العرض ما قبل الأول لفيلم “رقصة الرتيلاء” لربيع الجوهري

قدمت منظمة العفو الدولية- فرع المغرب، العرض ما قبل الأول للفيلم السينمائي المطول “رقصة الرتيلاء ” للمخرج ربيع الجوهري بقاعة السينما النهضة بالرباط. ويندرج تقديم العرض ما قبل الأول لهذا الفيلم في إطار حملة منظمة العفو الدولية حول الإفلات من العقاب ومواكبة تنفيذ توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة ومن ضمنها في المقام الأول “اعتماد إستراتيجية وطنية لمكافحة الإفلات من العقاب”.

وتنبع أهمية هذا الفيلم من كونه لا يعود إلى سرد الأحداث والحقائق والانتهاكات أو قصة تجربة هيأة الإنصاف والمصالحة “في المغرب”، بقدر ما يخلق نوعا من الاستفزاز الوجداني والفكري لإعادة طرح أسئلة التسامح والحق والعدالة والعنف، كما تضع المرأة في قلب هذه الأسئلة الوجدانية الكبرى.  إن الفيلم يدفع بنا إلى جسور جديدة للعبور إلى مجتمع تسود فيه الكرامة من خلال السمو بالوجدان والضمير، واستبطان القيم الإنسانية المشتركة.

الفيلم من إنتاج كلاكيت للإنتاج ومن أداء “هند بن اجبارة” في دور بثينة و”يونس لهري” في دور الدكتور هاني و”عمر غفران” في دور المحامي نبيل، الموسيقى من إنجاز “هشام امدراس” الذي اشتغل مع ربيع الجوهري في الوثائقي الشهير “تندوف، قصة مكلومين” الذي كان لأمنستي حضور فيه، وقد شارك في الإنتاج كل من رشيد قصبي وأمين عرباوي، مدير الإنتاج عبد الرحيم عبد النور، منسق الإنتاج محمد الحمادي.    لقد اعتمد المخرج ربيع الجوهري على مسرحية الموت والعذراء لأرييل دورفمان لكتابة سيناريو هذا الفيلم الذي يتخذ من سنوات الرصاص موضوعا له، لكن بطريقة جديدة تركز على البعد السايكولوجي وما قد تخلفه أحداث الماضي من آثار على النفس الإنسانية. 

 اعتمد ربيع الجوهري على منهجية سينمائية ابتكرها من رحم تجاربه السينمائية خلال العشر سنوات الأخيرة التي عمل فيها كمساعد مخرج في أفلام عالمية وكمخرج لأفلام وثائقية عرضت على قنوات الجزيرة والأولى وقنوات أخرى، فكانت هذه المنهجية التي سماها في كتابه الأكاديمي: “السينما عهد المنهجية الحلزونية” بالمنهجية الحلزونية والتي أضفت على أحداث الفيلم أبعادا متعددة تتجاوز الواقعية والالتزام الزمكاني الفيزيائي لتصبح حادثة سنوات الرصاص مجرد طاقة سلبية تحاول شخصية “بثينة” والتي لعبتها الممثلة “هند بن اجبارة” التخلص منها عبر صيرورة من التطهير النفسي، فالفيلم إذن يمازج بين الفضاء المنطقي الذي يستوعبه أي كان وبين أبعاد لا تحدث داخل هذا الفضاء وإنما تتجلى في أزمنة مختلفة قد تكون نفسية أو متوازية أو بالأحرى شاعرية، لأنها لا تعتمد على التواصل اللغوي أو السردي المعتاد وإنما تستمد ذاتها من خلال التعبير والانطباع والطاقة ببعديها الايجابي والسلبي تماما كما يحدث في القصيدة الشعرية.   تبدأ أحداث الفيلم بالمحامي نبيل الذي عين كرئيس لمجلس المصالحة. في طريق عودته إلى البيت يجد رجلا يصاحب زوجته الممددة على ظهر حمار فيطلب منه مساعدته في إيصال زوجته إلى أقرب مستوصف قصد العلاج من لذغة عنكبوت ذئبي، ليصبح هذا العنكبوت لازمة تصاحب أحداث الفيلم وكأن لاشيء مادي أو فيزيائي يربط هذه التوصيلة ببقية الأحداث سوى العنكبوت هذا.. بعد التوصيلة، يثقب إطار سيارة نبيل، فيضطر الدكتور هاني لإيصاله إلى بيته وخصوصا مع بداية تساقط المطر الغريب الذي يشاكس ظهور عناكب وما تصل بها من معان. يحدث أن ينام الضيف في منزل نبيل، لكن بثينة زوجة نبيل، تدخل غرفة الضيف، تضربه وتكبله، لتبدأ سلسلة من تأكيد تورط المحامي في أحداث التعذيب ونفيها ما يحدث ترددات بين ما هو مادي معيش وما هو طاقي ونفسي وداخلي وشاعري.   

Related posts

Top