السكتاوي لـ “بيان اليوم”: رواق أمنيستي بالمعرض منبر للانفتاح والنقاش حول مختلف القضايا التي تهم حقوق الإنسان

على غرار عدد من المشاركات التي تؤثث فضاء المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي تحتضنه مدينة الرباط، هناك لمسة خاصة، لمسة حقوقية هدفها من فعاليات المعرض هو التوعية بشكل أكبر بكل ما يتعلق بالحقوق والحريات.
رواق ذو لون متميز يمزج بين الأصفر والأسود ويافطات كتبت عليها عديد من الشعارات التي تطالب بحق الإنسان وضمان حريته، يافطات تحتفي بالقضايا الإنسانية وعلى رأسها قضية فلسطين، يافطات تنبه إلى جرائم الاحتلال وتجاوزاته في حق شعب مقهور صودرت كافة حقوقه.
هكذا هو رواق منظمة العفو الدولية بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، رواق متميز يعتمد بالأساس على التواصل، التواصل مع مختلف الأجيال وتوعيتهم بحقوق الإنسان بالقضايا الإنسانية العادلة بما يحدث حولهم من تجاوزات تمس حقوقهم وحقوق غيرهم في التعبير، تنبه إلى ما يجري في العالم من تجاوزات ومن مصادرة حق العيش من شعوب بأكملها كما يقع في فلسطين.
“بيان اليوم” زارت رواق المنظمة وتوقفت عند أهم ما تقوم به “أمنيستي” من أجل إشعاع ثقافة حقوق الإنسان والتواصل مع زائري المعرض والوافدين عليه من الشباب والنساء والأطفال ومختلف الفئات.
تبرز هذه السنة منظمة العفو الدولية مجموعة من القضايا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث تستهدف المنظمة مختلف الفئات وتخلق نقاشات مستمرة مع الزوار لتعريفهم بنظام الفصل العنصري الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني، والذي يعد من أقسى التضييقات والجرائم.
وتقرب أمنيستي زوار المعرض من كافة الجرائم التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، وتدعو إلى تملك القضية وإدانة كل هذه التجاوزات التي ترقى إلى جرائم، وآخرها جريمة اغتيال الصحفية شرين أبوعاقلة التي ترى المنظمة على أنها جريمة ترقى إلى جريمة حرب.
ومن خلال تخليد اسم الصحفية شيرين أبوعاقلة، تدافع أمنيستي من خلال رواقها على حرية التعبير، وأساسا حرية الصحافة التي أصبحت مستهدفة بشكل كبير في كثير من الدول، إذ تعتبر أن اغتيال شرين بوعاقلة يبرز هذا التوجه، خصوصا لدى دولة الاحتلال.
وتدعو المنظمة إلى عدم الإفلات من العقاب، ومتابعة القضية باعتبارها جريمة حرب نفذها الاحتلال في حق صحفية بدم بارد، كما تطالب، في هذا الصدد، بحماية الصحفيين في العالم وحماية حرية التعبير والرأي، إذ تستهدف المنظمة جميع الفئات العمرية للانخراط في حملات التعريف بالقضايا الإنسانية وتملكها والدفاع عنها.
إلى جانب ذلك، ولكون الآداب الافريقية هي ضيف شرف الدورة الـ 27 من المعرض الدولي للنشر والكتب، تحتفي أيضا أمنيستي من خلال رواقها بالثقافة الإفريقية عبر جعله فضاء للصوت الإفريقي.
وقالت المنظمة إن اختيارها لهذا الصوت، يأتي لما عرفته هذه القارة من الاستعمار وعدد من التجاوزات الحقوقية وعلى رأسها استعباد أبناء القارة الذي سيقوا عبيدا إلى الغرب في ما مضى، بالإضافة إلى ما تم القيام به من تقسيم وتجزئة والقذف بها في أتون الحروب الإثنية وحرمانها من نيل السيادة السياسية والاقتصادية على ثرواتها الطبيعية.
وتقرب أمنيستي رواد المعرض من الثقافة الإفريقية والتاريخ الحقوقي للقارة، التي ترى المنظمة أنها استطاعت أن تنهض من جديد بفضل صمود مفكريها المتنورين ومثقفيها ومبدعيها الأحرار.
إلى ذلك، وفي تصريح لجريدة “بيان اليوم” قال محمد السكتاوي الكاتب العام لمنظمة العفو الدولية – المغرب إن المنظمة حاولت من خلال مشاركتها في فعاليات الدورة السابعة والعشرين من المعرض الدولي للنشر والكتاب جعل رواقها منبرا للحوار والنقاش والانفتاح على الجمهور العام حول قضايا حقوق الإنسان الأساسية.
وأضاف السكتاوي أن الرواق منبر للانفتاح والنقاش حول مختلف القضايا التي تهم حقوق الإنسان سواء المتعلقة بالوضع الحقوقي بالمغرب وخاصة مسألة حرية التعبير وحرية الصحافة ومعتقلي الرأي، أوالقضايا الإنسانية كقضية فلسطين من خلال الحملة العالمية لمناهضة والمطالبة بإنهاء الفصل العنصري الإسرائيلي.
وأوضح السكتاوي أن أمنيستي اختارت أن تركز حملة هذه السنة على الصحفية شيرين أبوعاقلة رمز الصحافة الحرة والقوية والمستقلة والتي كان لها صوت مؤثر في العالم وأريد لها أن تصمت وتم إخراسها، مؤكدا على أن أمنيستي تطالب بمحاسبة المجرمين على اعتبار ما حصل من اغتيال هو جريمة حرب.
في نفس الإطار، لفت مدير أمنيستي بالمغرب أن المنظمة من خلال حملتها تطالب أيضا بتفكيك نظام الفصل العنصري الإسرائيلي وبضمان حق العودة لكل الفلسطينيين إلى ديارهم وإلى أراضيهم.
وبخصوص أنشطة المنظمة بالمعرض، أشار السكتاوي إلى تنظيم رواق أمنيستي لمجموعة من اللقاءات، من ضمنها لقاءات حوارية مع جمعيات المجتمع المدني، حيث تعقد المنظمة لقاء حول الطفولة مع جمعية الطفولة الشعبية، ولقاء مع فاعلين حقوقيين من ضمنهم الحقوقي عبد الرزاق الحنوشي بخصوص مؤلفه البرلمان وحقوق الإنسان، ولقاء آخر مع الحقوقي الحبيب بلكوش مدير مركز حقوق الإنسان والديمقراطية حول قضايا عامة لحقوق الإنسان.
وجدد السكتاوي التأكيد على أمنيستي تجعل من رواقها منبرا للأصوات ولكل الأصوات للتعبير عن مواقفها وآراءها، موضحا أن ما يقال ويذكر في اللقاءات لا تتبناه المنظمة بالضرورة وإنما يأتي ذلك في إطار تدعيمها لحرية الرأي وحرية الصحافة وحرية التعبير.

   محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top