الريال يتجاوز الجزيرة بصعوبة ويصل لنهائي مونديال الأندية

تمكن نادي ريال مدريد الإسباني (حامل اللقب)، أول أمس الأربعاء، من التأهل للمباراة النهائية للكأس العالم للأندية المقامة حاليا بالإمارات، لكن هذا التأهل جاء بصعوبة كبيرة أمام نادي الجزيرة الإماراتي، بعد انتصار متأخر بهدفين للنجمين البرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي غاريث بايل.
وأظهر الفريق الإماراتي شجاعة كبيرة واستعدادا قويا ضد العملاق الإسباني، كما دافع باستماتة عن كامل حظوظه من أجل مواصلة المغامرة، ولم لا العبور نحو النهاية حتى ولو كان الخصم هو بطل إسبانيا وأوروبا والعالم دفعة واحدة.
بل إن الجزيرة كان سباقا للتسجيل عن طريق المهاجم البرازيلي رومارينهو، بعد تمريرة ذكية من طرف نجم الفريق الإماراتي الدولي المغربي مبارك بوصوفة الحامل للرقم 10 بكل ما يحمله هذا الرقم من دلالة، وما يرمز له قيمة فنية ومكانة داخل تشكيلة أي فريق في عالم كرة القدم.
شهدت هذه المباراة حضور جمهور كبير، وصل عدده إلى 36 ألف متفرج، أغلبهم من عشاق الريال، حتى وطرف المباراة فريق إماراتي وينتمي للمدينة التي تحتضن الحدث الدولي، فإن الأغلبية الساحقة من الحضور، جاءت لتشاهد وتشجع النادي الملكي وتستمتع بأداء نجوم كبار يتقدم الكبير كريستيانو رونالدو الذي كان كالعادة سخيا في عطائه، وتمكن من تسجيل هدف التعادل وقاد أغلب العمليات الهجومية.
المدرب الفرنسي زين الدين زيدان ظل وفيا لأسلوب المداورة بين اللاعبين وخلال مباراة نصف النهاية الثانية هذه، أراح مجموعة من اللاعبين الأساسيين، وفي مقدمتهم العميد الإسباني سيرخيو راموس والألماني توني كروس، ليدخل في الشوط الثاني الإسباني ماركو أسينسيو والعائد الويلزي غاريث بايل، هذا الأخير تمكن من توقيع هدف السبق والانتصار، وكان أداؤه مقبولا إلى حد ما، وهو الغائب لمدة طويلة عن الميادين بسبب الإصابات المتكررة.
عرفت المباراة أطوارا وفصولا مثيرة للغاية، عانى خلالها أبطال العالم كثيرا أمام حماسة ورغبة لاعبي الجزيرة في تحقيق أكبر مفاجأة، ولم لا إقصاء حامل اللقب، وبالفعل كان لاعبو الجزيرة بقيادة المايسترو بوصوفة، قريبين جدا من تحقيق هذا الحلم الكبير، إلا أن التجربة خانتهم في الأخير، خاصة بعد أن رمى زيدان بكل ثقله في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، بإدخال كل من أسينسيو وبايل إضافة للوكاس فاسكيز.
تألق من جانب الفريق الإماراتي الحارس علي خصيم الذي صد أكثر من محاولة سانحة للتسجيل، ووقف سدا منيعا أمام رونالدو والفرنسي كريم بنزيمة والإسباني إيسكو والبرازيلي مارسيلو ولوكا مودريتش، كل هؤلاء حاولوا بكل الطريق لهزم خصيم، نوعوا من طرق الوصول إلى مرماه، إلا أنهم عجزوا أمام براعته ولم يتمكنوا من ذلك إلا بعد خروجه مصابا وتعويضه بزميله الاحتياطي خالد السناني، هذا الأخير لم يكن ضعيفا إلا أن الخبرة قالت كلمتها في الأخير، كما أن التعب نال من لاعبي الفريق المحلي، وأكملوا المباراة بصعوبة كبيرة.
لم يقف حارس الجزيرة وحده صدا منيعا أمام لاعبي الريال، فالعارضة صدت خمس كرات متاحة للتسجيل، كما اضطر الحكم البرازيلي ساندرو ريكي للاستعانة بتقنية الفيديو مرتين، الأولى لإلغاء هدفي بنزيمة خلال الشوط الأول وبوصوفة مع بداية الجولة الثانية بداعي الشرود، ولو تم قبول هدف بوصوفة كان سيكون هو الهدف الثاني لفريقه، في وقت كان فيه الفريق المدريدي منهزما بهدف لصفر، إلا أن علي أحمد مبخوث المنفرد لوحده بالحارس كيلور نافاس من خلال هجوم مرتد خاطف، تأخر كثيرا في تمرير الكرة على طبق من ذهب لبوصوفة المتواجد لوحده وجها لوجه مع الحارس.
الريال إذن في النهاية، وسيواجه غريميو البرازيلي في مباراة لن تخلو من الندية والإثارة، وسيكون حاضرا فيها المدافع المغربي الشاب الواعد أشرف حكيمي الذي يثبت مباراة بعد أخرى أنه في مستوى الثقة الذي يضعها فيه زيدان، وتبين من خلال مباراة النصف، أنه عنصر ثابت في التكتيك الذي يطبقه المدرب الفرنسي، وحل من الحلول المتاحة كلما استعصى الأمر من الجهة اليسرى التي ينشط فيها بكثير من الثقة، بل يمتلكها بالكامل الساحر البرازيلي مارسيلو.
وتواجد حكيمي وأيضا بوصوفة في موعد كبير مثل هذا، يعد بالفعل مكسبا مهما لكرة القدم الوطنية، على بعد أشهر من انطلاق نهائيات كأس العالم بدولة روسيا، والمغرب سيكون طبعا واحدا من المنتخبات التي ستدافع بقوة عن حظوظها بفضل لاعبين متألقين أمثال بوصوفة وحكيمي.

دبي: محمد الروحلي

 عدسة : مكاو عقيل

Related posts

Top