الشعر العربي وشعريات عالم الجنوب وصلات التأثير والتلاقي

 شكل التعبير الشعري النشاط المركزي لموسم أصيلة، في إطار اللقاء الشعري الثالث، الذي تناول بشكل محدد ” الشعر العربي وشعريات عالم الجنوب: أفريقيا وأمريكا اللاتينية “وصلات التأثير والتلاقي.

 وفي كلمة بالمناسبة الأدبية التي حضرها جمهور عريض من المثقفين والأكاديميين المغاربة والأجانب، أبرز أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة محمد بنعيسى، أن اللقاء الشعري الثالث هو لحظة جديدة، في مقاربة تجربة  شعرية  متغايرة الألوان والظلال، شاءت الظروف أن تلتئم منذ سنوات بعيدة حول قضايا ومحاور، يتداخل فيها الهاجس الجمالي بالهموم الإنسانية، والانشغالات الفكرية، مضيفا أن اللقاء يجيب على أهم أسئلة المنجز الشعري، في جدله مع المرجعية الجمالية الكونية.

 وأضاف أن القضايا المطروحة في اللقاءات الشعرية، كما هو حال لقاء اليوم، دوما مقترنة باستدعاء أعمق التجارب والإنجازات الشعرية العربية والإفريقية، وشهدت حضور أصوات تباينت طرائقها في التعبير الشعري، منها من تسامق  في سماء المجد، ومنها من أسلمته الأيام إلى بياض  صمت مؤقت أو أبدي، ومنها من غادرنا في أوج حضوره فاستمر في غيابه ملء السمع والبصر. وأكد بنعيسى أن اللقاء الشعري ” لحظة تقاطع بين أسئلة وافدة من منابع شتى، من الفكر والسياسة والاقتصاد والتشكيل والموسيقى والأدب”، إنه “التقاطع المنتج لحساسية ثقافية رفيعة تتوق أصيلة وموسمها لإشاعته، من أجل ترسيخ قيم  السلام والحرية والرقي والتسامح “.

 واعتبر بنعيسى أن الإصرار على أن يكون للشعر العربي حلقة في الموسم ” محاولة لإقناع الذات بأنه لا زال ثمة للتعبير الشعري تلك السلطة والمكانة القديمتين، وهو سعي إلى تكريم مكون رئيس من مكونات الحداثة الأدبية العربية والاحتفاء بكيان الشاعر ومن ثم إلى رد الاعتبار للقول الشعري “، موضحا أن جلسات القراءة “توثق الصلات ما بين الشعر وجمهوره، وهي لحظة تماس مدهش بين الصوت المتخيل للشاعر وتحققه الحسي”.

 وشدد على أن اللقاءات الشعرية هي أفق ل”مناهضة محيط البشاعة والابتذال ،و العمل الثقافي المتواصل لأجل إشاعة مناخ يطبعه التعدد، والانفتاح، وروح المغامرة الإبداعية، وينشد فيه الجميع قيم الجمال”. ومن جهته، اعتبر منسق اللقاء الباحث شرف الدين ماجدولين، في كلمة تقديمية بمناسبة اللقاء الشعري أن لغات الشعر الأفريقي والأمريكي اللاتيني تشمل التعبيرات الشفاهية ، لها إنتاج شعري فريد ومشتركها الثقافي والجمالي، مبرزا أن اللقاء الشعري يسعى إلى التفكير مجددا في صلات التأثير المنسوجة والمفترضة بين شعر عربي مافتئ يجدد لغته ومبانيه ودوائره الدلالية وشعريات أفريقية وأمريكية لاتينية تعمق باسترسال سبل جدلها مع التاريخ والوقائع اليومية ومع أسئلة الفكر والهوية والوجود. كما أن اللقاء الشعري يرصد، حسب ذات المصدر، ما تحقق عبر جهود الترجمة والدراسات النقدية المقارنة الذي ينحو إلى تكريس أفق هذا الانتماء وإخصابه عبر الإصغاء إلى أصوات شعرية تبدو متنائية بيد أنها تتقاطع في مستويات شتى.

Related posts

Top