الشاعر ادريس الملياني يوقع ديوانه الشعري “أعراس الميادين”

كان لعشاق الشعر، أول أمس الأحد، برواق مقاربات للنشر بالمعرض الدولي للكتاب بالدارالبيضاء، موعد مع الشاعر المغربي إدريس الملياني الذي وقع ديوانه الشعري الجديد “أعراس الميادين”.
الديوان الجديد للشاعر الملياني الذي يتحدث فيه عن الربيع العربي والثورات التي شهدتها مجموعة من البلدان العربية، يقدم مشاهد لأحداث درامية بمجموعة من الميادين التي احتشد فيها الثوار بكل من تونس ومصر، مرورا إلى ليبيا وعدد من الدول العربية، حيث يصف الأحداث الدرامية بشكل ساخر.
في هذا السياق، قال إدريس الملياني إن ديوانه الشعري “أعراس الميادين” الصادر عن “مقاربات” للنشر، هو ثاني ديوان بعد ديوان “أبياتي آياتي”، مضيفا أن هذين الديوانين لهما تيمة فكرية وشعرية واحدة.
وأبرز الملياني في تصريح لـ “بيان اليوم” على هامش حفل توقيع الديوان، أن القصائد “محاولة رصد شعري لما كان يجري في المنطقة العربية وموجة الربيع العربي والحراك السياسي”، مشيرا إلى أنه “عمل على تسجيله وكتابة مشاهد درامية ساخرة منه في معظمها”.
واعتبر الشاعر الملياني أن الحراك السياسي، “فورات جماهيرية عارمة كانت تحمل بذرة أمل في الحرية والعدالة والديمقراطية كما كان يحلم الجميع، لكن مع الأسف، هذا الحراك السياسي لم يواكبه ويعمقه حراك آخر موازي أو كما أسميه: (عراك) ثقافي وفكري وتنويري، حتى يكون الفكر الثوي التنويري التقدمي الحداثي هو الموجه والقاطرة لهذا الحراك العربي”.
وشدد الشاعر في كلمته على أن غياب هذا الفكر الثوري الموازي سرعان ما أدى بـتحول “أعراس الميادين” إلى “مآثم”، من المحيط إلى الخليج، والتي أوضح أن نيرانها لا تزال مشتعلة وتعاني منها الشعوب.
من جهة أخرى، قال الملياني “إن الإبداع المغربي والعربي لم يكتب كثيرا عن الحراك الذي كان ذا بعد إنساني والذي ربما انتقل إلى دول أوروبية، إلا القليل من الكتابات الجميلة،
وحتى أدونيس الشاعر وعبقري الحداثة العربية، لم يكتب عنه سوى قصيدة وحيدة لا ترقى إلى مستوى عبقريته الفكرية والشعرية، وقس على ذلك من الكثيرين الذين لم يتحدثوا بالشكل الكافي عن هذه المرحلة”.
وأوضح المتحدث أن “الشعر والإبداع يحتاج إلى التطرق إلى المرحلة الراهنة عكس ما يقال بأن الشعر والإبداع بشكل عام لا يكتب عن حدث آني، وإنما يحتاج إلى بعد زمني حتى تختمر التجربة، حيث أكد أن الإبداع إن لم يكن ابن واقعه وابن المرحلة وإن لم يكتب عما يجري هنا والآن، سينسى ولن يستطيع المبدع والشاعر أن يكتب عنه شيئا”، معتبرا أن “المبدع كما يقال شاهد عصره وسيد زمانه، ولا يمكن الرهان على أجيال المستقبل، لأن مصيرها في يدها ولها مرحلتها وتجربتها الخاصة”.
لكن بالمقابل، أوضح الشاعر أن “هناك بعض الأعمال الإبداعية العبقرية التي استطاعت أن تخترق زمانها وعاشت عصورا أخرى، ولهذا فالجميع يستمتع بالإبداع اليوناني والصيني والهندي والإبداع العربي ما قبل الإسلام أو كما يسمى بالجاهلي، لافتا الانتباه إلى أن هذا النوع من الإبداع اخترق زمانه لأنه كان وفيا ومخلصا للإنسان وواقعه ومجتمعه”.
وعن دوانه الشعري الجديد، جدد الملياني التأكيد على أن التجربة، بالإضافة إلى ديوانه: “أبياتي آياتي”، هما معا لهما تيمة واحدة، إذ يتضمنان نصوصا شعرية، منها التفعيلي ومنها قصيدة النثر، منها نصوص قصيرة ونصوص طويلة، وكلها تحاول، حسب كاتبها، أن تصور ما جرى وما يجري، ويمكن أن يكتب عنه في المستقبل نصوصا أخرى.
يشار إلى أن إدريس الملياني سبق وأن أصدر مجموعة من الدواوين منها: “أشعار للناس الطيبين” (بالاشتراك) 1968 – “في مدار الشمس رغم النفي” 1974 – “في ضيافة الحريق” 1994 – “زهرة الثلج” 1998، بالإضافة إلى إصداره الأخير عن دار مقاربات للنشر، “أعْرَاسُ الميادين”، والتي زينت واجهة غلافه بلوحة للفنان أحمد الأمين.
ومن بين ما جاء في الديوان:
“المطلوب بالتالي الخروج النهائي من «ذاكرة النسيان» ومن «مقدمة ابن خلدون» ومن شتى الظلاميات والعباءات والإكراهات والتابوهات، بإطلاق العنان لكل الحريات وسراح الحوريات السيرينات الأسيرات والرفع من سقف المطالب والقطع مع ماضي القمع الدموي والزيف المعشش والوحش القمعي كأبي الهول في كل مكان وعلى كل لسان”.

محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top