العمراني: المغرب يتوفر على رؤية “واضحة” لتنويع شراكاته وإقامة منطقة مشتركة للسلم والازدهار

أكد يوسف العمراني، المكلف بمهمة بالديوان الملكي، أن المغرب يتوفر على رؤية واضحة لتنويع شراكاته وإقامة منطقة مشتركة للسلم والازدهار. 

وأوضح العمراني، في تدخل له خلال ندوة نظمت بالمعهد  الأسترالي للسياسة الاستراتيجية بكانبيرا حول موضوع “التطورات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، أن الإصلاحات متعددة الأبعاد التي باشرها المغرب، بعد اعتماد دستور 2011، جعلت المملكة دولة ديمقراطية متفردة ومستقرة، في ظل التحولات على المستوى الإقليمي. 

وقدم العمراني لمحة عن المحاور الرئيسية للمقاربة المغربية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، في أبعاده الأمنية والسوسيو-اقتصادية والدينية التي مكنت المغرب من الحفاظ على أمنه واستقراره على المدى الطويل. 

وأوضح أنه علاوة على الجانب الأمني، فإن المقاربة المغربية في هذا المجال ترتكز حول التنمية البشرية الشاملة، وتعتمد على مبادرات طلائعية من قبيل إصلاح الحقل الديني، والتصدي للخطابات المتطرفة التي تحث على الكراهية والعنف، وذلك من خلال نشر إسلام متسامح ووسطي. 

وشدد العمراني، في هذا الصدد، على أهمية وضع نماذج جديدة للنمو وإقامة أنشطة مدرة للدخل، وأنشطة ذات قيمة مضافة تهدف إلى تحقيق المساواة الاجتماعية والاقتصادية وضمان العيش الكريم لفائدة الشباب بالمنطقة. 

وأطلع العمراني المشاركين على آخر التطورات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تواجه اليوم تهديدات معقدة ومتعددة الأوجه، كالأزمات المتواصلة التي تستغلها الجماعات الإرهابية. 

وأضاف أن التحديات التي تواجه ليبيا والعراق، واستمرار الأزمة السورية وعواقبها على المنطقة والصراع الإسرائيلي الفلسطيني المتواصل، تشكل تهديدا للمنطقة وخارجها بدول الساحل وأوروبا. 

وأبرز أن حل الأزمات الراهنة لا يمكن أن يتم من خلال منظور عسكري وأمني فقط، بل يتطلب مقاربة إقليمية شاملة، متسامحة وبراغماتية، تتماشى مع واقع كل بلد في المنطقة، ومع التطلعات والاحتياجات المشروعة للشعوب. 

وأكد أن احترام المبادئ الأساسية للوحدة الوطنية وسيادة الدول شرطان مسبقان لتحقيق الاستقرار في مناطق التوتر والتصدي للصراعات المتعددة التي تزعزع الاستقرار.

وأضاف أنه من المهم أيضا تقديم إجابات واضحة حول مختلف القضايا المتعلقة بالهوية من خلال تجاوز الانقسامات القائمة في إطار الحوار والتعايش والتفاهم.

وأضاف أن تعدد التحديات عبر الوطنية، من قبيل الإرهاب والجرائم العابرة للحدود، على سبيل المثال لا الحصر، يستوجب تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، فضلا عن تبادل أحسن التجارب في إطار روح من التكامل الواسع. 

وسلط العمراني الضوء على تقارب مواقف كل من المغرب وأستراليا بشأن القضايا الدولية الرئيسية، والتزامهما المشترك بقيم الحوار والسلام والانفتاح، مع التأكيد على أهمية الحوار السياسي وتعزيزه في القضايا ذات الاهتمام المشترك والإشكاليات الشمولية. 

وخلال زيارته لأستراليا، سينشط السيد العمراني سلسلة من الندوات أطلقتها سفارة المغرب في كانبيرا، في العديد من مراكز التفكير، بما في ذلك المعهد الاسترالي للسياسة الاستراتيجية، والمعهد الأسترالي للعلاقات الدولية ومعهد لوي بكل من كانبيرا وسيدني وملبورن. 

Related posts

Top