الصيام والصحة: الخمول والصداع أعراض عادية لكن الاستشارة ضرورية

رمضان هو شهر جوع وعطش ولكنه يعتبر في نفس الوقت بلسما وشفاء للأجساد والأرواح. وللصيام فوائد عديدة، تتوزع على العديد من الجوانب، منها الجانب الروحي والديني، الأخلاقي الاجتماعي، وكذا بالنسبة إلى الصحة البدنية للصائمين. ويوجد اليوم إجماع من قبل العلماء والأطباء على فوائد الجوع لفترات قصيرة للجسم، فأثناء الجوع يبدأ الجسم في تنظيف الأمعاء والكبد والدم من السموم، وتتقلص أمراض الأوعية الدموية، كما أن الجوع لفترات قصيرة ينشط المناعة.

في هذه الزاوية، نسلط الضوء على بعض الجوانب الصحية التي يجب استحضارها من أجل صيام يجسد القول المأثور “صوموا تصحوا”.

الحلقة 1 :

الخمول والصداع.. أعراض عادية لكن الاستشارة ضرورية

مع حلول شهر رمضان المبارك، لا بد من التذكير ببعض الإرشادات الطبية الهادفة إلى صيام صحيح وصحي يحقق الإفادة الروحية والجسدية المأمولة، ويتلافى عددا من المشاكل  كالخمول والصداع والدوار التي يشعر بها الصائمون عادة في الأيام الأولى من الشهر الكريم.

فقد تنتاب عوارض متمثلة في الصداع والدوار وعدم التركيز والغثيان والصعوبة في التنفس بعض الصائمين، في الأيام الأولى من رمضان، وتنتج عن الانخفاض في مستويات السكر في الدم، وذلك لاستعانة الجسم بالجلوكوز المخزن في الكبد والعضلات، في توفير الطاقة. لكن، ما يلبث الجسم بعد بضعة أيام أن يعتاد على مواعيد الأكل والشرب الجديدة. إلى ذلك، يتسبب الانقطاع عن بعض الأطعمة والأشربة التي تعود المرء على تناولها (قبل رمضان) أو أدمنها، ولا سيما المواد المنبهة، كالقهوة بأنواعها والشاي ومنتجات الكافيين الأخرى، والتدخين بأنواعه، بالصداع والخمول في أيام الصوم الأولى. ولذلك يدعو الأطباء كل شخص سليم أن يخفف من استهلاك أي مادة يتناولها بإفراط، مهما كان نوعها، قبل حلول رمضان بفترة معقولة.

من جهة ثانية، لا بد من الاهتمام بنوع الأكل (البروتينات والحبوب والخضروات والفيتامينات) الذي يدخل الجوف، وكمياته، في رمضان، بالإضافة إلى الأكل ببطء، حتى يحصل المرء الفوائد الصحية من الصوم. فإلى جانب تهذيب النفس، هناك فوائد جمة تتصل بعملية تنظيم الأكل في رمضان، واقتصاره على وجبتين رئيسيتين هما الفطور والسحور، تتخللهما وجبات خفيفة. ومن هذه الفوائد ما يرتبط بإراحة الكبد من القيام بالعمليات اللازمة لهضم الطعام، شريطة أن يتبع الصائم نمط التغذية الصحي، والتخفيف من الضغط على الكليتين المسؤولتين عن الحفاظ على التوازن داخل الجسم من خلال التحكم بكمية السوائل، ومعادلة الأملاح داخل الجسم وتخليص الدم من الفضلات، وإراحة الجهاز الهضمي لساعات طويلة. كما يجب تفادي بعض الأخطاء في نمط العيش أثناء رمضان، مثل الإفراط في الأكل، والتدخين.

تحاليل مخبرية ضرورية

لتحضير الجسم للصوم، بعيدا من أي منغصات، ينصح كل شخص سليم يشكو من التعب والخمول والصداع بشكل متقطع، وبدرجة خفيفة إلى متوسطة، بأن يقصد عيادة الطبيب للكشف عن المسبب، لأن هذه العوارض المذكورة آنفا دالة على مشكلة ما. ويمكن أن يخضع الشخص السليم إلى مجموعة من الفحوص والتحاليل المخبرية، قبل رمضان، لتحري حال جسمه، والقدرة على أداء الشعيرة. وتشمل هذه الفحوص: فحص الدم الشامل- فحص الدم الذي يتحرى مخزون الحديد- فحص كالسيوم الدم- فحص تركيز المغنيسيوم في مصل الدم- تحليل الفيتامين “د3”- اختبار كرياتينين المصل.

وعلى كل امرأة حامل أن تستشير طبيبها في شأن إمكانية أداء الشعيرة، وأن تخضع إلى فحوص للتحقق من قدرتها على ذلك. لكن، يجدر الامتناع عن الصوم في الأسابيع الثلاثة عشرة الأولى من الحمل لدور التغذية الرئيسي خلالها في نمو الجنين، وفي الأسابيع الـستة الأخيرة استعدادا للوضع، مع المراقبة الدورية مع الطبيب.

وبالنسبة للمصابين بالأمراض المزمنة (أمراض القلب والشرايين والكلى والجهاز العصبي والرأس والغدد والسكري)، بالإضافة إلى المصابين بالأمراض الخبيثة، فهم معفيون من الصوم، ويجوز لهم الفطر. لكن، على الأفراد في هذه الفئة الذين يعتبرون أن حالتهم مسيطر عليها، أن يناقشوا أمر رغبتهم في الصوم مع الطبيب، والالتزام في إجراء الفحوص التي يرشد إليها الأخير، وصور الأشعة اللازمة، لتقدير القدرة على أداء الشعيرة من عدمها. علما أن المصابين بالنوع الثاني من السكري، يمكنهم السيطرة على الحالة، مع المراقبة الدقيقة لمستويات سكر الدم، وضبط الجرعات العلاجية واتباع مقترحات الطبيب في شأن التغذية في رمضان.

اعداد: سميرة الشناوي

Related posts

Top