الشبيبة الاشتراكية تؤجل مؤتمرها الوطني الثامن إلى منتصف شهر شتنبر القادم

قرر المجلس المركزي للشبيبة الاشتراكية، المنعقد في دورة استثنائية، أول أمس الأحد بالرباط، تمديد آجال انعقاد المؤتمر الوطني الثامن إلى غاية منتصف شهر شتنبر القادم، تحت شعار «الشباب.. وتكريس الخيار الديمقراطي».
وجاء قرار تمديد آجال انعقاد المؤتمر الوطني الثامن للشبيبة الاشتراكية، والذي كان مقررا عقده نهاية الشهر الجاري، نظرا لعدم استكمال المسلسل التحضيري، بما في ذلك عدم تمكن العديد من الفروع المحلية والإقليمية للمنظمة من عقد جموعها العامة وانتداب المؤتمرين، داخل الآجال القانونية، بالإضافة لعدم استكمال أشغال اللجان الموضوعاتية خاصة لجنة الوثيقة السياسية التي تحدد التوجهات الكبرى للشبيبة الاشتراكية ومواقفها من العديد من القضايا التي تستأثر باهتمام الرأي العام الوطني، وخاصة تلك المرتبطة بقضايا الشباب وانشغالاته.
وتميزت أشغال هذه الدورة الاستثنائية للمجلس المركزي للشبيبة الاشتراكية، بالكلمة التوجيهية التي ألقاها محمد نبيبل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، والتي وقف من خلالها على التطورات الكبرى التي تعرفها الساحة السياسية الوطنية والتي بلور بشأنها الحزب مواقف واضحة، عممها على الرأي العام الوطني، سواء خلال اللجنة المركزية أو ضمن بلاغات المكتب السياسي، وهو ما يجعل من حزب الكتاب، بحسب أمينه العام، حزبا متفردا بانتظام مواقفه.
ومن خلال تحليله لبعض مميزات المشهد السياسي الوطني، وقف محمد نبيل بنعبد الله على ما اعتبره مفارقة أساسية متمثلة، بنظره، في كون الأوضاع الاجتماعية ليست أسوء مما كانت عليه قبل خمس سنوات، إلا أن الإحساس العام السائد لدى مختلف الأوساط بالحيرة هو إحساس سلبي يرافقه تعبير وقلق وعدم وضوح الرؤية المتعلقة بالآفاق.
وعزا محمد نبيل بنعبد الله، ذلك الإحساس العام، إلى غياب حضور سياسي قوي، وهو ما يتعين على شبيبة حزب التقدم والاشتراكية استحضاره، مشيرا إلى أن تغييب المشهد السياسي ومحاولة مراقبته، هي مسألة أحدثت فراغا سياسيا، وصفه بـ «الخطير» على اعتبار أن الطبيعة لا تحب الفراغ، مما أدى إلى إفراز تعبيرات أخرى غير مؤطرة من قبل المؤسسات المعترف بها، مؤكدا على أن تغييب الأحزاب السياسية يؤدي، بالضرورة، إلى اتساع الهوة ما بينها وبين المواطنين وتطفو على السطح مقاربات شعبوية ترفض التعامل مع الأحزاب ومع الهيئات القانونية الموجودة.
وانتقد نبيل بنعبد الله، ما ذهبت إليه الحكومة، التي اعتبرت أن تنسيقية طلبة كليات الطب والصيدلة والأسنان، تحركها جهة بعينها، في إشارة إلى «جماعة العدل والإحسان» وقال «إن هذا الاتهام غير صائب، وهو في نفس الوقت اعتراف بالفراغ السياسي الذي تحدثنا عنه، واعتراف أيضا، بهذا المكون»، مؤكدا على أن البلاد في أمس الحاجة إلى الخروج من هذه الوضعية بالنظر إلى ما يحدث في البلدان المجاورة.
ودعا نبيل بنعبد الله، في السياق ذاته، إلى إعطاء نفس سياسي جديد وإحداث انفراج سياسي بطي صفحة المعتقلين على خلفية الحركات الاحتجاجية التي عرفتها بعض المدن المغربية، كالحسيمة وجرادة، ورفع اليد عن الأحزاب السياسية، وفتح الباب أمام إصلاحات اجتماعية مع إعطائها حمولة سياسية، مؤكدا على أن الحاجة إلى إعادة الهيبة للفضاء السياسي بات ضروريا، مشيرا إلى أن ما تقوم به الحكومة الحالية هو في نفس مستوى ما قامت به الحكومات السابقة، لكن الإشكال في نظره، هو غياب البعد السياسي، وهو ما يؤدي إلى فقدان الثقة والحيرة لدى أوساط عديدة.
