العزلة الصحية والوقاية هما الحل

أرقام الإصابة بفيروس “كورونا- كوفيد-19″، والمعطيات الإحصائية التي تعلن عنها تباعا وزارة الصحة بدأت في الأيام الأخيرة ترتفع تدريجيا، ولم تعد الحالات تعلن فردية وإنما بالعشرات، وهو ما صار يثير قلق شعبنا ويبعث على الانشغال.

الإحصائيات المعلنة بالنسبة لبلادنا تكشف تزايد حالات الإصابة، والحالات المحلية، وذلك يبين أننا اليوم نوجد في مرحلة دقيقة وحاسمة، بحسب ما كان قد توقعه المخطط الوطني لليقظة وتعلن عنه باستمرار مصالح وزارة الصحة.

وبناء عليه، تعتبر الأيام القليلة المقبلة حاسمة للتأكد من طبيعة المرحلة التي تعيشها بلادنا والحالة الوبائية الوطنية، وأيضًا ما إذا كانت الإجراءات المتخذة لحد الآن كافية وتستطيع بالفعل الحد من انتشار الفيروس.

في كل الأحوال، ما هو مؤكد اليوم يبقى هو الدور المحوري والحاسم للمواطنات والمواطنين بشكل فردي وجماعي في هذه الحرب ضد انتشار الوباء وسط شعبنا.

علينا كلنا، بكل بساطة، أن نبقى في منازلنا، ولا نخرج منها إلا للضرورة القصوى، وخصوصا في الأيام المقبلة، وأن نلتزم بصرامة بالإجراءات الاحترازية التي تعلن عنها السلطات الصحية والإدارية، وبشروط الوقاية اللازمة.

هذا هو الحل اليوم لهزم الوباء والحد من انتشاره، وليس لدينا أي خيار آخر  أو حل سحري، أو معجزة ننتظرها من أجل ذلك.

لحد الآن، بلادنا تتحكم في سرعة انتشار الوباء، وذلك بفضل ما اتخذته من إجراءات وتدابير، ولكن الانتقال من مرحلة إلى أخرى يمكن أن يحدث في زمن قياسي وليست هناك حدود بين المراحل أو فترات زمنية معروفة ومعلنة، ولذلك يبقى التزام الناس أساسيا ومحوريا في المواجهة والتصدي.

إن التحدي المطروح اليوم هو إما أن تنجح بلادنا في احتواء الفيروس والسيطرة عليه أو  أن تفقد، لا قدر الله، هذه السيطرة ويتفشى انتشار الفيروس، وبالتالي سيقودنا ذلك إلى وضعية خطيرة تشهد الانتشار السريع والواسع للوباء وارتفاع عدد الوفيات، وهذا ما لا نريده لبلدنا وشعبنا.

إن تقوية الالتزام بالعزلة الصحية والبقاء في المنازل والتقيد الصارم بكل إجراءات الوقاية واليقظة، وتنفيذ الإجراءات الإدارية المتصلة بحالة الطوارئ الصحية، والتعاون مع السلطات العمومية لإعمال ذلك بشكل كامل على أرض الواقع…، ذلك هو دورنا اليوم كمواطنات ومواطنين لحماية صحة وسلامة كامل شعبنا، وصيانة استقرار بلادنا، ولكي ينتصر المغرب في هذه الحرب الدقيقة في أقرب وقت.

إن ما قامت به بلادنا لحد الآن من خطوات وإجراءات وتدابير على المستويات الصحية والوقائية والاقتصادية والاجتماعية، يعتبر جيدا ويستحق التثمين والإشادة والاعتزاز، ويجب أيضا مواصلة هذا الجهد الضروري والاهتمام بفئات شعبنا من الذين لا يعملون في قطاعات مهيكلة، أو الذين لا عمل لهم في الأصل ويضطرون للخروج يوميا للبحث عن قوتهم وقوت أسرهم، وبصغار الفلاحين وساكنة هوامش المدن والأرياف والمناطق الجبلية والنائية، وذلك لتوفير الشروط الأساسية للبقاء في البيوت وعدم مغادرتها وللالتزام الجماعي بالعزلة الصحية وتفادي الاختلاط المبالغ فيه.

نحن كلنا اليوم في مرحلة حاسمة، ويجب تظافر جهود الجميع، وتمتين التعبئة الوطنية الجماعية من أجل الانتصار على هذا الوباء.

محتات الرقاص

Related posts

Top