الصعوبة لا تعني الاستحالة  

يخوض مساء اليوم بالعاصمة المصرية القاهرة، فريق الرجاء البيضاوي مباراة الإياب ضد نادي الزمالك، والتي تدخل في إطار نصف نهاية عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم. 
لا يخفى على أحد أهمية هذا الموعد القاري، كما أن الجميع يقر بصعوبة المواجهة بالنسبة للطرفين، خاصة الفريق المغربي انهزم خلال الذهاب بهدف لصفر بمدينة الدارالبيضاء، الشيء الذي يصعب كثيرا من مهمته. 
وإذا كانت معنويات الفريق الأخضر تبدو مرتفعة، وكل مكوناته تعبر عن تفاؤلها بإمكانية تحقيق “ريمونتادا” تاريخية، إلا أن هناك ظروفا غير مواتية، ساهمت في التأثير على استعداداته، وخاصة الحالات الكثيرة التي سجلت فيما يخص الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وهو خطأ غير مقبول تتحمل مسؤوليته بالكامل إدارة الفريق، ومعها الطاقم التقني.
تعدد الإصابات، جعل التداريب تمر في ظروف غير مواتية تماما، كما حرمت الفريق من خدمات عنصر أساسي، ألا وهو الحارس الرسمي أنس الزنيتي، الذي يعد نقطة قوة داخل التشكيلة الرسمية، وكثيرا ما لعب دورا حاسما في تحقيق انتصارات الفريق الرجاوي. 
غياب مؤثر يتطلب من الطاقم التقني تهيىء حارس بديل، والجاهز حاليا هو بوعميرة الذي لازم طويلا كرسي الاحتياط، ليجد نفسه حاليا مجبرا على الدفاع عن عرين فريقه، في مباراة صعبة وصعبة جدا، وعليه استحضار كل إمكانياته من أجل القيام بالدور المطلوب منه.
في غياب الزنيتي إذن، ستجد الرجاء نفسها في مواجهة فريق الزمالك القوى، وتجاوز تعثر الذهاب، وتحقيق نتيجة إيجابية تؤهلها للوصول إلى المباراة النهائية، وهى مهمة تكتسي طابع الصعوبة، خاصة وأن الفريق المصري، يمر بأحسن حالاته التقنية والذهنية، إلا أن المهمة ليست بالمستحيلة، ويظهر ذلك من خلال عبارات التفاؤل التي عبر عنها أغلب اللاعبين ومعهم المدرب السلامي، حيث يؤكد الجميع ان مكونات الكتيبة الرجاوية، ذاهبة إلى القاهرة، من أجل الدفاع عن الكامل الحظوظ، كيفما كانت الظروف والأحوال. 
قبل خوض هذه المباراة بأيام، عبرت بعثة الرجاء عن مطلب أساسي، ألا وهو ضمان تحكيم عادل ومنصف للطرفين، حتى في غياب مؤشرات واضحة تفيد بكون هناك أشياء تحاك في الخفاء، إلا أن تخوف الرجاء يبقى منطقيا، وعملا استباقيا للحيلولة دون حدوث ممارسات، قد يكون لها تأثير على مجريات المباراة ككل.
على العموم من حق الرجاء المطالبة بتحكيم عادل ومنصف، إلا أن الأهم هو الظهور بمستوى لافت،  يمكنها من إحراج المصريين بميدانهم، وأن يدافع كل اللاعبين عن حظوظهم إلى آخر ثانية من عمر المواجهة، مع شرط أساسي، ألا وهو نسيان كلي لمباراة الذهاب، وخوض لقاء اليوم، باعتباره مباراة نهائية واحدة من الضروري الفوز فيها.
حظا سعيدا للخضراء، وكل الأمل أن يكون هناك حضور مغربي في المباراة النهائية ضد الأهلي المصري، ولما لا ترقب نهائي مغربي مغربي بالسوبر الإفريقي.

>محمد الروحلي

Related posts

Top