وشدد محمد نبيل بنعبد الله على أن أصول حزب التقدم والاشتراكية ومرجعيته، لا تسمح له بالسكون والارتكان إلى الرضا عن النفس، وهو ما يحتم عليه، القيام بدوره في التنبيه إلى الحاجة إلى نفس إصلاحي جديد بحمولة سياسية.
وقال الأمين العام لحزب الكتاب مخاطبا شبيبة حزبه إن «حزب التقدم والاشتراكية يدبر مشروعا سياسيا بأهداف واضحة، ترتكز على بناء الدولة الديمقراطية الحداثية، باقتصاد وطني قوي، يتمتع فيه الجميع بحقوقه الفردية والجماعية، وتسودها العدالة الاجتماعية والمجالية، ولا يدبر المسارات الشخصية للأفراد ولا لأي كان سواء في الشبيبة أو في الحزب»، داعيا إلى ضرورة الانكباب على نقاش سياسي حول هذا المشروع المجتمعي «الذي نطمح له بشكل جماعي»، على حد تعبيره.
من جانبه، أكد جمال كريمي بنشقرون الكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاشتراكية، على المجهودات التي بذلتها اللجنة التحضيرية الوطنية للمؤتمر الوطني الثامن خلال الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى المجهودات التي تقوم بها مختلف الفروع المحلية والإقليمية، حيث تم عقد قرابة 70 جمعا عاما على الصعيد الوطني، وهو ما يمثل بحسب الكاتب العام، 48 في المائة من مجموع الفروع الوطنية.
ومع ذلك، ذكر جمال كريمي بنشقرون، أن هناك العديد من الفروع المحلية والإقليمية التي لم تتمكن من عقد جموعها العامة، وهو ما حذا بالقيادة الوطنية للمنظمة إلى التفكير في تمديد آجال المؤتمر، لتعذر انعقاده في الوقت الذي كان محددا، بالإضافة إلى عدم استكمال بعض وثائق المؤتمر وخاصة الوثيقة السياسية التي قال «إنها في طور الصياغة النهائية، وستبعث إلى مختلف الفروع، في غضون الأسبوع الجاري، من أجل مناقشتها والإسهام في إغنائها».
من جانب آخر، قدم جلال المعطى عضو المكتب الوطني ورئيس اللجنة التحضيرية الوطنية، خلال هذه الدورة الاستثنائية، صورة مفصلة حول المسلسل التحضيري والمراحل التي قطعتها مختلف اللجان الموضوعاتية في الإعداد الأدبي والمادي واللوجيستيكي، مشيرا إلى أن أجندة التحضير للمؤتمر والتي انطلقت شهر يناير الماضي، عرفت سلسلة من الاجتماعات، وتمكنت اللجنة التحضيرية الوطنية من بناء قاعدة المعطيات بكل ما لها وما عليها، والتي على أساساها يتشكل البناء القانوني لانتداب المؤتمرين.
وأبرز جلال المعطى أن المبدأ التي نهجته اللجنة التحضيرية يقوم على الإنصات وعلى إنضاج الفكرة والظروف والتقريب بين مختلف وجهات النظر من أجل كسب رهان تنظيم المؤتمر الثامن كمحطة أساسية ومفصلية في مسار منظمة الشبيبة الاشتراكية خاصة في سياق هذه المرحلة الأساسية، ولجعل المؤتمر مناسبة حقيقية لتعزيز صفوف المنظمة وجعلها فضاء استقبال أمام الشباب الراغب في الدفاع عن المشروع المجتمعي الذي تطمح إليه هذه المنظمة المتشبعة بقيم الحداثة والتقدم المجتمعي.
يشار إلى أن هذه الدورة الاستثنائية حضرها إلى جانب الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أعضاء وعضوات الديوان السياسي، غزلان المعموري، وفاطمة الزهراء برصات، وإدريس الرضواني وعز الدين العمارتي.

> محمد حجيوي

Related posts

Top