الرياضة تكرس العلاقات “السوبر” المغربية الإماراتية

في النسخة الثانية من كأس الصداقة المغربية الإماراتية أو ما يصطلح عليه بكأس السوبر الذي يجمع سنويا بين بطلي المغرب والإمارات، تمكن نادي أهلي دبي من إحراز اللقب عقب فوزه على حساب فريق الفتح الرباطي بهدف نظيف سجله الغاني جيان أسماواه في الدقيقة الثالثة من بداية المباراة.
المباراة التي احتضنها مساء الأحد الماضي ملعب الأهلي، عرفت حضور حوالي 3000 متفرج من الجمهور أغلبهم من أنصار النادي المحلي وعدد قليل من أفراد الجالية المغربية المقيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وتميز اللقاء بمستوى متوسط خصوصا في جولته الأولى التي جاءت رتيبة مملة لم ينقذها إلا هدف جيان الخادع وطريقة التشجيع الجمهور المحلي التي منحت الملعب دفئا إضافيا انضاف إلى دفء العلاقات الخاصة والمتميزة التي تجمع تاريخيا البلدين الشقيقين على جميع المستويات، وجاءت الرياضة لتلعب دورا إيجابيا ورافدا من الروافد التي تزيد من ترسيخ هذه العلاقات “السوبر” التي تجمع البلدين.
وإذا كانت الجولة الأولى لم تستوف الشروط المطلوبة بقمة تجمع بطلين، فإن الجولة الثانية عرفت أداء أفضل خاصة من جانب الفريق المغربي الذي تحسن مستواه بشكل ملحوظ، وسعى بكل قوة إلى تعديل الكفة أولا ثم البحث عن انتصار يدون اسمه في سجل أبطال هذه الكأس، بعدما سقط فريق الوداد البيضاوي في النسخة السابقة والأولى أمام نادي العين بمدينة الدار البيضاء بالضربات الترجيحية بعدما انتهى اللقاء بتعادل ثلاثة أهداف مقابل ثلاثة.
الضغط الذي مارسه أصدقاء العميد الفتحي المهدي الباسل اصطدم بحارس أهلاوي يقظ اسمه ماجد ناصر، وهو بالمناسبة الحارس الرسمي للمنتخب الإماراتي، حيث وقف سدا منيعا أمام كل العمليات الهجومية للفريق المغربي وأنقذ فريقه من أهداف محققة، وساهم ناصر في الحفاظ على نتيجة الشوط الأول التي قادت الأهلي إلى الفوز بالنسخة الثانية.
والملاحظ أن كلا الفريقين عانيا من الإرهاق في الدقائق الأخيرة من المباراة وهذه مسألة عادية إذا ما أخدنا بعين الاعتبار البرنامج المكثف والطويل الذي خضع له الفريقان معا، ففريق الفتح وبالرغم من أنه لم يخض بعد أي مباراة من البطولة المغربية، لم ينعم بفترة راحة خلال الصيف، إذ حكم عليه الالتزام القاري بمواصلة المنافسات التي غادرها مؤخرا من دور النصف أمام بجاية الجزائري.
كما خاض بطل المغرب تصفيات كأس العرش وأقصي منها أمام أولمبيك أسفي في دور الربع ليكون مسك الختام بالنسبة إليه ضياع كأس السوبر، علما أنه سيستهل غمار البطولة المغربية من الجولة السادسة، وبالتالي تنتظره 5 مقابلات مؤجلة، كما أن العديد من لاعبيه خاضوا  مقابلات رسمية أو إعدادية مع منتخباتهم سواء بالنسبة للأجانب أو المحليين.
وبالنسبة للأهلي فإن أغلب لاعبيه الأساسيين شاركوا مع منتخب الإمارات في تصفيات القارة الآسيوية الخاصة بكأس العالم روسيا 2018، ونفس الالتزام ارتبط به اللاعبون الأجانب، وهذه القواسم المشتركة ظهر تأثيرها واضحا خلال الجولة الثانية خاصة من جانب الأهلي الذي أكمل لاعبوه المباراة بشق الأنفس وركن للدفاع حفاظا على هدف جيان الذي أبقى على لقب السوبر في خزانة كرة القدم الإماراتية.
انتهى اللقاء بفوز صغير لصالح الأهلي، لكن في مناسبة كبيرة كرست عمق العلاقة الثمينة التي تجمع البلدين كما كرست الدور الإيجابي الذي تلعب الرياضية في التقارب وترسيخ أواصر الصداقة والإخاء وقيم الوفاء.
ومن الإضافات الجميلة التي عرفتها النسخة الثانية إجراء سوبر آخر، لكن هذه المرة بصيغة المؤنث من خلال خوض مباراة خاصة بالعنصر النسوي جمعت بطل المغرب الجيش الملكي وبطل الإمارات وهو نادي أبوظبي، والغلبة كانت هذه المرة لفائدة إناث المغرب بحصة كبيرة بلغت أربعة أهداف لاثنين في مباراة استعراضية من جانب تشكيلة المدرب المغربي عبد الله هيدامو، مباراة تألقت فيها بصفة خاصة اللاعبة المتميزة غزلان شباك وهي بالمناسبة ابنة اللاعب الدولي السابق العربي شباك.
ومن الملاحظات المثيرة بالنسبة لمباراة الإناث تواجد مجموعة من اللاعبات المغربيات ضمن تشكيلة الفريق الإماراتي تتقدمهن المحترفة ابتسام بوحراث التي سبق أن لعبت بنادي أندرلخت البلجيكي وعززت صفوف المنتخب النسوي المغربي في أكثر من مناسبة.
إضافة أخرى رائعة ميزت النسخة الثانية من كأس الصداقة المغربية الإماراتية وتجلت في تخصيص تكريم خاص للزميلين العزيزين عبد اللطيف الشريبي ومصطفى بدري وهى مبادرة مشكورة جاءت لتسجل لحظة اعتراف ووفاء من طرف المنظمين اتجاه لرجال الإعلام الرياضي عموما وإذ نهنئ الزميلين اللذين حظيا بهذه الالتفاتة المستحقة، نسجل بكثير من التقدير  مبادرة اللجنة المنظمة المشتركة التي استحضرت بكثير من التقدير دور الإعلام كشريك لا غنى عنه داخل المنظومة الرياضية.
وبهذا تكون كأس السوبر المغربية الإماراتية قد استوفت كل شروط الامتياز والرقى مما يفتح آفاقا أرحب لهذا الموعد السنوي الذي تحول بسرعة إلى مناسبة للوفاء والنبل والصداقة التي تزداد عمقا وترسيخا مع مرور التاريخ.
إلى السنة القادمة مع النسخة الثالثة بالمغرب…

دبي: محمد الروحلي

Related posts

Top