الشاعرة المغربية مليكة كباب: ضرورة برمجة المعرض موازيا مع العطلة المدرسية ليتمكن أكبر عدد من التلاميذ من زيارته

من آخر إصدارات الشاعرة المغربية مليكة كباب: ديوان شعري بعنوان: “ماذا لو”، بمناسبة الدورة الحالية للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، كان لبيان اليوم حوار معها.

> ماذا يشكل بالنسبة إليك المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء؟
< المعرض الدولي للنشر والكتاب بالنسبة إلي كمبدعة وشاعرة وفاعلة ثقافية، ملتقى متعدد الأبعاد وصلة وصل بين المبدع والقارئ بطريقة مباشرة.
كما أنه فضاء يلتقي فيه المبدعون من مختلف الأقطار ومختلف التوجهات، كل من وجهة نظره يساهم في إغناء المشهد الثقافي وتطويره.

> ما هو أحدث إصداراتك وما هي خطوطه العريضة؟
< بعد إصداراتي الأولى التي هي عبارة عن دواوين شعرية: “من أنا؟”، “إلى متى؟”، “هل سيعود؟”، “لمن؟”، “ولم الخصام؟”، “ألم تر؟”، صدر لي كتاب حديث، هو الآخر عبارة عن ديوان شعري، وهو بعنوان: “ماذا لو؟”.
وتتمحور خطوطه العريضة حول قيم: التسامح، التربية، الأخلاق، البيئة، الوطنية، السمو بالمجتمع، الدفاع عن المرأة كفاعلة أساسية في تطور البلاد وكداعمة ومساهمة في تكوين أجيال بناءة.

> ماذا عن تجربتك بخصوص الحضور والمساهمة في فعاليات المعرض؟
< لعل الاستنتاج المهم الذي استخلصته من خلال حضوري ومساهمتي، هو التواصل المباشر مع القارئ وتكسير ذلك الحاجز النفسي والمفتعل الذي يحس به القارئ وهو يتابع عن بعد مبدعه المفضل، سواء عبر إصداره أو عبر الإعلام، فهو يجد نفسه وجها لوجه أمام كاتبه أو شاعره.. يطرح عليه ما أراد من أسئلة.. يوقع له عملا. أو يأخذ معه صورة.. وهذا يساهم في عشق القراءة.

>ما هي ملاحظاتك على المستوى التنظيمي للمعرض؟
< المستوى التنظيمي يختلف من سنة إلى أخرى. تارة يكون جيدا وتارة أخرى يكون ناقصا.
على سبيل المثال: الفضاءات المخصصة للتوقيعات ضيقة ولا تليق بالمبدع ولا حتى بالحضور.
وللأسف الإدارة المشرفة على التنظيم لا تأخذ بعين الاعتبار الملاحظات التي يوجهها المبدعون، حيث تضع الإشراف على هذه الفضاءات بين يدي بعض الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالإبداع، وهذا ما أدى إلى إحجام أسماء ثقافية وازنة ومقاطعتها للمعرض.. وهذا المشكل يزداد سنة بأخرى.

> ما هي القضايا التي تظهر لك ضرورية للمناقشة في البرنامج الثقافي؟
< أولا، يجب على وزارة الثقافة أنه بمجرد انتهاء المعرض أن توجه استفسارا لكل الفعاليات الثقافية المشاركة حول الملاحظات التي دونوها خلال المعرض.
ثانيا: أن تفتح شباكا خلال أيام المعرض لتلقي الشكايات المختلفة التي قد تساعد على تحسين ظروف التنظيم.
ثالثا: إنشاء لجان ثقافية على صعيد كل جهة لتمكينها من بلورة البرنامج واحتواء الفعاليات الثقافية والمبدعة التي لها دور فعال على صعيد الجهة.
رابعا: فتح المجال لكل الفعاليات للمساهمة في تنظيم المعرض وعدم الاكتفاء بلجنة تنظيمية مغلقة لا تتغير.
خامسا: برمجة المعرض مع العطلة المدرسية ليتمكن أكبر عدد من التلاميذ من الحضور، خصوصا من الجهات الأخرى.
سادسا: توفير وسائل النقل لتمكين الناس من الوصول إلى المعرض انطلاقا من وسط المدينة

> ما هي اقتراحاتك للنهوض بوضعية النشر والقراءة بالمغرب؟
< للنهوض بوضعية النشر والقراءة هناك ملاحظات لا بد منها:
دعم الكتاب والشعراء وتشجيعهم على نشر وتوزيع مؤلفاتهم.
دعم المكتبات وتشجيعها على بيع الكتاب المغربي.
خلق دور للنشر مدعمة من طرف وزارة الثقافة لطبع الكتب وتوزيعها عبر المملكة.
تجهيز المكتبات العمومية ودور الشباب بالكتب وتنظيم توقيعات دورية على غرار ما تقوم به جمعيات المجتمع المدني.
دعم الجمعيات ذات التوجه الثقافي وتشجيعها وتوفير الفضاءات اللازمة لذلك.
على وزارة الثقافة مراقبة مندوبيها والاطلاع على برامجهم الثقافية.. وتنصيب الشخص المناسب في المكان المناسب.

> ما هي ملاحظاتك على سياسة دعم الكتاب التي تنهجها وزارة الثقافة؟
< للأسف سياسة دعم الكتاب لازالت لم تتحرر بعد، ولا زالت العقليات التي لا تحب التغيير تسد الطريق أمام كل ما هو مخالف ومختلف.. وتكتفي بدعم الأسماء المعروفة على الصعيد الوطني ونادرا ما تدرج مبدعا مغمورا. وهناك مبدعون بعدما يئسوا من دعم وزارة الثقافة في وطنهم، تمكنوا من الحصول على دعم من دول عربية أو غربية بعدما تبين أن إبداعاتهم في المستوى الجيد رغم كونهم غير معروفين في بلدهم.

> ما هو تصورك لمستقبل الكتاب الورقي؟
< أعتقد أن مستقبل الكتاب الورقي في المغرب مرتبط بالدرجة الأولى بمستوى القراءة والمطالعة،
وحسب الإحصائيات، فإننا نحتل الصفوف الأخيرة، فيما يخص مستوى القراءة. لذلك فإن أردنا أن نحافظ على مستوى الكتاب الورقي، علينا أن نشجع القراءة عبر مراحل التعليم والتربية ابتداء من البيت ومرورا بالمدرسة.
القراءة في المغرب ضعيفة جدا ويصعب التكهن بمستقبل الكتاب الورقي .. بل حتى الكتاب الرقمي لا يرقى إلى المستوى المطلوب.
وعليه فإن مستقبل الكتاب الورقي مرتبط أساسا بالسياسة التعليمية والثقافية عموما ولا يمكن فصله،
إذا ارتقت سياستنا التعليمية، فانه سيرتقي، وإذا كان العكس فانه سيظل حبيس الرفوف والمكتبات أو ربما سنجده مرميا عند باعة المتلاشيات والأشياء القديمة.

> حاورها: عبد العالي بركات

Related posts

Top