الظاهرة المخجلة.. كثرة تغييرات المدربين داخل الأندية الوطنية

وجدت العديد من الأندية الوطنية نفسها مضطرة لإحداث تغيير داخل الإدارات التقنية، بعد الاستغناء عن المدربين الذين دشنوا معهم الموسم الكروي الحالي.
والمثير للانتباه أن فريقا قليلة هي التي استطاعت الحفاظ على الاستقرار داخل إدارتها التقنية، بمعنى عدم الحفاظ على مدرب واحد، وبعضها لجأ إلى استبدال المدرب للمرة الرابعة، كما هو الحال بالنسبة لفريق الوداد البيضاوي.
مع الأسف، فاستبدال وإقالة المدربين ببطولتنا “الاحترافية” لا يرتكز على أسس موضوعية، مثل عدم القدرة أو غياب كفاءة عن المدرب لقيادة الفريق، مع أن الحقيقة تقول أن المسألة مزاجية وغير مدروسة، على اعتبار أن المدرب يبقى هو الحائط القصير، والحلقة الأضعف داخل المنظومة الرياضية.
ويحدث هذا في الوقت تحاول فيه إدارات بعض الأندية إخفاء عيوبها عن طريق اللجوء إلى إجراءات غير موضوعية تماما، والهدف امتصاص غضب الجمهور وتفادي الضغوطات وإرضاء المحيط المتعطش للنتائج الإيجابية، وتغطية الفشل في التنظيم والتخطيط الرياضي المحكم.
فكثرة التغييرات يبقى الهدف منها تحويل الأنظار عن الأسباب الحقيقية وراء أي إخفاق، وكان المدربين غير قادرين على قيادة الفرق لأسباب فنية، ويكفي هنا أن نشير إلى أنه ومنذ بداية هذا الموسم الاستثنائي، بلغ عدد المدربين الذين تم الاستغناء عنهم حوالي 23 مدربا.
إن إقالة المدربين تمثل ظاهرة قديمة جديدة تلازم الدوري الوطني وغالبا ما تكون نتائجها سلبية على أداء الفرق الرياضية، حيث يحتاج اللاعبون إلى بعض الوقت للتأقلم مع أساليب المدرب الجديد، واستيعاب خططه أفكاره، وتطبيقها على أحسن وجه خلال المباريات.
وتعد الاستمرارية من أهم عوامل الاستقرار في الأداء وتحقيق نتائج إيجابية، إلا أن ما يقع بالعديد من الأندية يؤكد بأن هناك  خللا خطيرا بمنظومة كرة القدم، وأساسا داخل الأندية حيث العشوائية  في اختيار المدربين،  وإهدار الموارد المالية بشكل يطرح تساؤلات عديدة.
ظاهرة إقالة وتغيير المدربين تسيء إلى البطولة الوطنية،  وتمثل ظاهرة مألوفة ومخجلة تساهم في تحمل خزينة الأندية الوطنية تكاليف إضافية تثقل كاهلها، كما تساهم في إضاعة الوقت نتيجة اختيار من لا علاقة له بالجوانب الفنية، بقدر ما تفسر بنوع من السمسرة وخدمة مصالح خاصة شخصية.
لقد حان الوقت للحفاظ على سمعة البطولة الوطنية، وعلى الأندية أن تحسب ألف حساب قبل إقالة هذا المدرب أو ذاك، واختيار أي مدرب لابد وان يكون بطريقة علمية تناسب متطلبات الفريق، وإشراك الإدارة التقنية بعيدا عن كل القرارات الفردية التي غالبا ما ينفرد بها الرؤساء.
إن ما يقع داخل أغلب الأندية الوطنية يعكس ارتجالية حقيقية متبعة من طرف بعض المسيرين في غياب الاحترافية بكل ما في الكلمة من معنى.

< خليل البخاري

Related posts

Top