العرض وفضاؤه وموعده وجمهوره

 يشكل فضاء العرض جزءا لا يتجزأ من العرض نفسه، أكان هذا العرض فنيا أم فكريا أو رياضيا أم غير ذلك من المجالات.
  وبإلقاء نظرة على العديد من فضاءات العرض ببلادنا، على اختلاف أنواعها، نجدها في أغلب الحالات لا تمتلك المواصفات الخاصة بها، بل منها ما لا يمت بصلة إلى ما يعرض.
  تبعا لذلك، يكون من الطبيعي جدا أن لا تحدث هناك مصالحة بين الجمهور وفضاءات العرض بهذه المواصفات البعيدة كل البعد عن الشروط التي من المفروض أن تستجيب لها.
  لنأخذ على سبيل المثال، قاعات المسرح، العديد منها لا تتوفر بها تقنية الإنارة والصوت، والمساحة الكافية لتحرك الممثلين وغير ذلك من الظروف المساعدة على التشخيص.   هناك بعض الإدارات المكلفة بهذه القاعات، تطلب من الفرق المسرحية أن تحمل معها كافة معدات العرض، بما فيها تلك التي من المفروض أن يكون وجودها قارا بتلك القاعات: الإضاءة ومكبرات الصوت..
  لا يختلف واقع قاعات السينما عن واقع قاعات المسرح، من حيث الظروف التي تجعل الجمهور يتابع بارتياح العرض السينمائي، هناك غياب الصيانة الخاصة بالمقاعد إلى غير ذلك من الأمور السلبية، بصرف النظر عن قيمة ما يعرض في هذه القاعات من أفلام سينمائية.
  وبالتالي من الطبيعي جدا أن يكون هناك عزوف للجمهور عن هذه القاعات، وينتهي الشأن بهذه القاعات ذاتها إلى الإفلاس.
 حتى قاعات المحاضرات والندوات الفكرية، نجدها في غالب الحالات لا تستجيب للمعايير الخاصة بها، ليس بها ما يوحي إلى أنها فضاءات خاصة بالفعل لتقديم العروض الفكرية والأدبية، كيف يعقل مثلا أن فضاءات من هذا النوع لا يتم التفكير في تعليق لوحات تشكيلية على جدرانها؟ ما الفرق بينها وبين إصطبل الحيوانات إذن؟
 الحديث عن مكان العرض يجرنا للحديث عن زمانه كذلك، في أغلب الحالات لا يتم الالتزام بالموعد المسطر في الدعوات.
 يحدث التأخر في العرض بأكثر من ساعة دون أن يكون هناك داع للتأخر، سيما مع حضور كافة المشاركين أو جلهم إلى جانب الجمهور.
 يحدث التأخر دون أن يتم التفكير في الاعتذار للجمهور، مع أن هذا أبسط شيء يمكن القيام به للتخفيف من غضب أناس أجلوا التزاماتهم الخاصة وحملوا أنفسهم الحضور في الموعد المحدد.

 هناك إذن، علاقة وطيدة بين مكان العرض وموعده ومتلقيه، إذا أصيب أحد هذه الأطراف بالخلل والاضطراب، فلن تكون هناك استمرارية لهذا النشاط برمته.

عبد العالي بركات

[email protected]

Related posts

Top