الصين تحذر من “حرب باردة جديدة”

في مستهل المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد هذا العام عبر الفضاء الافتراضي، دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ الاثنين المشاركين إلى الوقوف صفا واحدا في مواجهة الوباء، محذرا من “حرب باردة جديدة” ومشددا على العمل المتعدد الطرف.
يعقد هذا المنتدى عادة في دافوس الواقعة في جبال الألب السويسرية، إلا أن جائحة كوفيد 19 حكمت بغير ذلك.
ومن دون أن يسمي الولايات المتحدة، دافع شي عن التعددية والعولمة، مثلما فعل أمام المنتدى قبل أربع سنوات، علما أن بلاده هي الوحيدة التي سجلت نمو ا بين كبرى اقتصادات العالم.
وبعد أقل من أسبوع من تنصيب جو بايدن الذي لم يشارك في منتدى الصفوة السياسية والاقتصادية العالمية، قال شي جينبينغ إن “تشكيل تكتلات صغيرة أو بدء حرب باردة جديدة، ونبذ الآخرين أو تهديدهم أو ترهيبهم، وفرض انقسامات أو عقوبات أو تعطيل شبكات التموين بهدف العزل، لن يسهم سوى في دفع العالم إلى الانقسام وحتى المواجهة”.
وينتظر أن تحدد إدارة بايدن سياستها في مواجهة تنامي الصين الاقتصادي والتكنولوجي بعد أن اختار دونالد ترامب المواجهة المفتوحة والهجمات اللفظية من دون تحقيق نتائج ملموسة على الأقل في ما يتعلق بالعجز التجاري الأميركي الضخم مع الصين.
وإن كان يعمل على إزالة الإجراءات المثيرة للجدل التي اتخذها ترامب واحدة تلو أخرى، فقد أشار جو بايدن مع ذلك إلى أن الولايات المتحدة ستظل حريصة جد ا على حماية مصالحها.
ووقع بايدن الاثنين على أمر تنفيذي لتشجيع الحكومة الفدرالية على شراء مزيد من السلع والخدمات من الشركات الأميركية، تحت طائلة إغضاب بعض الشركاء التجاريين.
من جانبهم، يطرح الأوروبيون بالمثل مواقفهم. فقد دافع وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير الاثنين، خلال طاولة مستديرة، عن الاتفاق المبدئي المثير للجدل الذي أبرم في نهاية دجنبر بين الاتحاد الأوروبي والصين لفتح السوق الصينية العملاقة أمام الشركات الأوروبية والسوق الأوروبية أمام الشركات الصينية.
وقال إن هذه الاتفاقية “لا تفعل سوى أن تكرر العديد من البنود التي أبرمتها الولايات المتحدة بالفعل مع الصين”. وذكر هيربرت دي س رئيس شركة فولكسفاغن أن الصين، حيث للشركة عدة مصانع، تمثل “فرصة كبيرة” للشركات الأوروبية.
ولكن أعضاء البرلمان الأوروبي والمنظمات غير الحكومية يرون أن الاتفاق يجب أن يكون مشروطا بمصادقة بكين على الاتفاقيات الدولية التي تحظر العمل القسري.
ردا على خطاب الرئيس الصيني، كتب كينيث روث، مدير منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية على تويتر أن شي جينبينغ “يدعو للتعاون الدولي بشأن كوفيد-19 طالما أنه لا يتضمن إجراء تحقيق يتعلق بأنه تم التستر على انتقال الفيروس من إنسان لآخر لمدة ثلاثة أسابيع، مما أدى إلى انتشاره في الكوكب بأسره”.
خلال نسخة 2020 من المنتدى الاقتصادي العالمي، لم يثر ظهور التهاب رئوي غامض في الصين الكثير من القلق. وبعد عام، ما زال العالم يكافح جائحة أودت بحياة أكثر من مليوني شخص، وتسببت في خسارة 225 مليون وظيفة وفق ا لمنظمة العمل الدولية، هذا في حين زادت ثروات الأكثر غنى في العالم، وفق منظمة أوكسفام الخيرية.
وانهار التفاؤل الذي ساد في نونبر عندما صارت اللقاحات متوافرة مع اضطرار العالم إلى فرض قيود جديدة وظهور نسخ متحورة من فيروس كورونا المستجد فيما يتأخر تسليم الجرعات المنتظرة.
ومع ذلك، أكدت كريستين لاغارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي أن عام 2021 سيكون “عام النهوض” الاقتصادي. وأضافت أنه بالطبع “سيتأخر قليل ا، لكن ينبغي ألا يخرج عن مساره”.
ومن بين الموضوعات الأخرى التي نوقشت خلال اليوم الأول، فرض الضرائب على الشركات الرقمية العملاقة، الأمر الذي يعد أولوية بالنسبة لفرنسا، التي طبقت بالفعل “ضريبة غافا” في البلاد، ما تسبب بأزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة.
ورحب وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير باللهجة التصالحية لإدارة بايدن الجديدة بشأن موضوع ضرائب الشركات الرقمية عموم ا، على أمل التوصل إلى اتفاق “بحلول نهاية ربيع 2021” في إطار منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

< أ.ف.ب

Related posts

Top