد الإفريقي ببرنامج الرحلة.
هذه هي الحيثيات التي رافقت حلول بعثة الرجاء إلى نيجيريا لخوض ذهاب نصف نهاية كأس (الكاف)، فهل يعقل أن يتعرض فريق لديه تجربة كبيرة، وسبق له أن توج أكثر من مرة، لمشاكل كان من الممكن تفاديها لو تم اتخاذ إجراءات عملية استباقية وعدم الاتكال على الغير لتسهيل المهمة.
من المنطقي أن يتم إرسال شخص أو شخصين إلى المدينة التي ستحتضن المباراة بحوالي أسبوع للوقوف على كل الترتيبات التنظيمية واللوجستيكية، على أن يكون هناك شخص من إدارة الفريق في استقبال البعثة بالمطار، وأن يقوم المبعوث بالتنسيق مع الفريق المستقبل والاتحاد المحلي ومع مصالح السفارة المغربية بعين المكان.
هذا هو عين العقل وهذه هي روح المسؤولية، أما أن نحمل المسؤولية للطرف الآخر ونثير مشكل كان الفريق المغربي في غنى عنه، فهذا خطأ جسيم يمكن أن تؤدي الرجاء تبعاته غاليا، خاصة وأن اللاعبين ومعهم أفراد الطاقم التقني ظلوا عالقين بالمطار دون نوم إلى أن تدبرت السفارة المغربية الأمر في آخر لحظة ليلتحق الجميع بالفندق بعد ساعات طوال من المعاناة.
ولعل المغامرة الكبرى هي كون بعثة الرجاء ظلت لساعات. طوال بجانب المطار، ومن حسن الحظ أن أفرادها لم يتعرضوا لأذى في ظل الأوضاع الأمنية الصعبة التي تعرفها نيجيريا، وكل زائر لهذه الدولة ينصح بطلب حماية أمنية من طرف شركات خاصة أو الأمن الرسمي.
خطأ كبير نتمنى أن لا يؤثر على استعداد مكونات الفريق الأخضر في مقابلته الهامة والقوية، خاصة وأنه الفريق المغربي الوحيد الذي لا زال ممثلا لكرة القدم الوطنية بالأدغال الإفريقية …

محمد الروحلي

Related posts

Top